مؤسسات حقوقية: قرار برنامج الأغذية العالمي وقف إدخال المساعدات لشمال غزة هو مشاركة في جريمة الإبادة الجماعية

بالعربي: تزداد معاناة المواطنين في شمال قطاع غزة، ويزداد خطر الموت جوعا بعد قرار برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وقف تسليم المساعدات الغذائية المنقذة للحياة إلى شمال غزة مؤقتاً، حيث يأتي هذا القرار بعد وقف عمليات المنظمات الدولية منها الأونروا في شمال قطاع غزة عقب اندلاع حرب الإبادة الجماعية في القطاع.

ووفق مؤسسات حقوقية فلسطينية، فإن قرار برنامج الأغذية العالمي الأخير، وهو خطير ويعني عملية تجويع ومشاركة في الإبادة الجماعية الجاري في قطاع غزة.

وقال مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان د.عمار دويك لوطن، إن هذا القرار خطير جدا ويعمّق الازمة في قطاع غزة خاصة في الشمال، ويترك حوالي 400 الف فلسطيني يواجهون مصير محتوم بالموت جوعا، ويصب في اتجاه الإبادة الجماعية.

وأضاف دويك أن برنامج الأغذية العالمي هو الوحيد القادر على إيصال الغذاء لشمال القطاع، وكان من المقرر أن يقوم بإيصال 10 شاحنات لمدة 7 أيام، لكن يتذرع بما يسمى "الفوضى" وهجوم المواطنين على الشاحنات.

واعتبر دويك أن تلك الحجج ليست مبررة، لذا يجب الضغط من اجل ادخال المساعدات عبر حاجز "ايرز/بيت حانون" او اسقاطها من الجو، وهذا واجب المؤسسات الدولية ومسؤوليتها وليس الهروب من المسؤولية عبر تحميل الفلسطينيين حالة الفوضى والتي هي في الأساس جاءت نتيجة الإبادة الجماعية والتجويع الجاري  ونتيجة سياسة الاحتلال بشكل ممنهج في قتل واستهداف الشرطة الفلسطينية في غزة ومنعها من توفير الحماية لقوافل المساعدات، بالتالي "إسرائيل" أوصلت الامر لهذه الحالة وهي تتحمل المسؤولية.

من جانبه، قال مدير عام مؤسسة الحق شعوان جبارين لوطن، إن المنظومة الدولية أصبحت مأزومة، وضعيفة في مواجهة "إسرائيل"، حيث تدوس "إسرائيل" على الأمم المتحدة والقانون الدولي والمؤسسات الدولية، وترتكتب كل أنواع الجرائم بحقها.

وأضاف أن الأمم المتحدة تتصرف كشخص ضعيف جدا امام "إسرائيل"، وهذا يعكس حالة الهشاشة التي تعيشها المنظومة الدولية.

وأكد أن وقف المنظمات الدولية عملياتها الاغاثية في قطاع غزة، يعني أنها تصبح مشاركة في جريمة الإبادة الجماعية ، لان عدم تزويد الضحايا بالغذاء والماء يعني موت قصدي وعمدي .

وقال إن المطلوب اتخاذ إجراءات مستعجلة وإرغام "إسرائيل" على الاستجابة والسماح للمنظمات الدولية بالعمل والوصول الى المدنيين لان هذا دورها ومهمتها.

وقد قرر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قبل أيام، وقف تسليم المساعدات الغذائية المنقذة للحياة إلى شمال غزة مؤقتاً إلى حين توافر الظروف التي تسمح بالتوزيع الآمن.

وقال البرنامج في بيان له، إنه "لم يتم اتخاذ قرار وقف تسليم المساعدات إلى شمال قطاع غزة باستخفاف، لأننا نعلم أنه يعني أن الوضع هناك سوف يتدهور أكثر وأن المزيد من الناس يواجهون خطر الموت من الجوع".

وأضاف البيان أن برنامج الأغذية العالمي ملتزم بشدة بالوصول بشكل عاجل إلى الأشخاص اليائسين في جميع أنحاء غزة، ولكن يجب ضمان السلامة والأمن اللازمين لتقديم المساعدات الغذائية الحيوية - وللأشخاص الذين يتلقونها.

وقال البرنامج إن عمليات التسليم استؤنفت يوم الأحد بعد توقف دام ثلاثة أسابيع في أعقاب الغارة على شاحنة تابعة للأونروا وبسبب عدم وجود نظام فعال للإخطارات الإنسانية. وكانت الخطة تتمثل في إرسال 10 شاحنات محملة بالأغذية لمدة سبعة أيام متتالية، للمساعدة في وقف موجة الجوع واليأس والبدء في بناء الثقة في المجتمعات المحلية بأنه سيكون هناك ما يكفي من الغذاء للجميع.

وأضاف أنه في يوم الأحد، عندما بدأ برنامج الأغذية العالمي الطريق نحو مدينة غزة، كانت القافلة محاطة بحشود من الجياع بالقرب من نقطة تفتيش وادي غزة. في البداية، صدنا عدة محاولات من قبل أشخاص حاولوا الصعود على متن شاحناتنا، ثم واجهنا إطلاق النار بمجرد دخولنا مدينة غزة، وتمكن فريقنا من توزيع كمية صغيرة من الطعام على طول الطريق. وواجهت رحلة القافلة الثانية شمالاً يوم الاثنين فوضى و"أعمال عنف" كاملة بسبب انهيار النظام المدني. وتعرضت عدة شاحنات للنهب بين خان يونس ودير البلح، كما تعرض سائق الشاحنة للضرب. وتم توزيع ما تبقى من الطحين بشكل عفوي على الشاحنات في مدينة غزة، وسط توتر شديد وغضب متفجر، وفق البيان.

وفي ديسمبر/كانون الأول، حذر تقرير "التصنيف المرحلي المتكامل" الذي أعدته 15 وكالة، من بينها برنامج الأغذية العالمي، من خطر المجاعة في شمال غزة بحلول مايو/أيار ما لم تتحسن الظروف هناك بشكل حاسم. وفي نهاية شهر يناير/كانون الثاني، وبعد تسليم المواد الغذائية إلى الشمال، أبلغنا عن التدهور السريع في الأوضاع. في هذين اليومين الماضيين، شهدت فرقنا مستويات غير مسبوقة من اليأس.

وأكد البيان أن "أحدث التقارير تؤكد انزلاق غزة الحاد إلى الجوع والمرض. لقد أصبح الغذاء والمياه الصالحة للشرب شحيحة بشكل لا يصدق، وانتشرت الأمراض، مما يعرض تغذية النساء والأطفال ومناعتهم للخطر ويؤدي إلى موجة من سوء التغذية الحاد. ويموت الناس بالفعل لأسباب تتعلق بالجوع".

ويشير تقرير أصدرته منظمة اليونيسيف وبرنامج الأغذية العالمي يوم الاثنين، استنادا إلى بيانات حديثة، إلى أن الوضع خطير بشكل خاص في شمال قطاع غزة. وقد وجدت فحوصات التغذية التي أجريت في الملاجئ والمراكز الصحية في الشمال أن 15.6 في المائة - أو 1 من كل 6 أطفال دون سن الثانية - يعانون من سوء التغذية الحاد.

وأضاف البيان أن "البرنامج سيسعى إلى إيجاد سبل لاستئناف عمليات التسليم بطريقة مسؤولة في أقرب وقت ممكن. هناك حاجة ماسة إلى توسيع نطاق تدفق المساعدات إلى شمال غزة على نطاق واسع لتجنب الكارثة. ولتحقيق ذلك، يحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى كميات أكبر بكثير من المواد الغذائية القادمة إلى قطاع غزة من طرق متعددة، بالإضافة إلى ذلك، يجب فتح نقاط العبور إلى شمال غزة. هناك حاجة إلى نظام إخطار إنساني فعال وشبكة اتصالات مستقرة. ويجب تسهيل الأمن لموظفينا وشركائنا وكذلك للأشخاص الذين نخدمهم".

وقال برنامج الأغذية العالمي إن غزة معلقة بـ"خيط رفيع"، ويجب تمكين البرنامج من العمل نحو سد المجاعة بالنسبة لآلاف الأشخاص الذين يعانون من الجوع الشديد.