رئيس ديوان رابين السابق: إيران ستحصل على القنبلة النوويّة وتهديداتها بمحو "إسرائيل" جديّة

بالعربي: تواصل "إسرائيل" مًتابعة التطورّات والمُستجدات بالنسبة للاتفاق المتوقّع توقيعه بين إيران ومجموعة دول خمسة زائد واحد، بتوجسٍ وقلقٍ شديدين، ويُستشّف من تعليقات المُحللين للشؤون السياسيّة والأمنيّة أنّ صنّاع القرار في"تل أبيب" سلّموا بأنّ الاتفاق بات أمرًا واقعًا، وعلى "إسرائيل" الاستعداد لليوم الذي يليه.

الصحافيّ المُخضرم، إيتان هابر، الذي شغل سابقًا مدير ديوان رئيس وزراء الإحتلال الأسبق يتسحاق رابين، أكّد في مقالٍ نشره اليوم بصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية أنّ الأنباء لا تُبشّر بالخير بالنسبة "لإسرائيل"، جازمًا أنّ إيران ستصل إلى القنبلة النوويّة.
وتابع: إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ هذه الدولة هدّدّت أكثر من مرّةٍ بمحو إسرائيل عن الخريطة، فإنّه يتحتّم على قادة الدولة أنْ يأخذوا على محملٍ من الجد هذه التهديدات، لأنّ امتلاك القنبلة سيزيد من شهوة إيران لإلقائها وتدمير الدولة العبريّة، على حدّ قوله. وفي السياق ذاته، وفي خطوةٍ لافتةٍ للغاية، لا بلْ نادرة، سمح سلاح البحريّة الإحتلالي، كما أفادت صباح اليوم الاثنين صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، سمح للمُراسلين للشؤون العسكريّة بالاطلاع على الغواصّة الإسرائيليّة الرابعة، التي بمقدورها حمل رؤوس نوويّة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكريّة رفيعة المستوى في تل أبيب، قولها إنّ الغواصّة التي تمّ كشفها ستلعب دورًا مهّمًا جدًا في تحديد التوازن الإستراتيجيّ في منطقة الشرق الأوسط. وأضافت الصحيفة أنّه من المُقرر أنْ تُباشر الغواصّة مهمتها العملياتيّة خلال عدّة أسابيع، مؤكّدة على أنّه في العام 2018 ستتسلّم إسرائيل من ألمانيا الغواصّة السادسة. علاوة على ذلك، أوضحت المصادر عينها، أنّ الحديث يدور عن غواصّات  متطورّة ومُتقدّمة للغاية، والقادرة على البقاء تحت سطح المياه زمنًا طويلاً، وأنّه بإمكانها قصف مواقع الأعداء عن بعد آلاف الكيلومترات.
وتابعت الصحيفة، نقلاً عن مصادر أجنبيّة، قائلةً إنّ الغواصات تحمل رؤوسًا نوويّة قادرة على إصابة أهداف تبعد عن إسرائيل آلاف الكيلومترات، كما أنّها تحمل صواريخ متطورّة جدًا، الأمر الذي يُمكّن إسرائيل من توجيه “الضربة الثانيّة، أيْ استيعاب الضربة الأولى، مهما كانت شدّتها، ومن ثم الردّ بكلّ قوةٍ. ولفتت الصحيفة إلى أنّ “الضربة الثانيّة” التي باتت تمتلكها "إسرائيل" تهدف إلى زيادة قوّة الردع.
وعليه، أضافت المصادر، فإنّ هذه الغواصّات هي التي تُشكّل رأس الحربة في منظومة الردع الإحتلالية الإسرائيلية، علاوة على كونها بوليصة التأمين للدولة العبريّة. ونقلت الصحيفة عن قائد الغواصّة الضابط “ج” قوله إنّه حسب تقديرات الجيش، فإنّ الغواصّات الإسرائيليّة ستعمل حاليًا في التجسس وجمع المواد الاستخبارتيّة المُهّمة، في مناطق بعيدة جدًا عن إسرائيل.
من ناحيته قال الجنرال دور سالمه، قائد القاعدة العسكريّة البحريّة في حيفا إنّ الغواصات المذكورة تعمل بشكلٍ قاتلٍ، فعّالٍ وسريٍّ للغاية، على حدّ قوله. على صلةٍ بما سلف، قال مُحلل الشؤون العسكريّة في (يديعوت أحرونوت)، أليكس فيشمان، إنّه منَ المتوقّع أنْ يغدو الشرق الأوسط في العام المقبل مكانًا من السيئ جداً العيش فيه، وربمّا أحد أسوأ الأماكن وأخطرها في العالم، لافتًا إلى أنّه عندما تُرسل شعبة الاستخبارات العسكرية مجسّاتها إلى خلف الحدود، إلى إيران، العراق، الأردن، سوريّة، لبنان، مصر، اليمن، السعودية وشمال أفريقيا، فإنّه يرى ويصف عالمًا يُسيطر عليه تعفن اجتماعيّ، وتفكك سياسيّ، ويغدو أشد فقرًا بشكلٍ متزايدٍ.
وبحسبه، تبدأ كلّ تقديرات شعبة الاستخبارات العسكريّة برسم الصورة الإقليمية من زاوية رؤية القوى العظمى. والنتيجة النهائية هنا بسيطة جدًاً: في الشرق الأوسط حاليًا ليس هناك ربّ بيت دولي، ليست هناك قوة واحدة تُرتّب التوازنات، التي تخلق التعاون الدوليّ، الذي يسمح بتهدئة ما في المنطقة. فروسيا بوتين، أضاف فيشمان، صاحب الباع الطويل في المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة، تبذل كل جهد ممكنٍ لزيادة نفوذها في الشرق الأوسط عن طريق الصمود في سوريّة. والولايات المتحدة التي تمتعّت طوال سنوات بمكانة الدولة الوحيدة صاحبة حريّة العمل في الشرق الأوسط، لم تتحرك من دون ائتلافات.
علاوة على ذلك أكّد فيشمان أنّ تقديرات شعبة الاستخبارات ترى أنّ اتفاقًا بين إيران والدول العظمى سيكون سيئًا لإسرائيل. فمن جهة، يسمح التوقيع على الاتفاق بتقديم تقدير أكثر دقّة بشأن تصرفات (حزب الله) على الحدود الشمالية "لإسرائيل". وإذا لم توقع إيران على الاتفاق مع الدول الغربيّة ولم تفلح في أن تزيح عن كاهلها العقوبات الدولية، فقد تلجأ إلى تحطيم الأواني، على حدّ وصفه. كما أنّ خيبة الأمل من الرئيس الإيرانيّ حسن روحاني واستمرار اليأس الاقتصادي قد يدفعان إلى أنْ يُعاد إلى سدة الحكم في طهران رجال الحرس الثوري. والحديث يدور عن سيرورات دراماتيكية يمكنها أن تؤثر بشكل فوري على الحدود الشمالية، ولكن أحدًا لا يمكنه التنبؤ بها منذ الآن.

أمّا المُحلل للشؤون الإستراتيجيّة، يوسي ميلمان، فقد قال في مقالٍ نشره بصحيفة (معاريف) العبرية  إنّه على كلّ حالّ، إذا لم يكن الاتفاق سيئا إلى هذه الدرجة فمن الواضح أنّ الجهد الإسرائيليّ الذي قاده رئيس الوزراء نتنياهو لمنع عقد أيّ اتفاق، حتى لو كان ثمنه المواجهة مع اوباما، قد فشل. وتابع ميلمان قائلاً إنّه من الواضح أيضًا أنّ الدول العربيّة وعلى رأسها السعودية ومصر وأيضًا تركيا، الذين يُعارضون الاتفاق الآخذ في التبلور، ويروَن فيه نصرًا إيرانيًا ومنح شرعية لتطلعات النظام في إيران للسيطرة على الشرق الأوسط، ستدرس منذ اليوم بصورة أكثر جدية إقامة برامج نووية خاصة بهم تًناسب تلك التي لدى ايران، ومن شأن ذلك، خلُص ميلمان إلى القول أنْ يقود إلى أنْ يبدأ في الشرق الأوسط غير المستقر سباق تسلح نوويّ، على حدّ تعبيره.

"نفلا عن رأي اليوم"