حصار واسع على نتنياهو

بالعربي: تقرير برهوم جرايسي: أجمعت الصحف الإسرائيلية المركزية الثلاث أمس على إسقاط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في دعوات واضحة ضده، ومنها من دعا بوضوح لانتخاب لمنافسيه.

صحيفة "هآرتس" دعت الجمهور الإسرائيلي للتصويت لحزبي "العمل" و"ميرتس"، وللقائمة المشتركة لفلسطينيي 48، وأشارت استطلاعات الرأي الأخيرة أمس، إلى أزمة اليمين المتشدد. وأعلن الوزير الأسبق عن حزب "الليكود" دان مريدور، أنه لن يصوت لليكود، وهو شخصية تؤثر على أوساط يمينية "معتدلة.
وكانت قد صدرت أمس، آخر استطلاعات الرأي قبل الانتخابات، إذ بموجب القانون يحظر نشر أي استطلاع قبل أربعة أيام من يوم الانتخابات، وأظهر استطلاع صحيفة "يديعوت أحرنوت" نتائج شبيهة باستطلاع صحيفة "معاريف"، إذ سيحصل الليكود في "يديعوت" على 22 مقعدا، مقابل 26 مقعدا لقائمة "المعسكر الصهيوني"، في حين قال استطلاع "معاريف"، إن الليكود سيحصل على 21 مقعدا مقابل 25 مقعدا، لقائمة "المعسكر الصهيوني، من أصل 120 مقعدا في الكنيست.
وبيّن استطلاع "يديعوت" أن معسكر اليمين المتطرف بما يشمل الليكود، وكتل المتدينين المتزمتين، ستحصل على 56 مقعدا، مقابل 54 مقعدا في استطلاع "معاريف"، ولكن بعد انضمام حزب "كلنا" بزعامة المنشق عن الليكود، موشيه كحلون، فسيكون لهذا التحالف مجتمعا 64 مقعدا، وسيرشحون نتنياهو لتشكيل الحكومة المقبلة. ولكن هذا عدد مقاعد يشكّل أغلبية هشّة بالنسبة لنتنياهو، الذي سيستصعب ضم كتلة "ياحد" التي تشمل حركة "كاخ" الإرهابية إلى الحكومة، إذ حسب الاستطلاعات ستحصل على المقاعد الاربعة المرجحة لنتنياهو، ولكن هناك احتمال بعدم تجاوزها نسبة الحسم.
وبالنسبة للقائمة المشتركة، لفلسطينيي 48، فقد أجمعت كل استطلاعات الأسبوع المنتهي، بما فيها استطلاعا أمس، على أنها ستحصل على 13 مقعدا، بدلا من 11 لأحزابها المتحالفة اليوم. وقال أحد خبراء الاستطلاعات في حديث للإذاعة العامة، إن استطلاعات الرأي العامة، تخطئ عادة بالنسبة لنتائج فلسطينيي 48، ما يعني أن القائمة مرشحة للحصول على 14 و15 مقعدا، إذا لم تحصل مفاجآت يوم الانتخابات. وأمام التوازنات الهشة، فإن كل مقعد اضافي من شأنه أن يقلب المشهد الانتخابي.
وخصصت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أمس، مقال أسرة التحرير، داعية إلى إحداث انقلاب سياسي في الانتخابات، ودعت جهارة للتصويت لقائمة "المعسكر الصهيوني" التحالفية، التي في مركزها حزب "العمل"، وأيضا لحزب "ميرتس" اليساري الصهيوني. وحتى راحت الصحيفة للدعوة للتصويت للقائمة المشتركة لفلسطينيي 48، وقالت، إنه لا يوجد كفاح أكثر عدلا من كفاح "الأقلية العربية في إسرائيل".
ونشر الكاتب الإسرائيلي التقدمي ذي الشهرة العالمية عاموس عوز، مقالا مطولا في الملحق الأسبوعي في صحيفة "هآرتس"، دعا فيه للتخلص من حكم الليكود واليمين، وقال إنه إذا لم تقم الآن دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، فستجد إسرائيل نفسها في قلب دولة عربية. وانتقد كل سياسات نتنياهو واليمين المتطرف الذي يسعى دائما إلى التفجير.
كما تلقى نتنياهو أمس، صفعة مدوية من الوزير الأسبق عن حزب الليكود، والذي يوصف بـ"اليميني المعتدل" دان مريدور، إذ أعلن في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أنه لن يصوت لحزب الليكود في هذه الانتخابات، وأن خيارة سيقع على واحد من حزبين، لم يسمهما.
وقال مريدور في المقابلة، إن قضيتين تثيران قلقه مع اقتراب يوم الانتخابات، وهما العملية التفاوضية مع الجانب الفلسطيني، وحال الديمقراطية الإسرائيلية. وقال إنه لن يصوت لقائمة "المعسكر الصهيوني" رغم أن رئيسها، يتسحاق هيرتسوغ، "متزن ويتحلى بالمسؤولية وجدير" بتولي منصب رئيس الحكومة، "لكن يوجد خلافات مع حزب العمل في الجانب الاقتصادي والاجتماعي والقضائي. وأنا أنتمي إلى معسكر آخر".
وقال مريدور إنه "منذ العام 1967 أثبتنا أنه بإمكاننا الدفاع عن مصالحنا ضد الخصوم والأصدقاء. والسؤال ليس مدى قدرتنا على الصمود، وإنما ما الذي نريده، وما هي الغاية. وإذا كنا نريد كل المناطق (الضفة الفلسطينية المحتلة) فهذا يستوجب منح الجنسية للفلسطينيين. وقد أعلن مناحيم بيغين في حينه أن بإمكان أي عربي في يهودا والسامرة (الضفة) وغزة أن يكون مواطنا إسرائيليا إذا أراد ذلك، وسيحصل على الجنسية. ونحن لن نكون روديسيا. وقد ذكر بيغين روديسيا لأن الحقوق فيها تمنح للبيض فقط". إلا أن مريدور، بعد أن استبعد حل الصراع بالاتفاق، لأن إسرائيل ستضع شروطها، واعتبر أنه على إسرائيل رسم حدودها من خلال مسار جدار الاحتلال، وبصورة أحادية الجانب، بزعم أن العالم سيعترف بهذه الحدود.