اكتشاف موطىء قدم السيد المسيح في رام الله


بالعربي-  حمزة السلايمة:  في أحد أحياء مدينة رام الله(وسط الضفة المحتلة)  تتموضع خربة "كفر غملا" المعروفة باسم "خربة الطيرة"،  والتي تشهد اعمال حفر وتنقيب متواصلة، أعلن عن اكتشافات أثرية جديدة تحمل أهمية دينية وتاريخية كبيرة، تمثلت بالعثور على كنيستين تعودان إلى الفترة البيزنطية بنيتا في النصف الثاني من القرن الرابع .

وتوجت أعمال التنقيب التي بدأت في الموقع قبل ثلاثة أعوام باشراف جامعة القدس-أبوديس بالكشف عن معصرة زيتون، وبئر مياه، ومقبرة وجد بداخلها رفات لثلاثة رهبان يتبعون بطريركية الروم الأرثوذكس في رام الله.

وحول ذلك يقول استاذ الآثار والتراث الثقافي في جامعة القدس البروفسور صلاح الهودلية لـ"وطن للأنباء" إن "الاكتشافات الجديدة ذات أهمية كبيرة كونها، تؤرخ لحقبة قديمة عاشتها مدينة رام الله، كانت تعج بالحياة خاصة في هذا الموقع ".

وبين الهودلية أن الاكتشافات تشير إلى تسلسل حضاري توالى على هذا الخربة ، حيث تم الحصول على دلائل تاريخية تعود إلى عصور مختلفة أقدمها اليوناني، ثم الروماني، ثم البيزنطي، ومن ثم الإسلامي المبكر .

ولفت إلى أن الموقع استمرت الحياة بداخله حتى وقوع زلزال مدمر ضرب بلاد الشام منتصف القرن الثامن الميلادي .
ويتابع الهودلية أن "الكنيسة تمتاز بأرضيات الفسيفساء التي تم العثور عليها والتي تشبه تلك الموجودة في كنيسة المهد، وهو ما يشير إلى امكانية بناءها في الفترة  التي بنيت فيها كنيسة المهد في بيت لحم " .

ونوه "إلى أن الكشف عن معصرة الزيتون والمقبرة يعتبر من أهم الانجازات التي تم العثور عليها، بعد ثلاثة اعوام من التنقيب، باعتبارها اول دليل مادي على أن المنطقة كانت مركزاً حضارياً ودينياً، في العهد البيزنطي".

وتقول مصادر دينية وتاريخية إن"القديس ستيفانيوس أول شهيد في المسيحية في فلسطين دفن في "كفر غملا "الواقعة في خربة الطيرة.

وفي السياق ذاته قال الرئيس الروحي لمدينة رام الله واللواء في بطريركية الروم الأرثوذكس الأب الياس عواد إن "الاكتشافات الجديدة تشير الى عمق ارتباط المسيحيين الفلسطينيين بالأرض المقدسة منذ القدم، خاصة أن الأرض هي من تتكلم اليوم، والتي تؤكد على ما جاء في الكتب".
وبين أن رفاة رجال الدين الثلاثة التي تم العثور عليها في المكان نقلت إلى موقع آخر، لحين الانتهاء من أعمال الترميم ، وسيتم اعادتهم الى مرقدهم من جديد.

وأوضح عواد أن الموقع يمثل أهمية كبيرة خاصة أنه تم العثور على كتابات تشير إلى ان الموقع أقيم تخيلداً لموطىء قدم المسيح عليه السلام المكان، وأن الكثير من المصادر الدينية تؤكد أن القديس ستيفانوس دفن في هذا الموقع  .

وتبلغ مساحة الموقع الذي سيتم تحويله بعد انتهاء الترميم الى مزار ديني وسياحي، قرابة 30 دونما تتبع ملكيته بطريركية الروم الأرثوذكس

(وطن للأنباء).