ماذا يعني أن يبث فيلم صهيوني على شاشة عربية ؟

بالعربي- كتب حمزة السلايمة:

 ليس غريباً أن تنتج "هوليوود" فيلماً دعائياً داعماً للفكرة الصهيونية، وكيانها الذي اقيم بقوة السلاح على أنقاض شعب آمن يحمل تاريخاً وتراثاً ينبع من عبق الحضارة والإنسانية، لكن الغريب والمستهجن أن يجد هذا الفيلم طريقه إلى العالم العربي دون رقيب، وعلى أكثر قنوات الأكشن والإثارة وفي وقت الذروة، فهل هذا يعني تسويقاً منظماً ومدروساً لفكرة الفيلم أم أن بثه كان عفوياً، ولماذا في هذا الوقت الذي يحيي به الشعب الفلسطيني ذكرى النكبة؟ .

صدمت وأنا أتابع فيلم "world war z" (الحرب العالمية زومبي)، على شاشة "إم بي سي 2"  والذي يسوق "إسرائيل" على انها قوة عالمية تنبهت إلى خطر "زومبي"، وهم الأموات الأحياء اللذين ينهضون للقضاء على البشرية، تدور أحداث القصة المقتبسة من رواية "ماكس بروكس" في 116 دقيقة وتسرد قصة موظف سابق في الأمم المتحدة اوكلت اليه مهمة البحث عن مصدر الفيروس، يتنقل بين عدد من دول العالم، بمساعدة الجيش الأمريكي بعد انتشار هذا المرض الفتاك ،الذي يحول البشر إلى "زومبي" متوحشين .

المفاجئة كانت، عندما تنتقل أحداث الفيلم إلى فلسطين المحتلة "إسرائيل"، وخاصة مدينة القدس المحاطة بالأسوار وجدار الفصل العنصري، وتظهر في الترجمة " أورشليم القدس"، هنا تدرك حجم "البلوى" التي تحاول فضائية عربية،  تمريرها إلى عقولنا دون إعارة مشاعر الفلسطينيين والعرب أية انتباه .

ولأني لا أحبذ النقد المبني على غير علم، ولكوني لا أفقه كثيراً بالسينما والإخراج، قطعت مشاهدتي للفيلم وقرأت قليلاً عن قصته ، ولماذا "إسرائيل"، فوجدت عدداً من الكتاب والنقاد سبقوني وتنبهوا إلى السم الذي تدسه "هوليوود"، من خلال الإثارة والانتاج المتقن، فلم يبقى في ذهني سوى سؤالاً واحداً لماذا تعيد "إم بي سي" بثه وتسوق للفكرة الصهيونية، ولمدينة القدس أنها لليهود وعاصمتهم الأبدية " أورشليم القدس" ؟ إلى الآن لم أفهم .

 الكاتب السينمائي "رجا ساير المطيري" قال "عند وصول بطل الفيلم "براد بيت"  إلى القدس تتضح له أهمية الجدار العازل في إنقاذ الشعب "الإسرائيلي", كما يكتشف "إنسانية" الدولة اليهودية التي وضعت بوابات صغيرة لاستقبال الناس الذين لم يتعرضوا للفيروس والموجودين في الخارج، وذلك دون أن تكترث بانتماءاتهم الفكرية والدينية, لأن المهم هو إنقاذ الإنسان البريء بأي طريقة لقد تم إقحام "إسرائيل" في الفيلم بشكل فج ودون مبرر درامي حقيقي، سوى الرغبة في تمرير فكرة "اليهودي الطيب"، وتكريسها عالمياً عبر السينما". 

والحقيقة أن جدار الفصل العنصري "غير الشرعي" الذي بناه الاحتلال حول القدس، يهدف لترسيم حدود الكيان الصهيوني وفصل القدس عن الجسم الفلسطيني، وما البوابات الصغيرة الموضوعه حوله إلى لدخول جيش الاحتلال وآلياته إلى المدن والقرى التي يتلوى بها الجدار كالأفعى .     

وبحسب موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري، فإن الفيلم"أهم دعاية لـ"إسرائيل" منذ "فيلم Exodus" لأوتو بريمينغر"، الهذا الحد لم يدرك جهابذة السينما في الـ"إم بي سي" ما يحمله الفليم من خطر فكري وتسويق للدعاية الصهيونية ؟.

وهنا يجب أن يكون لوزارتي الإعلام والثقافة الفلسطينيتين، موقفهما الواضح حول بث هذا الفلم المريب على أهم الشاشات العربية، وأن لا تصمت على تشويه الحقيقة حول الجدار والاحتلال "الإسرائيلي" للقدس، خاصة ونحن نحيي الذكرى  68 وللنكبة .