تشييع جثمان الشهيد أنس طه، وتوقع عمليات انتقامية بالضفة المحتلة

بالعربي: شيّع مئات المواطنين مساء اليوم الاثنين جثمان الشهيد أنس طه (20) عاماً من بلدة قطنة شمال غرب القدس، الذي ارتقى برصاص قوات الاحتلال مساء أمس، بادعاء محاولته طعن مستوطن في محطة للوقود بالقرب من مستوطنة "موديعين" المقامة على أراضي المواطنين غرب رام الله.

وانطلق موكب التشييع من أمام مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، وصولاً إلى مسقط رأس الشهيد في قطنة، حيث ألقت عائلته نظرة الوداع، ومن ثم انطلق الموكب إلى مقبرة البلدة حيث ووري جثمانه الثرى.

هذا وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية صباح اليوم الاثنين في تقرير لها "إن قيادة الجيش الصهيوني وضباط الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في الضفة الغربية، يتوقعون تصاعد المواجهة في الضفة الغربية وزيادة العمليات خصوصا الطعن في الفترة المقبلة، لكنهم لا يرون أي إشارات لإمكانية تطور هذا التصعيد الى انتفاضة شاملة."

وبحسب الصحيفة، فإن حركة حماس وقياداتها العسكرية في الخارج يضغطون على أنصار وقيادات وكوادر الحركة للتحرك من أجل تنفيذ مزيد من العمليات، وبأشكال مختلفة سواء تلك التي تقوم على التصعيد الجماهيري، أو تلك المتعلقة بتنفيذ عمليات سواء كانت طعن أو إطلاق نار، لأنها ترى في ذلك وصولا لحالة من الفوضى، وفرصة للتهرب من الضغوط الممارسة عليها في الضفة الغربية، تزعم الصحيفة.

وتنقل الصحيفة عن مصادر في جهاز مخابرات الاحتلال "الشاباك" قولها: "إن حماس تسعى من خلال المواجهة الى اضعاف السلطة الفلسطينية من جهة، والظهور بمظهر الحركة المقاومة امام الفلسطينيين في الضفة الغربية من الجهة الاخرى، سيما في ظل انغلاق الافق السياسي بين الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي، مما يزيد الضغوطات على السلطة الفلسطينية التي تعاني من حالة شلل سياسي واحراج امام الشعب الفلسطيني، حيث تسعى حماس لزيادة هذا الحرج في ظل استمرار الاحتلال بالسعي لتقويض السلطة من خلال الاستيطان والاعتقالات وعمليات الاغتيال والقتل المتزايد في الآونة الأخيرة أضف إلى ذلك اعتداءات المستوطنين المتزايدة.
وأضافت المصادر أن "من يتابع تسلسل الاحداث في الاسابيع الاخيرة، ويطلع على التحقيقات يدرك حقيقة ما يجري، مشيرا الى ان ما جرى في دوما من عملية حرق عائلة دوابشة أعطى مؤشرات للتقديرات بارتفاع نسبة المواجهة في الضفة الغربية."

وأشارت المصادر الامنية، ان الاعتقالات التي تمت مؤخرا لكثير من عناصر الحركة، توضح وجود ضغوطات من قيادة حماس بشتى الوسائل سعيها لتوتير الاوضاع بالضفة الغربية، بعد عملية دوما واستشهاد الطفل علي دوابشة ووالده سعد حيث تشير التحقيقات والمتابعات الى ارتفاع العمليات.

وبحسب المصدر الامني، فإن الحادث الأول عقب عملية حرق عائلة دوابشة كان وقوع عملية إطلاق النار على سيارة "إسرائيلية" قرب مستوطنة نجمة الصباح قرب كفر مالك برام الله. أما الحدث الثاني فكان القاء قنبلة مولوتوف بالقرب من بيت حنينا، وهو حادث خطير لأنه أدى لوقوع إصابات خطيرة بين المستوطنين، ثم تلا ذلك عملية الدهس على طريق نابلس رام الله مما أدى لإصابة جنديين بجروح خطيرة، وكان جندي آخر أصيب بجروح طفيفة، وآخرها يوم أمس، حيث أصيب مستوطن صهيوني بجروح طفيفة إلى متوسطة، بعد تعرضه للطعن في محطة وقود دور ألون على الطريق السريع 443.

ووفقا لتقديرات امنية وعسكرية أجريت خلال عطلة نهاية الاسبوع، هناك رغبة لدى الفلسطينيين بشن المزيد من الهجمات الانتقامية حيث أوضحت القيادة العسكرية والامنية انها لم تتفاجأ من هذه الرغبة الفلسطينية في الانتقام.

وبحسب مسؤول أمني كبير فان العمل يجري من خلال التركيز على افراد وليس خلايا كما ان هناك رغبة من قبل بعض الافراد في الرد على ما يجري من اعتداءات من قبل المستوطنين والتي تحاول حماس استغلالها وتغذيتها من خلال محاولة ارسال الاموال لكن اضعاف البنية التحتية لحماس بالضفة يؤدي الى انكشاف امر محاولاتها تشكيل وبناء قدراتها.

وقال الضابط الأمني "إن كافة الاجراءات الاحتياطية الصهيونية لن تستطيع ضمان عدم وقوع عملية كبيرة ومؤلمة لان هناك أصرار من قبل الفلسطينيين ولو بشكل افراد او مجموعات صغيرة من مختلف الفصائل وبما فيها فتح على الانتقام مما جرى في دوما"، موضحا ان تعرض المستوطن للطعن خمسة وعشرين طعنة بالأمس يشير الى مدى عمق الرغبة بالانتقام لدى الفلسطينيين والتي يعمل الجيش والشاباك على منعها."

وأشار المسؤول الأمني "الإسرائيلي" إلى أن الجيش "الإسرائيلي" يعمل بشكل متواصل على إحباط هذه المحاولات المتصاعدة من خلال شن حملات اعتقالات واسعة لأن حماس تواصل سعيها لشن هجمات أكبر تعيد لها مكانتها في الضفة الغربية خصوصا بعد عملية الحرق في دوما وغيرها من الاعتداءات على الفلسطينيين.