إسرائيل تتراجع عن منع فائزة على جائزة "نوبل للسلام " من دخول رام الله

بالعربي: في رسالة وجهتها وزارة الداخلية الإسرائيليّة إلى المحامية عبير بكر، ردًا على التماس تمهيدي تقدمت به، أعربت ممثلة القسم القانوني للوزارة عن تراجع السلطات الإسرائيلية عن قرارها منع الناشطة ميريد كوريجان-مجواير، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، من زيارة مدينة رام الله للمشاركة في مؤتمر تنظمه جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية اليوم، 19 آذار (مارس) الجاري، أيْ يوم أمس الخميس. رغم ذلك، من المتوقّع ألّا تستطيع مجواير المشاركة في المؤتمر نظرًا لصدور هذا القرار أمس الخميس، وهو أول يوم انعقاد المؤتمر، ونظرًا للشروط التي وضعتها وزارة الداخلية على هذه الزيارة.

وجاء في الرسالة إنّ الدولة نظرت في طلب المحامية عبير بكر باسم موكلتها السيدة مجواير بدخول إسرائيل للمشاركة في المؤتمر برام الله، وقد صدر قرار بالسماح لها بذلك وفق الشروط التالية: الدخول مُصدّق لغرض المشاركة في المؤتمر فقط، ويجب على السيدة مجواير التوقيع على تصديق بأنها ستمكث في رام الله فقط ولن تدخل مناطق دولة إسرائيل أكثر مما تقتضيه الحاجة لدخولها وخروجها. ويجب عليها أيضًا أن تبرز ضمانة مالية قيمتها 100,000 شيكل لغرض تأكيد تطبيق هذه القيود. وقد توجّهت مجواير إلى المحامية بكر إثر منع إسرائيل دخولها إليها منذ تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2010. وكانت مجواير الإيرلنديّة شاركت في حزيران (يونيو) 2010 في قافلة مساعدات بحريّة إلى غزة على متن سفينة (ريتشل كوري). وقد اُعتقلت وقتها على يد سلاح البحريّة الإسرائيليّ واُحتجزت في إسرائيل تحضيرًا لطردها. وفي محاولة ثانية لدخول إسرائيل في نهاية أيلول (سبتمبر) من العام 2010، اعتقلت مجواير في مطار بن غوريون الإسرائيليّ الدوليّ من أجل طردها، فالتمست مجواير المحكمة العليا لمنع طردها، إلاّ أنّ التماسها رُفض وطُردت من إسرائيل في 5 تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2010.

وقالت المحامية عبير بكر تعقيبًا على هذا القرار: تراجع إسرائيل عن منع دخول مجواير إلى رام الله هو إنجاز هام بالتأكيد، وهو نقطة تُسجّل لصالح حرية مناهضة الاحتلال والتعبير عن الاحتجاج السياسي، خصوصًا لدى مناضلة دوليّة فائزة بجائزة نوبل. من جهة أخرى نحن نرفض التقييدات التي فرضتها إسرائيل على هذه الزيارة، ونرفض فكرة دفع ضمانة مالية قيمتها 100,000 شيكل من أجل المشاركة في مؤتمر مناهض للاحتلال وسياساته. جدير بالذكر، إنّ مجواير هي مناضلة من أيرلندا الشمالية، ولدت عام 1944.

أسسّت مع بيتي ويليامز حركة النساء من أجل السلام، وحصلت سنة 1976 على جائزة نوبل للسلام. في السياق ذاته، اتهم سفير إسرائيل لدى ايرلندا بوعاز موداعي، السلطات الايرلنديّة، بالتغاضي عن أعمال التنكيل والإساءة التي يتعرض لها الإسرائيليون على أراضيها. ونقلت الإذاعة العامة عن السفير الإسرائيلي قوله إنّه من المقرر أن يقام في دبلن خلال الأسبوع المقبل مهرجان الثقافة الإسرائيلية تعرض فيه مقاطع موسيقية وأفلام، إلّا أنّ منظميه يواجهون صعوبة في إيجاد مبان للعرض، على ضوء رفض أصحاب المحال تأجيرها.

ونقلت الإذاعة عن مصادر سياسية رفيعة في تل أبيب قولها إنّه ظهرت مؤخرًا فرقة جديدة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، طالبت المشاركين والمتصفحين بإلقاء الصخور الكبيرة على مبنى السفارة الإسرائيلية في دبلن، ولفتت إلى أنّ المجموعات الايرلنديّة المؤيّدة للشعب الفلسطيني قامت بمهاجمة الحسابات الشخصيّة للدبلوماسيين والعاملين في السفارة الإسرائيلية على موقع التواصل الاجتماعي، وتابعت أنّ ايرلندا بدون أدنى شك تحولت إلى أكثر دولة أوروبية معادية لإسرائيل، وتقوم بدفع الدول الأوروبيّة الأخرى لاتخاذ مواقف متشدّدّة وغير قابلة للتهاون ضدّ إسرائيل، حسبما قالت.

جدير بالذكر، أنّ نقابة المعلمين في ايرلندا أعلنت عن مقاطعة إسرائيل، وبذلك أصبحت نقابة المعلمين الايرلندية، المنظمة الأولى في دول الاتحاد الأوروبيّ، التي تُعلن عن المقاطعة الأكاديمية الشاملة لإسرائيل، ويجيء هذا القرار ليُتوج قرارات أخرى مناهضة لإسرائيل، التي سارعت إلى اتهام ايرلندا بأنّها تقود المعسكر الأشد عداءً وتطرفًا ضدّها في الاتحاد الأوروبيّ.

المصدر: الرأي اليوم