"عَ_بلدنا".. تعيد أوصال الفلسطينيين في ذكرى النكبة

بالعربي - مي زيادة: يحي الفلسطينيون ذكرى نكبتهم بعد مرور 67 عامًا عليها، أعوام شهدت القتل والتهجير في كل يوم منها، أوجاع فقدان الأرض والبيت والعرض مازالت ترافق الفلسطينيين في حلّهم وترحالهم، دموعهم لم تجففها الـ 67 عاما بعد، على الرغم من أنها شتت اوصالهم وأبعدتهم لكنها لم تستطع ان تستأصل جذورهم من الارض.

بعد مرور هذه الاعوام المريرة، وجد أهل الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948 واهل الشتات وقطاع غزة أن يتوحدوا ويعاكسو المحتل ويلغو سياسته التهجيرية لهم، وانْ ابتعدوا عن بعض مكانيًا إلا أنهم خلقو الظروف ليعودو ويتصلو افتراضيًا في حملة "عَ_بلدنا".

أطلقت مجموعة شبابية حملة و"هاشتاغ"(عَ_بلدنا) في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، والذي ينطوي تحت مشروع "الشراكة من أجل التنمية"، بهدف خلق حملة إعلامية، للتنسيق مع شبان من الضفة وغزة والداخل المحتل، لتنفيذ فعالية على مستوى الوطن يوم النكبة الذي يصادف الخامس عشر من الشهر الجاري، لترسيخ ثقافة حق العودة في عقول الأجيال.

بدوره، قال علاء سروجي (28 عاما) من مخيم طولكرم، وهو أحد مطلقي الحملة: ان الحملة لاقت تفاعلا كبيرا في غزة، وإلى جانب هذه الحملة "الفيسبوكية"، سنوقم في هذا اليوم بتنفيذ سلسلة بشرية تحمل أسماء 411 قرية وبلدة فلسطينية مهجرّة على مدخل مخيم طولكرم، حيث سيقوم الشباب المشارك بحمل بطاقة تحمل أسم قرية ما، وبالتزامن معها ستكون هناك سلسلة بشرية أخرى على شاطئ بحر غزة، وسينطلق ماراثون أيضًا من امام مخيم طولكرم يحمل اسم "ماراثون وحدة طريق العودة".

ويضيف، " حاولنا مع قطاع غزة أن نوحد الملابس واليافطات والرسالة التي سنحملها في هذا اليوم، وسيتبع ذلك يوم تفاعلي في مخيم طولكرم، ووقفة احتجاجية ضد وكالة الغوث وممارساتها ضد اللاجئين في المخيمات الفلسطينية، وسيكون هناك افتتاح معرض نسوي للمنتجات المحلية من صنع نساء مخيم طولكرم، وسيقوم 200 شاب فيما بعد بلقاء عدد من المعمرين وكبار السن الذين عايشو النكبة وتهجّروا من قراهم وعانوا جراء التهجير، وسنرسم جداريات في المخيم تحمل مدلولات النكبة، واخيرا سنختمها بجولة ميدانية للمحال التجارية للتوعية بمقاطعة منتجات الاحتلال.

ويشير سروجي إلى أن صفحة "عَ_بلدنا" على "فيس بوك" تم إطلاقها منذ أسبوعين، ويقوم مبدأ المشاركة فيها على ارسال صور من كافة القرى الفلسطينية والشتات تحمل اسماء قرى مهجرة، برأي اجد أن هذه الصفحة جامعة للشباب وموحدة لهم، وفيما بعد سيتم عقد لقاءات ونقاشات على الصفحة في موقع "فيس بوك".

ويوضح أن أهالي الداخل الفلسطيني أطلقو فكرة جديدة ويقومون بها حاليا وهي أن يقومو على توثيق القرى في الداخل المحتل كيف كانت قبل النكبة وكيف أصبحت الان، لإظهار حجم الدمار وتغير الملامح جراء سياسات الاحتلال الهمجية التي انتهجوها ضد الارض والبشر والحجر.

ويقول سروجي، "إن المشاركين في صفحة "عَ_بلدنا" ليسو من داخل فلسطين فقط بل هناك مشاركين من مخيم اليرموك، وميخم نهر البارد، ومخيم السخنة، والزرقا، تفاعلهم بأن يلتقطو صورا على انقاذ بيتوهم وقراهم المدمرة، يحملون رسالة بأنهم باقون حتى فوق الدمار وسيعيدونه للحياة من جديد".

ويؤكد أن " الفيس بوك" هو وسيلة مساعدة لإنجاح فعالياتنا من خلال ربط الشباب في المخيمات الفلسطينية والأراضي المحتلة عام 48 وغزة، فهو وسيلة تربطنا مع أشخاص لانستطيع ان نصلهم.

وتابع، أن الحملة جاءت من قناعة داخلية في أنفسنا، فالقرى المهجرة من الممكن أن ينسوها الاطفال أن لم يتم تذكيرهم بها بين الحين والاخر، ومن خلال هذه الحملة "الفيسبوكية" نوصل معنى ثقافي وطني توعوي، ونبتعد عن الامور المعتادة والرسمية والروتينية التي تقتصر على الخطابات والكلام في الهواء.