تونس تؤكد إحباط مخطط "إرهابي" بتصفية أعضاء كتيبة "عقبة بن نافع"

بالعربي: نشرت وزارة الداخلية التونسية مقاطع فيديو تظهر جثث لعناصر مسلحة قتلتهم ليل السبت - الأحد في محافظة قفصة غرب البلاد، في وقت أعادت السلطات فتح متحف باردو أمام الزوار، بعد إغلاقه منذ الهجوم المسلح الذي أسفر عن مقتل وإصابة عشرات التونسيين والأجانب قبل أسبوعين.

وقال وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي إن عملية قفصة التي أسفرت عن مقتل 9 "إرهابيين" بينهم قائد «كتيبة عقبة بن نافع» الجزائري خالد الشايب الملقب «لقمان أبو صخر»، «تمت بناء على معلومات استخباراتية دقيقة ساهمت في إنجاحها والقضاء على أخطر العناصر الإرهابية المطلوبة».

وكانت وحدات مكافحة الإرهاب التابعة للحرس الوطني (أحد فرق النخبة الأمنية التونسية) نفذت هجوماً في منطقة سيدي عيش في محافظة قفصة القريبة من الحدود التونسية - الجزائرية جنوب غربي البلاد، أسفر عن مقتل المسلحين التسعة، في عملية خلفت موجة من الارتياح في البلاد التي تواجه مجموعات مسلحة موالية لـ»القاعدة» منذ ثلاث سنوات.

وصرح وزير الداخلية في مؤتمر صحافي مساء الأحد، بأن العناصر التي تم القضاء عليها كانت في طريقها إلى الأراضي الليبية، لجلب سيارات مفخخة بهدف تنفيذ هجمات مسلحة في تونس، مشدداً على أن «عملية قفصة لن تضع حداً للإرهاب في تونس لكنها نقطة بداية قوية للحرب على الإرهاب».

وكشف الوزير التونسي عن مصادرة وحدات الدرك وثائق «شكلت رصيداً تم استغلاله بطريقة ناجحة ساعدت على اختراق تلك المجموعات الإرهابية استخباراتياً»، مشيراً إلى أن هذه الوثائق «ساعدت على كشف مخططات لقيادات كتيبة عقبة بن نافع تتمثل في سعيها إلى التنقل باتجاه الحدود التونسية الليبية للحصول على سيارات مفخخة لاستعمالها في تنفيذ عمليات نوعية في تونس».

ونفى الغرسلي ما تداولته مواقع إخبارية تونسية عن دخول طائرة حربية أجنبية الأجواء التونسية وتحليقها فوق جبل الشعانبي المحاذي للحدود الجزائرية، مشدداً على أن «تونس دولة ذات سيادة وتمتلك طائرات خاصة بها ولا تسمح بانتهاك مجالها الجوي».

كما أعرب الوزير عن استعداد بلاده للتعاون مع الدول الأجنبية في التحقيق في الهجوم على متحف باردو، نافياً قدوم محققين فرنسيين وجزائريين للمشاركة في التحقيق. وجدد التزام تونس بتقديم معطيات بخصوص نتائج التحقيق إلى الدول التي فقدت رعاياها خلال الهجوم.

في الوقت ذاته، نشر موقع «أفريقية للإعلام» التابع لـ»تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي» رسالة تحدث فيها عن مقتل قيادات بارزة في التنظيم خلال عملية قفصة.

وأرفقت الرسالة بتهديد باستخدام سيارات مفخخة لاستهداف مواقع أمنية وعسكرية حساسة، مشيرة إلى أن «عملية متحف باردو كانت بمثابة جس النبض للنظر في كيفية اختراق الأماكن التي تخضع لحراسة أمنية مشددة»، إضافة إلى التهديد باللجوء إلى 400 عنصر استشهادي ينتظرون ساعة الصفر لتنفيذ هجمات دامية في تونس».

وأعادت السلطات التونسية فتح متحف باردو بعد غلقه منذ الهجوم عليه قبل أسبوعين، وأتى ذلك غداة المسيرة الدولية لمناهضة الإرهاب التي شارك فيه رؤساء ووزراء وممثلي البعثات الديبلوماسية العربية والدولية والتي تم خلالها تدشين نصب تذكاري يخلد أرواح الضحايا. وأكدت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث عدم وقوع أضرار كبيرة في المتحف ومحتوياته التاريخية باستثناء طلقات الرصاص على بعض اللوحات الفسيفسائية والتماثيل الصغيرة. ويعتبر متحف باردو أكبر متحف تونسي يحفظ تاريخ البلاد وحضاراتها المتعددة.