وساطة أردوغان قادت إلى تقارب السعودية مع حماس

بالعربي: ;كشف عن بعض المعلومات التي تحدثت عن  تصريحات قيادة  حركة المقاومة الاسلامية "حماس "حول المصالحة مع السعودية، وإمكانية وصول وفد رفيع من الحركة إلى الرياض لمقابلة الملك سلمان، كان لها علاقة وثيقة بزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للمملكة، وكذلك طلب رئيس حزب النهضة التونسي راشد الغنوشي من الملك السعودي قيادة  مصالحة في المنطقة ربما تصل مصر في المستقبل.

ما يؤكده مسؤولون في حركة حماس في اللقاءات الخاصة وبشكل غير معلن للإعلام، يشير إلى أن ملف تعامل السعودية مع الحركة، ووقف الهجوم عليها في مصر والبلدان العربية التي تعادي الإخوان المسلمين، كان حاضر على طاول اجتماعات الملك سلمان، مع الرئيس التركي رجب طيب أروغان.
ذلك الطرح كان في سياق البحث عن تقوية الحلف السني في جميع الدول العربية، في ظل ما تواجهه من أزمات.
ويتردد أن أردوغان طلب من الملك السعودي فتح آفاق تعامل جديد بين المملكة وحركة حماس، إعادة قناة للاتصال بينهما.
ويعتبر الرئيس التركي من أكبر حلفاء حركة حماس في المنطقة، وهو ودولة قطر التي تحتضن قيادة الحركة منذ الخروج من سوريا.
هذا الأمر يدلل عليه بطعن حكومة مصر المعادية للإخوان المسلمين وحركة حماس، في قرار قضائي اعتبر حماس “حركة إرهابية”، بعد أن كانت سلطات مصر على وشك تنفيذ الحكم، وفي حماس قيادات ترجع السبب إلى تدخل السعودية التي تريد تقوية المحور السني، في تراجع مصر عن هذا القرار، والمبادرة إلى الطعن.
من التحليلات التي تؤكد ذلك التوجه (تقوية المحور السني) أيضا الزيارة المفاجئة التي قام بها علي لاريجاني، رئيس مجلس النواب الإيراني للدوحة، للقاء قائد حماس خالد مشعل، إذ أن العديد من المحللين فهم الزيارة على أنها محاولة من طهران لقطع طريق تواصل حماس مع الرياض، في سبيل تقوية علاقاتها مع طهران المتضررة منذ الازمة السورية وخروج قادة حماس من دمشق.
وهنا تطرح العديد من التساؤلات عن سبب عدم عقد هذا اللقاء في المرحلة السابقة، والتي شهدت تأخير طهران أكثر من مرة لزيارة مشعل ولقاء المرشد والرئيس هناك.
ووقت زيارة لاريجاني لمشعل لم تشر حركة حماس إلى بيان تفاصيل اللقاء، ووصفته فقط بأنه كان إيجابي.
ولا يمكن في هذا المجال استبعاد زيارة الشيخ راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة التونسي للمملكة لأداء واجب العزاء في الملك الراحل عبد الله، حيث دعا هناك الملك الجديد سلمان إلى قيادة وساطة من أجل حقن دماء المسلمين، لا سيما في مصر.
والغنوشي أبدى تفاؤله بالتغييرات التي حصلت في السعودية وتوقع من المملكة أن تنشط دبلوماسيتها في إجراء مصالحات في المنطقة وتعيد السلم والأمن.
ولم يكن صحيحا أن يكون التقارب الذي بدأ الحديث عنه مؤخرا بين المملكة وحماس، له علاقة بطلب الرياض من زعيم حماس خالد مشعل المقيم في العاصمة القطرية الدوحة التوسط لدى الإخوان المسلمين في اليمن، في ظل وجود أكثر من قناة يمكن ان يسلكها الملك السعودي الجديد للوساطة بعيدا عن حماس.
فالحركة رسميا نفت الوساطة، لكنها لم تنقطع عبر قادتها للحديث عن التقارب مع السعودية، فكان ملف السعودية حاضرا بقوة في حديث الدكتور محمود الزهار، وهو من أبرز قادة الحركة في غزة، والذي يشار إليه إلى كونه ساهم مؤخرا في إعادة التواصل مع ايران بعد خروج حماس من سوريا.
فالرجل الذي يساهم في ترميم علاقة حماس بطهران، أشاد كثيرا بالسعودية بالتأكيد على دورها الكبير في المنطقة كونها بذلك تمثل محورا مهما، وتحدث عن زيارة قريبة لقيادة حماس للرياض.
الزهار في سياق تصريحاته التي تحدث فيها خلال محاضرة سياسية في أحد جامعات غزة قبل عدة أيام أكد أن حماس ترفض أي إملاءات خارجية مقابل أن تستمر تلك علاقاتها بأي دولة.
على العموم فإن المتحدث باسم حماس حسام بدران، المقيم إلى جانب مشعل في الدوحة، أكد أن هناك “بوادر إيجابية” في موقف السعودية، تجاه حماس، وقد وصف السعودية هو الآخر بأنها “لاعب رئيس في المنطقة ودورها في غاية الأهمية”.
وأكد على رغبة حماس بفتح علاقات مع كل طرف وقال ان “قوة العلاقة بين حماس وأي دولة إقليمية، لا يعني أن تكون على حساب العلاقة مع أي دولة أخرى”، وقد فهمت تصريحاته هذه التي شابهت تصريحات الزهار السابقة على أن تخص علاقة حماس بكل من السعودية وإيران، خاصة وأن الدولتين لا تتمتعان بعلاقات طيبة.

رأي اليوم