جرائم الاحتلال تتصاعد ضد اطفال القدس الأسرى

بالعربي: شهد العام الاخير تصاعدا واضحا في اعتقال الأطفال في مدينة القدس المحتلة، بعد اشتداد حدة المواجهات بين الاحتلال والمواطنين المقدسيين على خلفيه جرائم الاحتلال بحقهم، والتي برزت وحشيتها في قتل وحرق الطفل "محمد ابوخضير".

وقال مركز أسرى فلسطين للدراسات إن الاحتلال يعتقل في سجونه  (230) طفلاً فلسطينيا ، من بينهم (52) طفل من الاطفال المقدسيين ويشكلون نسبة 22% من عدد الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال، بينما كان عددهم في عام 2013 (23) طفلاً فقط .


اعتقالات مستمرة
أوضح الناطق الإعلامي للمركز رياض الأشقر أن اعتقال الأطفال في مدينة القدس لا يتوقف، ويوميا هناك ما بين 4-6 حالات اعتقال لأطفال مقدسيين، يتم التحقيق معهم لساعات أو أيام ، ومن ثم يطلق سراح معظمهم، مشيراً الى أن هناك تصاعد كبير في عمليات اللجوء لاعتقال الاطفال المقدسيين ، وقد وصلت حالات الاعتقال في القدس عام 2013 الى (380) حالة ، بينما ارتفعت بشكل كبير جداً خلال العام 2014 وصلت حالات الاعتقال بين الأطفال ما دون الـ 18 الى أكثر من (600) حالة.

اعتداء وعنف
بيّن الأشقر أن قوات الاحتلال تستخدم العنف المفرط خلال عمليات اعتقال الأطفال المقدسيين، حيث كثيرا ما تنفذها القوات الخاصة المدججة بالسلاح والملثمين، وتتعمد اقتحام البيت بصورة همجية واختطاف الطفل من أحضان والديه لجعله يشعر بعدم الأمان وضربه ووضعه في سيارة عسكرية بقسوة.
وغالبية الأطفال المعتقلين من مدينة القدس يقوم الاحتلال بنقلهم مباشرة الى معتقل المسكوبية في القدس، وهناك تجرى عمليات التحقيق مع الأطفال في ظروف قاسية، دون السماح لذوى الطفل بالحضور او حتى محاميه حتى تستفرد سلطات الاحتلال بالطفل وتقوم بتهديده واستخدام كل اشكال الضغط عليه لكى يعترف على التهمة التي اعتقل من اجلها وغالبيتها القاء حجارة على سيارات المستوطنين والجيش.


معاملة عنصرية
"كما تنتهج حكومة الاحتلال سياسة عنصريّةً ضد الأطفال فهي تعتبر أنّ الطفل الإسرائيلي هو كل شخص لم يتجاوز سن 18عاماً، بينما تعتبر الطفل الفلسطيني هو كل شخص لم يتجاوز سن 16 عاماً وخلافاً لالتزاماتها بتوفير ضمانات قضائية مناسبة لاعتقال الأطفال ومحاكمتهم بموجب اتفاقية حقوق الطفل والقانون الدولي الإنساني، فهي تتعامل مع الأطفال الفلسطينيين بشكل مختلف عن تعاملها مع الأطفال الصهاينة الذين يحاكمون وُيعاملون وفق نظام قضائي خاص بالأحداث، تتوافر فيه ضمانات المحاكمة العادلة، بينما تتعامل مع الأطفال الفلسطينيين من خلال محاكم عسكرية تفتقر للحد الأدنى من معايير المحاكمات العادلة، خصوصاً الأمر العسكري 132 الذي يسمح لسلطات الاحتلال باعتقال الأطفال في سن 12عاماً، وهناك العديد من الأسرى الأطفال الذين صدرت بحقهم أحكام عالية تصل للمؤبد.


اجراءات عقابية
وبيّن الأشقر أن الأسرى الأطفال المقدسيين يتعرضون الى عقوبات خاصة اضافية عما يتعرض له الأسرى الأطفال من مدن الضفة الغربية، ومنها عقوبة الحبس المنزلي تجعل من عائلة الطفل سجانًا عليه، وهي عقوبة مضاعفة على كافة أفراد العائلة"، و يستهدف  الاحتلال الأطفال المقدسيين بشكل خاص بالحبس المنزلي حيث أن سنهم الصغير لا يسمح لهم دائما باعتقالهم في السجون فيقوم باستبدال الاعتقال بالحبس الاجباري في المنزل.
" وتمتد الآثار المترتبة على الإقامة الجبرية التي يفرضها الاحتلال على الإطفال الى ما بعد انتهاء هذه الإقامة حيث إنها تؤثر سلباً على نفسيات الإطفال الذين من المفترض إن يمارسوا حياتهم بحرية ، ويلعبوا مع إقرانهم خارج المنزل ، ويكملوا مشوارهم التعليمي بشكل اعتيادي ، ولكن هذا لا يمكن أن يتم خلال وجود الطفل في الحبس المنزلي مما يقيد حريته ويجعله متذمراً ومتوتراً وعدائياً بشكل مستمر، وقد يضطر الأهل خوفا على ابنهم من ضربه وتوبيخه، وهذا له اثار اجتماعية على طبيعة العلاقة داخل الأسرة الواحدة ، ويخلق حاجزا وجدارا بين الطفل وذويه.
ولم يكتفى الاحتلال بالحبس المنزلي للأطفال المقدسيين بعد اعتقالهم، انما كثيرا ما يقوم الاحتلال بجمع عقوبتين على  الأطفال  المقدسيين في وقت واحد وهما الحبس المنزلي والابعاد عن المنزل أي قضاء فترة الحبس في منزل اخر بعيدا عن منزل العائلة ، وهذا النوع من العقاب  فيه مضاعفه لمعاناه الطفل وذويه، وتلزمه بقضاء المدة في منزل اخر خارج منطقة سكناه، وهذا يشكل عبئا كبيرا على أسرة الطفل .


تفريغ القدس
ولفت الأشقر الى تهديد مستقبلي للأسرى المقدسيين الأطفال ، وذلك من خلال اعتبار محكمة الاحتلال اعتقال الطفل نقطة سوداء في ملفه الأمني وهو ما يشكل تهديد على مستقبله العملي، كما أنه قد يحرمه من تجديد هويته بعد مرور (10) سنوات حيث الداخلية الصهيونية تطلب من المتقدم إحضار حسن سلوك من شرطة الاحتلال "في حال وجود أي بند يتناقض مع مطالب الداخلية، قد يتم حرمانه من الحصول على الهوية"، مؤكدين بأن الاحتلال يؤسس لفكرة مستقبلية خبيثة من خلال استهدافه المتكرر للأطفال المقدسيين، وهى تفريغ القدس من اهلها ".


اثار نفسية
واعتقالات الأطفال المقدسيين المتزايدة تهدف الى ”توجيه ضربة نفسية لهؤلاء الأطفال”، لتحويل الطفل المناضل الذي يبحث ويدافع عن حقوقه ويتربى في حضن وطنه، إلى طفل بعيد عن حقوقه وواقعه الوطني”. لذلك فان الاحتلال يبالغ كثيرا في ايذاء الاطفال المقدسيين المعتقلين، و معاناة الطفل المقدسي لا تتوقف عند الاعتقال حيث يعانى بعد الاعتقال من النوبات النفسية وتساقط الشعر وصدمات نفسية تسببها ظروف اعتقاله، وعدم قدرة والديه على حمايته، كما  يعاني من مشكلة التبول اللا ارادي، ، والعزلة والانطواء".
كذلك فان وضع الأطفال مع “صهاينة” جنائيين سواء في سجن” أوفك” الجنائي،  او سجن هشارون، يهدف الى تفريغهم من مضمونهم الوطني والتعامل معهم بأنهم أسرى جنائيون يحصلون على محاضرات من مرشدين وأخصائيين نفسيين، كما المعتقلين الصهاينة.
مؤكدا ان العديد من الاطفال المقدسيين بعد التحرر اختلفت اهتماماتهم ونفسياتهم وتوجهاتهم، فمنهم وللأسف من يصبح سارقا او مدمنا على المخدرات، ومنهم من يعاني من أزمة نفسية شديدة".
وطالب المركز بفضح سياسة الاحتلال بحق الأطفال المقدسيين واظهار جرائمه بشكل مستمر، ودعم صمود المقدسيين في مواجهة اجراءات الاحتلال ومحاولاته لإفراغ المدينة من اهلها ، وتوفير الدعم القانوني و النفسي والاجتماعي المكثف لأطفال القدس .