ناشطة سعودية: تطورات اليمن نتيجة سياسات فاشلة للمملكة

بالعربي: استعرضت الناشطة والأكاديمية السعودية المعروفة الدكتورة مضاوي الرشيد سلسلة طويلة من الاخفاقات للسياسة الخارجية السعودية منذ بدأت ثورات الربيع العربي وحتى الآن، بما أدى في النهاية الى الوضع الراهن في المنطقة العربية، وخاصة في اليمن الذي استولى الحوثيون عليه بصورة شبه كاملة، وليس فقط على العاصمة صنعاء.

وقالت الرشيد في مجموعة تغريدات عبر حسابها على شبكة التدوين المصغر "تويتر" إن "النظام السعودي يجني نتيجة فشل سياسته الخارجية منذ اندلاع الثورات العربية التي اعتبرها تهديداً مباشراً للحكم الوراثي، حيث تصدى النظام السعودي لسياسة الجماهير بكل أشكالها خاصة الاسلامية التي دخلت العملية الديمقراطية ونجحت في الانتخابات، فحصد النظام السعودي عداء أكبر التيارات انتشاراً أفقيا في المجتمعات العربية، ووقف وحيداً ولم يجد إلا ديكتاتوريات جديدة يدعمها".

وتابعت الرشيد تقول: "في شمال أفريقيا ساهم النظام السعودي في إعادة انتاج الاستبداد بحلة جديدة، خاصة بعد رعبه من مصر في أعقاب الثورة، وفي العراق بعد الاحتلال الذي ساهم به النظام السعودي لم ينجح -أي النظام- في إعادة العراق الى الحظيرة العربية بل عاداه مما أفسح المجال لدخول ايران إليه بحرية".

وأشارت الرشيد الى أن النظام السعودي فشل في سوريا أيضاً، ولم يوفق في إبعادها عن ايران، بل اعتبر ثورتها مطية للاطاحة بنظامها دون أي اعتبار لمصلحة شعبها، كما فشل أيضاً في لبنان عندما "سقطت المنظومة السعودية بعد أن حمل النظام السعودي اللبنانيين مسؤولية الحرب الاسرائيلية في العام 2006 فاصبح بالضرورة في صف المعتدي لا المعتدى عليه".

وتقول الرشيد إنه "في فلسطين انحاز النظام السعودي لفصيل فلسطيني ضد الآخر، فلم تنفع مزاعمه ومبادراته لمصالحة الفلسطينيين"، كما "أخطأ النظام السعودي في قراءة سياسة واشنطن تحت إدارة أوباما فظن انه حجر الزاوية في سياستها الشرق أوسطية فسحبت واشنطن البساط من تحت قدميه، وتجاوزت واشنطن الرياض واتجهت لفتح حوار مع ايران وبهذا ازداد الحصار على النظام السعودي ووقف وحيداً".

وبحسب الرشيد، ففي البحرين أيضاً فشل النظام السعودي وسياساته حيث استطاع أن يبقي المنظومة الملكية لكن على حساب حوار صريح بين البحرين ومعارضته.

أما في اليمن فـ"اعتقدت السعودية أن لها باليمن حلفاء لكنهم انقلبوا على مبادراتها وهي اليوم عاجزة عن التدخل العسكري ومتفرجة على كيان جديد يولد في اليمن"، على حد تعبير الأكاديمية السعودية.

وتخلص الدكتورة مضاوي الرشيد الى أن "هذه السياسة الخارجية تحتاج الى منظومة سعودية جديدة أهمها الجلوس على طاولة الحوار مع اللاعبين الاقليميين ايران وتركيا، وذلك بدلاً من الحلف السني المزعوم والذي سيفشل لأن السياسة لا يمكن أن تكون مبنية على صراع شيعي سني مزعوم".

كما ترى الرشيد أن "الوضع الراهن يتطلب ايضاً تغيير القائمين على السياسة الخارجية في السعودية وتعيين طاقم جديد يفكر استراتيجياً وليس طائفياً غبياً، كما تحتاج السعودية أن تفك الارتباط بين مخاوفها الداخلية من حراك شعبي وبين سياستها الخارجية، فالمد الثوري لا يمكن ان يتوقف، وعليها أن لا تنجرف وراء مغامرة عسكرية في اليمن وهي تعلم أن اليمن عش دبابير سيلسعها عاجلاً ام آجلاً".

يشار الى أن تغريدات الدكتورة مضاوي الرشيد جاءت في أعقاب الأنباء عن الاشتباكات في مدينة عدن وسيطرة مجموعة موالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على المطار في المدينة، فضلاً عن الأنباء التي تتحدث عن هروب الرئيس عبد ربه منصور هادي الى خارج اليمن، فيما تحدثت بعض التقارير عن وجوده في السعودية.