الدفء يعود رويدا لعلاقة حماس بمصر بعد لقاء المطار

بالعربي: يتضح من معلومات تؤكدها جهات مطلعة في حركة حماس التي تدير فعليا قطاع غزة بأن العلاقات بين هذه الحركة وبين النظام المصري الحالي تشهد تحسنا لكن ليس على كل المستويات، وإنما على المستوى الامني الذي جرى الاتفاق عليه في لقاء سابق، بتعهد حماس المحافظة أكثر على الحدود، دون أن يكون من ضمن الاتفاق دعوة زعيم حركة حماس خالد مشعل المقيم في الدوحة لزيارة القاهرة قريبا.

أحد مسؤولي حركة حماس، الذي كان ضمن اللجنة المشرفة على الاتصالات مع الجانب المصري، أفضى لمقربين أن قناة الاتصال الخاصة بترتيب الملفات الأمنية وضبط الحدود مع الجانب المصري، عادت لنشاطها السابق من خلال تكيف الاتصالات شبة اليومية بين الطرفين.
ما نقل عن هذا المسؤول يوضح أن ذلك كله جرى التوصل إليه خلال اللقاء الاخير بين قادة حركة حماس في الخارج ومسئولين مصريين من جهاز الاستخبارات العامة، وهي الجهة المصرية الموكل لها مهمة الحديث والاتصال بحماس.
“رأي اليوم” استفسرت عن مكان عقد اللقاء، والشخصيات من حماس التي حضرته، فرجح أحد قادة الحركة المتواجدين في قطاع غزة عقد ذلك اللقاء على الأراضي المصرية وتحديدا في مطار القاهرة الدولي، وحضره عن حماس كل من عضوي المكتب السياسي الدكتور موسى أبو مرزوق، وعماد العلمي، خلال رحلة عودتها قبل أسبوعين من رحلة العلاج بالخارج إلى غزة أثناء فتح معبر رفح.
ذلك اللقاء حضره مسؤول ملف فلسطين في المخابرات المصرية اللواء وائل الصفتي وعد من مساعديه، وجرى خلاله بحث سبل إعادة العلاقات بين الطرفين التي تأثرت ووصلت لحد القطيعة منذ نشوب الخلاف بعد سقوط نظام الأخوان المسلمين الذي أيدته حركة حماس.
على العموم كان أهم ما خرج به اللقاء من نتائج هو الإبقاء على قناة الاتصال الأمنية، مع إعادتها لسابق عهدها من حيث حجم التنسيق وتبادل الاتصالات بشأن ضبط الحدود.
المسؤولون الامنيون المصريون في جهاز الاستخبارات، والحديث للمسؤول في حماس رهنوا إعادة عودة العلاقات وتحسنها على مستوى التعامل السياسي مع قادة حماس بشأن التهدئة والمصالحة ومعبر رفح، بقيام حركة حماس بمساعدة مصر بشكل أكبر في عمليات ضبط الحدود، خاصة وأن مصر تقول أن مسلحي سيناء يتلقون تدريبات وسلاح من غزة.
المسؤولون في حماس أكدوا لمصر ان حركة حماس تمنع أي هجوم من جهة غزة لمصر، وتعهدوا بمضاعفة الجهود المبذولة، وتلقوا في نهاية لقاءهم وعود مصرية لتسهيل الحياة في غزة وأخصها معبر رفح، ودعا وفد حماس مصر إلى التدخل وإجبار إسرائيل للالتزام باتفاقية التهدئة بوصف مصر راعي هذا الاتفاق في صيف العام الماضي.
لكن رغم عقد ذلك اللقاء الذي أعلن عنه سابقا دون تقديم أي بيانات أو إيضاحات القيادي في حماس بالخارج أسامة حمدان، بعد غياب امتد لأشهر طويلة إلا أن حماس كانت تريد أن يخرج بنتائج أكثر تعود عليها بالنفع، وأهمها تحديد مواعيد ثابتة لفتح معبر رفح البري، فالمسؤولين المصريين وقتها لم قطعوا أي عهد تجاه هذا الملف، سوى أنهم وعدوا خيرا، وتركيزهم على أن يكون بداية العمل قائم على التنسيق الأمني وحماية الحدود.
وكان حمدان قال وقتها أان حماس تلقت إشارات إيجابية من القاهرة لتحسين العلاقة فيما بينهما.
ويبدو ان قرار المحكمة المصرية في القاهرة بإلغاء قرار اعتبار حركة حماس “تنظيما إرهابيا”، وفتح معبر رفح لمدة ثلاثة أيام تبدأ مطلع الأسبوع المقبل أولى نتائج هذا اللقاء.
ولم يناقش المجتمعين في ذلك اللقاء الذي يرجح بقوة ان يكون قد عقد في مطار القاهرة بين وفد حماس والمسؤولين المصريين فكرة زيارة خالد مشعل لمصر ولقاء المسؤولين المصريين والرئيس عبد الفتاح السيسي،
لكن في التفاصيل الخفية فهم وفد حماس ان القاهرة لا تحبذ زيارة قريبة يجريها خالد مشعل زعيم حركة حماس إلى مصر، حتى لو كان قدومه على رأس وفد للحركة يريد إجراء مباحثات المصالحة مع حركة فتح، خاصة وأن عودة رعاية القاهرة لهذا الملف بات قريبا.
المسؤولون في مصر ألمحوا إلى تحبيذهم أن يكون وضع التمثيل في وفود المصالحة إن تمت، على حالها في المرات السابقة، من خلال رئاستها من حماس الدكتور أبو مرزوق، وهي إشارة قطعت الطريق أمام طرح زيارة مشعل القريبة كما فهمت حماس من ذلكن وهي كانت تريد أن تسجل بالزيارة حدثا هاما في طريق فتح طريق جديدة للتحاور مع النظام المصري.
وهنا في مدينة رام الله تؤكد جهات مسؤولة في حركة فتح ان الجانب المصري أبلغها بنتائج اللقاء مع حركة حماس في حينه، وهو ما أراح الحركة التي لا تريد استثنائها من أي تفاصيل تخص قطاع غزة.

نقلا عن رأي اليوم