لاجئات غزة .. ركام المنازل المدمرة من ليبيا الى القطاع


"احلم ان يتم اعمار منزلي مثل جيراني, الذين ينعمون بأمن وامان داخل مساكنهم", هذا هو حلم المواطنة النازحة ابتهاج النجار 43 عاما, التي نزحت من ليبيا قبل اربعة اعوام الى قطاع غزة بعد الصراع الذي شهدته البلاد هناك, ولجات على اثره الى القطاع لتعيش فيه حياتها مع باقي افراد اسرتها ماتبقى من العمر, الى ان جاءت الحرب الاخيرة وقصفت اجزاءا من منزلها.
فبعد مرور عام على العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة, لازالت النجار وغيرها من العائلات التي لجات الى القطاع يعانون ظروفا صعبة, بعد ان اجبرتهم الصراعات الداخلية في البلدان العربية المجاورة وخاصة سوريا وليبيا واليمن, الى ترك منازلهم والرحيل منها اتجاه موطنهم الاصلي فلسطين, ليعيشوا ماساة اخرى تكمن بعدم حصولهم على وثائق رسمية تثبت جنسيتهم الفلسطينية وبالتالي حرمانهن من الاستفادة من مشروع الإعمار.

توصف النجار معاناتها قائلة:"عشت معاناة صعبة, فمنزلي لا يصلح للسكن, جراء الاضرار التي لحقت به, وتوجهت الى وزارة الاشغال لكي يتم منحي مواد بناء لاصلاحه, ولكن دون جدوى, بسبب عدم حصولي على هوية رسمية يوافق عليها الاحتلال".
ويحصل المواطنون الذين دمرت منازلهم وممن يحملون الهوية الرسمية على مواد بناء بعد موافقة الاحتلال الاسرائيلي على اسماء يتم ادراجها في كشوفات, وتسليمها الى وزارة الاشغال التي بدورها تصرف المواد بناء على تلك الهوية لكن النجار ولعدم حصولها على هوية معترف بها من اسرائيل والمنظمات الدولية لم تستفيد من ذلك.

وحصلت النجار على هوية مؤقتة منحتها اياهاالحكومة في قطاع غزة حينما لجات للقطاع, ولكنها غير معترف بها من الجهات الرسمية والدولية وخاصة الاحتلال الاسرائيلي.
وتعاني النجار والتي تعيش مع ستة من افراد عائلتها, من مشاكل معقدة, مرت بها من بينها مرض زوجها العاطل عن العمل, الى جانب مرض ابناءها الاثنين جراء استنشاقهم الغازات السامة التي اطلقتها مدفعية الاحتلال بالحرب, مضيفة ان مشكلة اخرى تتعلق بابنتها البالغة من العمر 20 عاما, والتي عاشت ظروفا نفسية صعبة, ادت الى اصابتها بصدمة نفسية وعصبية, اثناء اقامتها بمراكز الايواء التابعة للاونروا, جراء سماع اصوات الانفجارات الضخمة الناتجة عن القصف.
وتوضح النجار انها حرمت من ادنى مقومات الحياة من مأكل وملبس ومشرب, او مساعدات تقدمها بعض المؤسسات الدولية, لذات السبب المتعلق بالهوية, ولكن غيرها يحصل عليها بسبب حصوله عليها.
وتعمل النجار في زراعة بعض المحاصيل الزراعية التي بجوار منزلها المدمر, ليكون مصدر رزقها الوحيد التي تعتاش عليه, هي وافراد عائلتها.
وبينت النجار انها توجهت لعدة مؤسسات دولية لكي تنصفها او تساعدها اسوة بغيرها, ولكن دون جدوى من محاولاتها اليائسة.
وتتمنى النجار ان يتم منحها هوية فلسطينية كاملة لنيل حقوقها المشروعة والتي نص عليها القانون وكفلتها كافة الاعراف والمواثيق الدولية, لكي يتسنى لها اعادة اعمار منزلها, مبدية تخوفها من دخول فصل الشتاء وتكرار نفس المعاناة التي عاشوها قبل ذلك.
من جهتها تعاني المواطنة رائدة النجار 46 عاما, والتي هدم بيتها جزئيا من عدم الحصول على فرصة عمل مؤقتة كي تستطيع اعمار منزلها كونها لا تستطيع الاستفادة من مشروع الاعمار في القطاع بسبب بطاقة الهوية الغبر معترف بها خاصة من اسرائيل, بسبب مرض زوجها, موضحة انها تتلقى مساعدات بسيطة من الناس, دون ان يتفقد احوالهن اي مؤسسات رسمية وفق قولها.
بدوره طالب زوجها المواطن شوقات النجار 49 عام, والذي تعرض لحادثة ادت الى مرضه في ليبيا, وجلوسه عن العمل, بتدخل من المسؤولين لادخال الاسمنت عن طريق معبر رفح لكي يتمكن من اعمار منزله المدمر.

وفي ذات السياق اشار رئيس هيئة تنسيق شؤون اللاجئين في الدول العربية بقطاع غزة عاطف العماوي انه بصدد رفع دعاوي قانونية ضد الاحتلال في المحاكم الدولية, لكي يتسنى لهم الحصول على ادنى حقوقهم المشروعة.
واوضح العماوي ان اللاجئين من ليبيا واليمن هم اكثر المتضررين, مشيرا الى ان الاونروا لاتعترف بهم حتى اللحظة, لانه لاتوجد مخيمات لاجئين في تلك البلدين.
وطالبا العماوي الفصائل والقوى الفلسطينية ومؤسسات حقوق الانسان والمراة بايجاد حل جذري لقضيتهم, كونهم مواطنون فلسطينيون لهم الحق في الحصول على هوية وطنية وكامل الحقوق المشروعة التي كفلتها الاعراف والمواثيق الدولية.