بعد عام من ضمها لروسيا.. "القرم" قاعدة عسكرية تنتهك حقوق التتار

بالعربي: عام مضى على ضم روسيا للقرم تغيرت فيها الحياة السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية في شبه الجزيرة التي تحولت إلى ما يشبه القاعدة العسكرية، وكان تتار القرم أكثر الأطياف التي تضررت من التغيير الحاصل.

في 16 آذار/مارس 2014 جرى تنظيم استفتاء مثير للجدل في القرم حول تقرير المصير، والانضمام إلى روسيا، صوت فيه 96.77% من المقترعين لصالح هذا الخيار، ولم تعترف أوكرانيا والدول الغربية بالاستفتاء واعتبرته غير دستوري إلا أن روسيا مضت قدمًا في خطوتها، ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 21 آذار/مارس 2014 معاهدة انضمام القرم ومدينة سيفاستوبول إلى روسيا الاتحادية.

وبدأت السلطات الروسية بعد ضم القرم، التي كانت جمهورية تتمتع بحكم بحكم ذاتي ضمن أوكرانيا، بجملة إجراءات تعزز سيطرتها قي المنطقة، فحظرت مشاهدة التلفزيون الأوكراني ورفعت اللوحة، التي كتب عليها باللغات الأوكرانية، والتترية، والروسية "جمهورية القرم المستقلة ذاتيًا" عن برلمان القرم ووضعت مكانها لوحة كتب عليها بالروسية "مجلس الدولة في جمهورية القرم".

وفرض السلطات الجديدة في القرم على السكان الحصول على جواز السفر الروسي، وأجرت تعديلات دستورية لتوافق دستور الاتحاد الروسي، وألغت مطلع حزيران/يونيو 2014 التداول بالعملة الأوكرانية، واستبلته بالروبل الروسي، وسهلت لرجال الأعمال الروس التدفق على المنطقة، وشرع الأثرياء الروس في شراء الأراضي.

وبسبب العقوبات الدولية التي فرضت على رروسيا على خلفية ضمها للقرم ألغت شركات الطيران الرحلات الدولية إلى شبه الجزيرة التي غادرتها الشركات الأجنبية، وبات من الصعب تحويل الأموال إليها بسبب العقوبات.

موسكو تحشد عسكريا في القرم

التغيير الأبرز الذي طرأ في القرم كان في المجال العسكري، حيث تخشى روسيا من اقتراب حلف شمال الأطلسي (ناتو) نحو أراضيها، وفي هذا الإطار تشير وسائل إعلام روسية إلى أنه من المتوقع أن يرتفع عدد القوات الروسية في القرم من 25 ألف عسكري حاليًا إلى 40 ألفًا.

وحدثت القوات الروسية الأنظمة الموجودة في قاعدة بلبيك الجوية الاستراتيجية الواقعة قرب مدينة سيفاستوبول وعززت قدراتها هناك بمنظومة الدفاع الجوي الصاروخية بعيدة المدى (إس – 300)، وصواريخ أرض جو القصيرة، ومتوسطة المدى (بانتسير – إس 1)، كما عززت قدرات البحرية الروسية في المنطقة بمنظومة باستيون الساحلية، المخصصة لضرب البوارج، ومنظومة (BAL-E) للدفاع الساحلي، فيما لم تنفِ موسكو حتى الآن الادعاءات بنشر أسلحة نووية في القرم.

تتار القرم بعد ضم شبه الجزيرة

في نيسان/أبريل 2014 منعت السلطات الجديدة دخول زعيم تتار القرم وعضو البرلمان الأوكراني "مصطفى عبد الجميل قرم أوغلو" من دخول القرم التي ولد فيها، كما طبقت نفس الحظر لاحقًا على رئيس المجلس الوطني لتتار القرم "رفعت تشوباروف" وأوقفت نشاطات المجلس.

وأمعنت السلطالت الجديدة في استهداف أتراك القرم فاقتحمت مقر تلفزيون (ATR) التابع لهم، ووضعت يدها على جميع الأجهزة، وأحجمت عن منحهم تصريحًا للبث، الأمر الذي أجبرهم على وقف عملهم بعد نيسان/أبريل 2014.

واتهمت منظمة العفو الدولية في بيان لها أمس الأول السلطات الروسية في القرم بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان موضحة أن "الحكومة الحالية في شبه جزيرة القرم تشيع جوًا من الخوف".

وأكدت المنظمة أن 7 أشخاص على الأقل أغلبهم من تتار القرم، اختطفوا خلال عام واحد من ضم شبه الجزيرة إلى روسيا، مشيرة أنه عثر على جثة أحدهم في آذار/مارس 2014، وعليها آثار تعذيب فيما لا يزال الآخرون في عداد المفقودين.

ويبلغ عدد التتار في القرم نحو 300 ألف نسمة، أي ما نسبته 13% من سكان شبه الجزيرة التي تبلغ مساحتها أكثر 26 ألف كيلو متر مربع، ويتجاوز عدد سكانها مليوني نسمة، ينحدرون من قوميات مختلفة، أبرزها الروس، والتتار، والأوكرانيون.

 

المصدر (الأناضول)