عرابي: سياسة التجويع بحق المواطنين في غزة تهدف لكسر الصمود والروح المعنوية للشعب الفلسطيني

إنزال المساعدات من الجو يتم بطريقة مهينة تظهر الشعب الفلسطيني وكأنه متسول يركض وراء المساعدات

ربع سكان غزة دخلوا المجاعة الحقيقية بسبب سياسة التجويع المفضوحة التي ينفذها الاحتلال ومن ورائه دول عربية وغربية

الاحتلال لم يقدم شيء في مفاوضات وقف العدوان ويعمل على بيع الوهم وشراء الوقت لخلق وقائع جغرافية وسياسية جديدة في غزة

تم استخدام حق "الفيتو" في مجلس الأمن 261 مرة، 80 منها لصالح "إسرائيل"

بالعربي: قال الزميل معمر عرابي إن سياسة التجويع المفضوحة بحق المواطنين في غزة، والتي ينفذها الاحتلال ومن ورائه دول عربية وغربية، تهدف لكسر الصمود والروح المعنوية للشعب الفلسطيني، وإظهاره وكأنه شعب متسول يركض وراء المساعدات.

وأضاف عرابي في لقاء على قناة الميادين، أن هذه سياسة تجويع ممنهجة، فوفق التقارير الأممية، هناك قرابة 776 الف فلسطيني في شمال غزة أي ربع السكان دخلوا مرحلة المجاعة، و 25 مواطن معظمهم من الاطفال استشهدوا جوعا وعطشا، علاوة على أن طفل من بين 6 اطفال دون سن الثانية يعانون من سوء التغذية والهزل الشديد.

وأوضح أن إنزال المساعدات من الجو يتم بالعادة عندما تكون هناك حرب اهلية بين طرفين، لكن ما يجري إبادة جماعية من طرف وهو "إسرائيل"، لذلك هناك الف علامة استفهام حول الطريقة المهينة في تقديم هذه المساعدات والتي أدت لاستشهاد 5 فلسطينيين.

وفي تعليقه على خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، والتي أكد فيها أن الاحتلال من يعيق التوصل لاتفاق لوقف الحرب، قال عرابي إن هنية حاول الاجابة على التساؤلات حول العمل التفاوضي في باريس، خاصة أن "إسرائيل" والولايات المتحدة، يسوّقون مزاعم بأن الذي يعيق التوصل لاتفاق هي المقاومة.

وأضاف عرابي أن هنية أكد أن الاحتلال والامريكان لم يقدموا شي في هذه الصفقة، لانهم يريدون البقاء على احتلال غزة وتحرير الرهائن، لذلك المقاومة واعية لما يجري لان ما يقوم به الاحتلال هو بيع للوهم وشراء للوقت لخلق وقائع جغرافية وسياسية وهندسة سكانية جديدة لجعل غزة غير مترابطة.

وبيّن عرابي أن غزة اليوم تقسم ما بين الشمال والجنوب، ويهيئون لاحتلال طويل الامد لها، ويخططون لذبحها حتى تبقى غير قابلة للعيش، لذلك ارى ان الإسرائيليين غير معنيين بمفاوضات حقيقة.

وبشأن الممر المائي لتقديم المساعدات، أشار عرابي إلى وجود تخوفات كثيرة منه، لأنه يساهم في خلق واقع جديد وقدم للأمريكيين في غزة، لذلك اعتبر البعض هذه الخطوة بأنه قوة احتلال في غزة.

وأكد أنه منذ بداية العدوان والعدالة الدولية على محك، لأنها تكيل بمكيالين حيث منذ عام 73 كان اول فيتو امريكي ضد حقوق الشعب الفلسطيني يدعو لانسحاب جيش الاحتلال من الضفة وغزة، والذي قُبل بالرفض، وايضا فيتو امريكي عام 1983 ضد الابادة الجماعية في مجزرة صبرا وشاتيلا وفي عام 1984 رفضت الولايات المتحدة تطبيق اتفاقية جنيف على فلسطين كمناطق محتلة، لذلك وجدت الامم المتحدة لحماية هذا الكيان.

وأوضح عرابي أنه وفقا للأرقام الرسمية فقد تم استخدام قرار حق النقض "الفيتو" 261 مرة من تأسيس مجلس الأمن الدولي، كان 80 منها لصالح "إسرائيل". مشيرا إلى أن الولايات المتحدة استخدمت الفيتو منذ 7 أكتوبر حتى اليوم 3 مرات لمنع إدانة "إسرائيل".

وأضاف عرابي أنه آن الأوان للتعبير عن حالة الغضب من هذه المنظومة الدولية الظالمة التي وجدت لحماية العرق الأبيض وحماية الإسرائيليين.