حقوقي مصري يطالب حكومته بتحديد مصير 46 شخصًا مختفين كانوا في طريقهم لـ إيطاليا

بالعربي: طالب حقوقي مصري حكومة بلاده بتحديد مصير 46 شخصًا كانوا في طريقهم للسفر إلى إيطاليا بطرق غير مشروعة عبر ليبيا منذ سبتمبر/أيلول الماضي انقطعت أخبارهم بصورة تامة، معربا عن خشيته من “احتجازهم بليبيا وتكرار مأساة الـ 21 مصريا الذي ذبحهم تنظيم داعش الشهر الماضي”.

وأوردت وكالة "الأناضول"، قال رئيس “الاتحاد المصري لحقوق الإنسان” (غير حكومي) نجيب جبرائيل، قال إنه لم يعلم واقعة اختفاء 46 مصريًا كانوا اتجهوا للعمل في إيطاليا عبر ليبيا بطرق غير مشروعة، إلا يوم الجمعة الماضي مع حضور ذوي المختفين من أسيوط (جنوب مصر) لمقر الاتحاد لمناقشة أزمتهم وإخبارنا أن أخبار أبنائهم الذين كانوا في طريقهم إلي روما عبر ليبيا انقطعت منذ سبتمبر (أيلول) الماضي”.

وحول صمت الأهالي علي الواقعة رغم مرور أشهر، أوضح جبرائيل أن “الأهالي كانت تصل إليهم تطمينات مستمرة من جانب الذي قام بتسفير أبنائهم بطريقة غير مشروعة بأنه سيتم التواصل مع أبنائهم، ولذا صبروا حتي زاد لديهم القلق وتواصلوا معنا مباشرة وتحركنا في ضوء التزامنا الحقوقي”.

وبشأن ما تم بخصوص هذه الواقعة، أشار جبرائيل إلى أن “المتحدث باسم وزارة الخارجية، السفير بدر عبد العاطي التقي السبت بذوي 26 مواطنا يرجح فقدهم في ليبيا ممن استطاعوا المجيء للقاهرة، واتصلت الخارجية المصرية بالسفارة المصرية في إيطاليا والذي تبين أنها ليس لديها معلومات عن المختفين وأنهم لم يصلوا إلي روما، وسط حديث من الأهالي بإمكانية وجودهم في مدينة سرت الليبية بحسب ما وصل إلينا من معلومات”.

وأضاف جبرائيل: “نحشي من احتجازهم بليبيا وتكرار مأساة داعش هذه المرة”، في إشارة إلى قيام  تنظيم “داعش” بليبيا بنشر فيديو في فبراير/ شباط الماضي، يظهر قيام مسلحيه بذبح 21 مسيحياً مصرياً، بعد اختطافهم في ليبيا، الأمر الذي دفع مصر إلى حث جميع المصريين العاملين في ليبيا إلى مغادرتها، فيما قام الجيش المصري بقصف مواقع تابعة للتنظيم المتشدد في “درنة” شرقي ليبيا.

وطالب الحقوقي المصري السلطات المصرية بالبحث عن هؤلاء المصريين المختفين منذ فترة حتي تتضح ظروفهم سواء كانوا مختطفين أو قتلوا.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية، السفير بدر عبد العاطي، التقي بأهالي 26 مواطنا مفقودا في ليبيا وبصحبتهم نجيب جبرائيل رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، بحسب بيان للخارجية صادر السبت الماضي.

وأفاد الأهالي بحسب البيان بأن “الاتصالات انقطعت بذويهم منذ شهر سبتمبر(أيلول) 2014 عندما سافروا إلى ليبيا في محاولة للتسلل لاحقا بشكل غير شرعي إلى إيطاليا”، مطالبين بـ”البحث عن ذويهم”.

وقال عبدالعاطي إن وزارة الخارجية “لا تألوا جهدًا بالتنسيق مع الأجهزة المعنية في مواصلة الاتصالات للكشف عن ملابسات اختفاء المصريين ومواصلة التحركات مع السفارة المصرية في إيطاليا والسفير المصري في ليبيا والمتواجد حاليا في القاهرة للتحرك في هذا الاتجاه”، بحسب البيان ذاته.

ومنتصف فبراير /شباط الماضي، أظهر تسجيل مصور بثه تنظيم “داعش” على موقع “يوتيوب”، إعدام 21 مسيحيًّا مصريًّا مختطفًا ذبحًا في ليبيا، وإثر ذلك وجه الجيش المصري ضربة جوية “مركزة” ضد أهداف لتنظيم “داعش” بليبيا، ردا على مقتل المسيحيين المصريين.

ومنذ 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، صدر قرار لجهات الأمن بمنع سفر المصريين إلي ليبيا علي رحلات شركات الطيران الليبية، التي تنظم رحلات من مطار برج العرب بالإسكندرية شمالي مصر إلى المدن الليبية، بسبب سوء الأوضاع الأمنية.

ووصل إلى مصر بتقديرات غير نهائية في نهاية شهر فبراير /شباط الماضي 25 ألفًا و723 مواطنًا عائدين من ليبيا، عبر معبر السلوم الحدودي (شمال غرب) ومطار القاهرة الدولي (شرقي العاصمة).

ولا يوجد لدى الجهات الرسمية المصرية إحصاء دقيق بعدد المصريين في ليبيا، كما قال في تصريحات سابقة للأناضول أبو بكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فيما تشير تقديرات غير رسمية إلى أن أعدادهم بمئات الآلاف.

ويتوجه عشرات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين كل عام نحو أوروبا سعياً لحياة أفضل، قادمين من دول الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، وفيما ينجح البعض في الوصول إلى هذه الدول يفشل المئات ويكون مصيرهم الاحتجاز أو الغرق.