"إسرائيل" : حماس تمكّنت من حفر عددٍ من الأنفاق الهجوميّة بالقطاع

بالعربي: باتت الأنفاق في الشمال، التي زعم "الإسرائيليون" أنّ حزب الله يقوم بحفرها، وفي الجنوب، التي تقوم حركة حماس بحفرها، باتت تقضّ مضاجع الإسرائيليين، قادةً وشعبًا. وعلى الرغم من طلبات السكّان في المنطقتين بتكثيف الحراسة خشية عملية فدائيّة كبيرة، يرفض صنّاع القرار في تل أبيب الاعتراف بذلك، لأنّ الاعتراف يعني بشكل علنيّ اعترافًا بفشل الحرب العدوانيّة التي شنّتها إسرائيل ضدّ قطاع غزّة في الصيف الماضي. وفي هذا السياق، كشفت القناة الثانية في تلفزيون الإحتلال،في نشرتها المسائيّة، الثلاثاء، النقاب عن أنّ مُراقبكيان الإحتلال، القاضي المُتقاعد يوسف شابيرا، يقوم بالتحقيق في فشل استخباراتي للإحتلال الإسرائيلي  في مسألة الأنفاق التي استخدمتها حركة حماس خلال العدوان الأخير الذي شنّه جيش الاحتلال ضدّ قطاع غزّة في صيف العام 2014.

وتابع تلفزيون الإحتلال قائلاً، نقلاً عن مصادر وصفها بأنّها رفيعة المستوى في "إسرائيل"، تابع قائلاً إنّ القاضي المُتقاعد شابيرا يقوم باستجواب وزراء، وسينشر تقريرًا مفصلاً عن عدم استعداد إسرائيل للتعامل مع تهديد الأنفاق، الذي أجمع المُحللون في كيان الإحتلال، وأيضًا العديدين من المستويين السياسيّ والأمنيّ في "إسرائيل" بأنّه كان وما زال يُشكّل تهديدًا إستراتيجيًا على الأمن القوميّ الإسرائيليّ، على حدّ تعبيرهم. ونقل موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة على الإنترنت عن مصادر أمنيّة وعسكريّة وصفها بأنّها رفيعة المستوى في كيان الإحتلال، نقل عنها قولها إنّ حركة حماس تستعد للجولة القادمة مع "إسرائيل"، وتقوم بإخفاء الصواريخ البعيدة المدى تحت البنايات العالية، كما تقوم ببناء أنفاقٍ تحت الأرض تصل تكلفة كل واحد منها أكثر من مليون دولار، على حدّ تعبيرها.
وأكّد الموقع أنّ تقديرات الأجهزة الأمنيّة في لكيان الإحتلاتشير إلى أنّ بعض هذه الأنفاق ينتهي بعد السياج الحدودي، مثلما حصل خلال الكشف عن النفق قرب كيبوتس (عين هشلوشا)، والذي قال عنه وزير الأمن الإسرائيليّ، الجنرال في الاحتياط، موشيه (بوغي) يعالون، إنّه كان نفقًا إستراتيجيًا. كما زعمت مصادر الإحتلال أيضًا، بحسب الموقع، بأنّ جهودًا كبيرة تُبذل في هذه الأنفاق، إضافة إلى تكلفتها العالية، حيث تصل تكلفة إقامة كل نفق أكثر من مليون دولار، على حدّ قولها. ومن الجدير بالذكر أنّه في شهر تشرين أوّل (أكتوبر)، أكّد تقرير لمجلة (Vanity Fair) الفرنسيّة أنباءً جاء فيها بأنّه قبل الحرب الأخيرة، كانت حماس تخطط لإدخال المئات من مقاتليها إلى داخل "إسرائيل" عبر الأنفاق تحت الأرض، لاختطاف وقتل عدد كبير من الإسرائيليين. بالإضافة إلى ذلك، قال موقع (WALLA)، الإخباريّ العبري، نقلاً عن مصادر أمنيّة وصفها بأنّها رفيعة المستوى، قال إنّ تقديرات الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة تُشير إلى أنّ حركة حماس تمكّنت من حفر عددٍ من الأنفاق الهجوميّة في قطاع غزة، وهي قريبة جدًا من الحدود بين القطاع وإسرائيل. ونقل الموقع عن مسؤولين أمنيين في"اسرائيل " قولهم إنّ حركة حماس تقوم ببذل جهودٍ جبارّةٍ، في الأشهر الأخيرة، لحفر الأنفاق التي تُسّميها المصادر الإسرائيليّة بالدفاعيّة وأيضًا الهجوميّة.
ولفتت المصادر عينها إلى أنّ حركة حماس تعمل بحذرٍ شديدٍ لكي لا تتجاوز الأنفاق الجديدة الحدود بين القطاع و"إسرائيل" من ناحية، ومن الناحية الأخرى لمنع إمكانية حدوث تصعيد على الحدود مع الاراضي المحتلة ، على حدّ تعبيرهم. وبرأي المصادر ذاتها، فإنّه بالإمكان مشاهدة أعمال الحفر من الجانب الإسرائيليّ للحدود، مُشدّدّين على أنّ سكّان منطقة ما يُطلق عليها "إسرائيليًا" بغلاف غزّة، أيْ المستوطنات  القريبة من الحدود، قاموا بتوثيق أعمال الحفر الجارية على بعد بضع مئات الأمتار عن الشريط الحدودي داخل القطاع. علاوة على ذلك، نقل الموقع عن المسؤولين الأمنيين، قولهم إنّ التقديرات تُشير إلى أنّ عدد الأنفاق الهجومية أقّل من عشرة وليس عشرات، كما كان الوضع قبل العدوان "الإسرائيليّ" الأخير على قطاع غزّة الصيف الماضي. ومن أجل تبرير السياسة الإسرائيليّة القاضية بمنع إدخال مواد بناء إلى القطاع من أجل تنفيذ إعادة الإعمار، زعم المسؤولون الإسرائيليون أنّه بسبب المراقبة الإسرائيليّة المشدّدّة على إدخال هذه المواد فإنّ حماس تبذل جهدًا أقّل في حفر أنفاق مبطنة بالإسمنت وتستخدم وسائل أخرى، على غرار الأنفاق بين القطاع ومصر. وبحسبهم، فإنّه بسبب تشديد القبضة المصريّة في الآونة الأخيرة، فقد اضطرت حركة حماس إلى وقف حفر الأنفاق بين القطاع وشبه جزيرة سيناء بشكلٍ كاملٍ، على حدّ قولهم.
في السياق ذاته، ذكر موقع (يديعوت أحرونوت) العبري  على الإنترنت أنّ حركة (حماس) استخلصت من الحرب الأخيرة على غزة أنّ الأنفاق الهجومية تُشكّل أحد العناصر الأساسية للقتال ضد إسرائيل. ولذلك قرّرت الذراع العسكرية فيها التقدم نحو هذا الاتجاه. ونقل الموقع عن مصادر فلسطينية في القطاع، أنّه في أعقاب تبلور سوق سوداء للإسمنت الذي يدخل إلى القطاع، عن طريق "إسرائيل"، تمكّنت حركة حماس من السيطرة عليه لاستخدامه لأغراض عسكرية، مثل بناء الجدران الإسمنتية للأنفاق، على حدّ قوله. لكن هذا القرار يطرح علامات استفهام حول ما إذا كان يهدف إلى تبرير التشدّد في منع إعادة إعمار القطاع، عبر منع تدفق هذه المواد، أو على الأقل التشدّد في تقنينها؟ إلى ذلك، أوضح الموقع أنّ حركة حماس بدأت أيضًا بإنتاج الصواريخ من مواد يجري تهريبها من مصر عن طريق البحر، أوْ عن طريق أنفاق رفح. ولفت إلى أنّه على الرغم من الحملة المصريّة المتواصلة، في شبه جزيرة سيناء وعلى الحدود مع قطاع غزّة، فلا يزال هناك العشرات من الأنفاق النشطة.