كيف ردت عائلة الطفل التميمي الذي حررته نساء القرية من الاحتلال على تهديدها بالاعتقال ؟


بالعربي- حمزة السلايمة:  لا تغيب مشاهد تحرير الطفل محمد التميمي على يد والدته وشقيقته وبعض النساء من براثن قبضة  أحد جنود الاحتلال، الذي حاول التنكيل به واعتقاله، عن ذاكرة الطفل والعالم الذي تناقل ما التقطته عدسات الكاميرات بالملايين، خلال قمع الاحتلال لمسيرة النبي صالح الأسبوعية شمال غرب مدينة رام الله .

منزل العائلة لا يكاد يخلو من المتضامنين الأجانب بعد الأنباء التي تناقلتها وسائل إعلام عبرية، عن شكوى قدمت لشرطة الاحتلال لاعتقال عائلة التميمي، متهمةً إياها بالاعتداء على الجندي، عند محاولته اعتقال الطفل سيما ان والدته الأسيرة السابقة ممنوعة من دخول المنطقة .

ويقول الطفل الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره لـ"وطن للأنباء" إن " الجندي اعتدى عليه، وضربه على رأسه بقوة، رغم بكائه الشديد وتوسلاته، أثناء محاولة الجندي اعتقاله، إلى ان حضرت شقيقته ووالدته الناشطتين في المقاومة الشعبية وبعض نساء القرية وحررنه من الجندي" .

ويضيف أن" الجندي لاحقه دون مبرر وتعمد ضربه على يده المكسورة، التي كسرت خلال قمع الاحتلال للمسيرة الأسبوعية الأسبوع الفائت".

بدورها تقول ناريمان التميمي والدة الطفل محمد إنها "لم تتمالك نفسها، لدى رؤيتها الجندي يعتدي على طفلها ويضربه بلا شفقة، فما كان منها إلا ان قامت بالدفاع عن فلذة كبدها، وتخليصة من بين يدي الجندي الذي حاول قتله ".

وتابعت أنها "ليست متخوفة من قرار الاحتلال، اعادة اعتقالها من جديد، لقاء دفاعها عن طفلها، مبينةً أن ما قامت به طبيعي ومبرر".

وأوضحت الأم أنها ممنوعة من دخول المنطقة التي وقعت فيها حادثة الطفل، لكنها لن تلتزم بقرارات محكمة الاحتلال عندما يكون أطفالها الضحية .

وكما هو حال الأم فإن شقيقته عهد (14 عاماً)، والتي كانت أول من لبى صرخات محمد، هي الأخرى مهددة بقرار الاعتقال إن صدقت التقارير العبرية، التي أوردت الخبر.

وحول ذلك تقول عهد إن "الاحتلال لن يخيفها بقرار الاعتقال حتى وإن نفذ، لأنه يستهدف النبي صالح بشكل عام، وعائلتها خاصة، فهي ستقف قوية أمام أي محاولة من الاحتلال لاعتقالها" .

وأوضحت أنها حاولت سحب شقيقها من تحت الجندي، إلا انها لم تنجح، قبل ان يضربها الجندي ويحاول إبعادها عن شقيقها، قائلةً إنها فخورة بما أنجزته نساء القرية لدى مواجهتهن الجندي ونجاحهن بتحرير شقيقها .

وأمام هذا ذلك فإن بطش الاحتلال بحق العائلة واهالي القرية، اللذين انتهجوا المقاومة الشعبية للدفاع عن أراضيهم لم يتوقف منذ اعوام، لكن سلاح الارادة والاصرارعلى انتزاع الحق، انتصرت هذه المرة على قوة الاحتلال واغتصاب الأرض وانتهاك القوانين الدولية.