ساعة اليمن تدق

بالعربي: قبل أسابيع عديدة أصدر جهاز الأمن في كيان الإحتلال تحذيرا إلى السفن التجارية لكيان الإحتلال بوجوب التعاطي مع الشاطيء اليمني كشاطيء دولة معادية. ولهذا التحذير آثار على مسارات الابحار ومستوى التأهب والحراسة لسفن الإحتلال التي تجتاز مضائق باب المندب وتدخل البحر الاحمر.

منذئذ ـ حين سيطرت القبائل الشيعية (الحوثيين) التي تشكل 30 في المئة من سكان اليمن، في نهاية كانون الثاني على العاصمة صنعاء وميناء الحديدة، الميناء اليمني المركزي في البحر الاحمر ـ اشارت الصورة الاستراتيجية إلى بداية انهيار النظام في اليمن، الذي يستند إلى السعودية والولايات المتحدة، واقامة نظام جديد يستند إلى إيران. ومرت بضعة ايام منذ سقط ميناء الحديدة في ايدي الحوثيين فأنزلت السفن الإيرانية رجال الحرس الثوري ووسائل قتالية، بما فيها طائرات قتالية ايضا.
وطلت هذه الطائرات قبل نحو اسبوع في غارات على مدينة عدن، ملجأ الرئيس اليمني، وهددت بحسم المعركة. وبشرت اعمال القصف، إلى جانب الهجوم البري والتقارير عن انصراف الرئيس المؤيد لامريكا من اليمن بانتصار الثوار الشيعة بان هذا مجرد مسألة وقت. وهكذا، فمنذ اسابيع تدق ساعة القنبلة الإيرانية في احدى النقاط الاستراتيجية الساخنة في المعمورة: مضائق باب المندب المؤدية إلى قناة السويس. اما الدول الغربية ـ وعلى رأسها الولايات المتحدة ـ فتصمت و «تنسق».
من ناحية اسرائيل، تعني السيطرة الإيرانية على اليمن مسا محتملا بالابحار في زمن الازمة. وفي "اسرائيل" تحدثوا منذ الان عن خيار نصب صواريخ شاطئ ـ بحر على الشاطئ اليمني، تمس بمسار حيوي بحري "لاسرائيل" من الشرق. وتماما مثلما تنصب مثل هذه الصواريخ اليوم على الشاطيء السوري واللبناني، تهدد الابحار إلى موانيء حيفا، وفي المستقبل غير البعيد ميناء اسدود ايضا. اضافة إلى ذلك، فان سقوط اليمن في اياد إيرانية سيعزز المحور الراديكالي الذي يهدد "اسرائيل". في مثل هذا الوضع سيشكل اليمن نقة انطلاق افضل لتهريب السلاح من إيران إلى جهات تدعمها في سيناء وفي قطاع غزة.
وهكذا تجد اسرائيل نفسها مرة اخرى في نفس الجانب من المتراس مع الدول السنية المعتدلة. غير ان المصلحة المشتركة لكيان الإحتلال، للسعودية ولدول الخليج لا تلقى تعبيرها، و"اسرائيل" لا يمكنها أن تترجمها إلى الحاجة لتعزيز مكانتها الاقليمية. اضافة اخرى لفرصة قطف ثمار استراتيجية حيوية لامن الدولة.
لقد استعد السعوديون لامكانية المواجهة مع الحوثيين على مدى اسابيع وحشدوا قوات بحرية وبرية على طول الحدود مع اليمن. وانضم الاسطول المصري وهو يعطي جوابا لمقتضيات حماية الشواطئ. ويعد حجم القوات التي حشدتها السعودية والتحالف الذي بنته بالتنسيق مع الامريكيين دليلا على أنهم لا يخططون لخطوة عسكرية محدودة.
هذا فصل آخر في المواجهة المستمرة منذ سنين طويلة بين المحور الراديكالي والمحور البراغماتي، بين الشيعة والسنة. ويعيش النظام السعودي الجديد في احساس من التهديد من الداخل ومن الخارج. من الداخل: الشعبية الكبيرة لتنظيم داعش في اوساط شرائح واسعة في المجتمع السعودي، مما يهدد استقرار النظام. ومن الخارج، محاولة الالتفاف الإيراني من خلال القبائل الشيعية في اليمن، في البحرين وفي جنوب ـ شرق السعودية.
ويعتبر بناء التحالف لمواجهة السنة لهذه التهديدات هو المهامة المركزية للنظام في السعودية، ولهذا الغرض فقد حاولوا اقامة حلف سني من مصر وحتى تركيا. ولم تكن سيطرة الحوثيين على اليمن واردة من ناحية النظام، وكانت المواجهة العسكرية محتمة.
وفهم السعوديون جيدا بان الغرب لا يعتزم التدخل اكثر بشكل مباشر. ولا غرو أنهم توصلوا إلى الاستنتاج بانه من أجل حماية مصالح السعودية يمكنهم أن يعتمدوا على أنفسهم فقط.
إما لاسرائيل فلم يتبقَ غير المتابعة والتمني للسعوديين بنصر سريع وجارف يعيد الوضع إلى سابق عهده ويطرد الإيرانيين من البحر الاحمر.

اليكس فيشمان
يديعوت 

صحف عبرية