فيديو يخطف الأنفاس لغرق لاجئ..."الموت الأزرق"


بالعربي: مع انتشار الأنباء عن غرق مئات الضحايا من اللاجئين من جنسيّات مختلفة، وخاصة السوريين والفلسطينيين، حاول الشاب بهاء الحصيني من غزة نشر معاناة هؤلاء الغرقى، من خلال إنتاج فيديو لا يتجاوز ست دقائق، يُحاكي فيه ما يعيشه لاجئ سوري سقط من قارب هجرة "غير شرعي"، ليُلاقي الموت في قاع البحر.

بهاء الحصيني، فني المونتاج يقول: الفيديو يجمع مآسي آلاف اللاجئين، ممّن غرقوا، خاصةً وأنّك لا تجد في أخبار الصحف والتلفاز سوى صورٍ ومشاهد لجثثٍ هامدة على الشاطئ، وقد نتألّم جداً بسببها، لكن لا تعكس الدقائق أو الساعات التي عاشتها تلك الضحايا قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.

الحصيني أدرج تحت المقطع، رسالة قصيرة لكل من يُشاهد الفيديو، وهي"هم لنا مجرد خبر يلقى على مسامعنا من فتاة مهذبة أنيقة يلهينا جمالها عن وجع الخبر، هم خبر عابر نقرأه بأحرف قليلة قد لاتعكس الحجم الحقيقي للوجع، هذا ما نتصوره عنهم دائما .. ولكن تجدون هنا حقيقة مختلفة عنهم.. هنا تجربة حقيقية لمعاناتهم فان لم تكن مستعد للموت لاتشاهد !"

واعتبر الحصيني أن هذا العمل يمثل رسالة للعالم أجمع، بأن في هذه البقاع من الأرض، توجد معاناة حقيقية، وموت محتّم، كما يمثّل رسالة لكل شخص بموضع مسؤولية، فما يحدث، كارثة إنسانية بحاجة لأكبر حراك عربي وعالمي لإنهائها.

"بوابة الهدف" كان لها حديثٌ مع شاب فلسطيني، عصفت به الحياة في قطاع غزة المحاصر، ذو الأوضاع المتردّية، وقرر الهجرة لأوروبا، إلى "بلد يحترم الإنسانية" كما يقول عمر أبو زيد "25 عاماً".

وعن رحلته إلى أوروبا، يقول أبو زيد: "صحيح أنّ الطريق كانت مُحاطة بالموت من كل جانب، ولكن الوجود في بلد يحترم الإنسان ويقدرُه، يُهوّن كل شيء"

ويُكمل الشاب عمر، والذي حصل على إقامة مؤخراً في بلجيكا: كدتُ أغرق.. وحينها كان الخوف هو سيد الموقف، لكن.. كل ما كنت أفكر به في تلك اللحظات، هو أنّي سأتجاوزها لأعيش حياة كريمة في أوروبا.

لنجد أن اللاجئين هم على دراية مسبقة بالفعل بشأن ما قد يُواجهونه في رحلتهم للمجهول، هرباً من الموت وظروف الحياة الصعبة، وكما يقول أبو زيد، مبرراً سبب هجرته رغم علمه باحتمال "موته": "وهل نحن أحياء هنا أصلاً !".

آخر إحصائية حول أعداد اللاجئين، قدّمتها منذ يوميْن المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة، وهي تفيد بأن أكثر من 300 ألف مهاجر سرّي عبروا البحر المتوسط منذ بداية يناير/كانون الثاني، وأكثر من 2500 غرقوا في البحر أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا. يُذكر أن عدد اللاجئين والمهاجرين الذين عبروا المتوسط هذا العام يتجاوز حاجز الـ 300 ألف، وصل قرابة 200 ألف منهم إلى اليونان و110 آلاف إلى ايطاليا.

يكاد ألّا يمر يوم دون أن تمتلئ الصحف ومصادر الأخبار بأنباء عن غرقى جدد أو وصول آلاف المهاجرين لبلد ما بأوروبا، في مسلسل اشتدّت حلقاته ألماً، في السنوات الخمس الأخيرة، مع دخول سوريا لمربّع الصراع، وسط رائحة موتٍ عبّأت العالم بأرضه وبحاره، حيث الموت بكل الألوان، وليس "بالأزرق" فحسب.

والأشد مرارةً، أنه لا مُنتهى لهذه الأزمة، ولا "بوادر حلول" حتى.

المصدر: بوابة الهدف