"إسرائيل" تلعب بالنار مع حزب الله وسوريا

بالعربي: حذّرت صحيفة "معاريف" العبرية من احتمال ان يسبب استهداف السلاح من سوريا الى لبنان «حرب لبنان ثالثة» لا تريدها "تل ابيب". وقالت إن الفائدة التي تجنيها "اسرائيل" من ضربات كهذه، أقل بكثير من المخاطرة بحرب جديدة، خصوصاً ان استهداف كمية قليلة من الصواريخ لا يؤثر في ميزان القوة بين الجانبين، أو في ترسانة حزب الله التي تزيد على مئة الف صاروخ.

ونبّهت الصحيفة الى ان اللعب بالنار الذي يقوم به كيان الاحتلال مقابل حزب الله وإيران على الساحة السورية أمر خطر للغاية ومن شأنه ان يخرج عن السيطرة ويتطور الى مواجهة عسكرية لا يريدها اي طرف، والتعبير عن الخشية "الاسرائيلية" من التصعيد ظهر في الموقف الاخير لمصدر عسكري "اسرائيلي"، نفى فيه ان يكون كيان الاحتلال قد نفذ هجوماً ثانياً على مواقع للحكومة السورية وحزب الله» في منطقة القلمون السورية.

ولفتت الى ان معظم الهجمات «المنسوبة إلى كيان الاحتلال» في سوريا تستجيب لما تعتبره المؤسسة الامنية إضراراً بمصالح "اسرائيل" الامنية، رغم اعتراف مصادر عسكرية رفيعة بصعوبة ردع العدو عن ارادة التسليح، وهذا ما يدفع الى السؤال عن «جدوى استهداف قوافل نقل صواريخ متطورة، اذا كان لدى حزب الله ما يقارب مئة الف صاروخ قادرة على اصابة اي هدف قريب او بعيد في "اسرائيل"». وتساءلت: هل بلور قادة كيان الاحتلال استراتيجيا واضحة يعملون على تنفيذها، ام ان الامر يتعلق بتكتيك يرمي الى ضرب الخصم كلما توافرت معلومات جديدة مع ما ينطوي عليه ذلك مخاطرة؟ ولفتت الى وجوب ان تدرك "اسرائيل" أن هذا التكتيك سيف ذو حدين، ذلك ان لدى حزب الله وايران خطوطاً حمراء خاصة بهما، ويرغبان في تثبيت الردع في مقابل "اسرائيل"، اي انهما معنيان ايضاً بالرد على الهجمات.

وفي ما بدا انه رد على ما ورد في «معاريف» وغيرها من الكتابات العبرية التي حذرت "تل ابيب" من التسبب بحرب، كتب رئيس مجلس الامن القومي المغادر منصبه حديثاً، اللواء يعقوب عميدرور، ان ارادة الحرب والقدرة على تنفيذها بل وتحمل نتائجها، موجودة بالفعل لدى "اسرائيل"، الا ان ما يمنعها، فقط، هو الرأي العام الدولي الرافض لحروب ابتدائية، و «لولا هذا السبب لكانت الحرب في مقابل حزب الله مغرية».

وأوضح ان الهجوم الاستباقي ضد حزب الله في لبنان من المسائل المغرية جداً، مؤكداً ان "اسرائيل" قادرة فعلاً على ان تبادر الى شن هجوم والعمل على استغلال «الضعف المؤقت» للحزب، بعد ان امتدت قواته على جبهتين، اي داخل سوريا وفي مواجهة كيان الاحتلال.

ورأى عميدرور ان فائدة الهجوم الاستباقي "لاسرائيل" انه يؤمن لها عنصر المفاجأة الذي يمكن الجيش من توجيه قدراته على خلفية استخبارات أفضل، قبل أن يغيّر العدو (حزب الله) انتشاره، و»يمكّن الهجوم من الإمساك بالعدو وهو أقل استعداداً، والتسبب بأضرار أكبر مما لو كان مستعداً».

لكن ما الذي يمنع "اسرائيل" من شن «الهجوم الاستباقي»، رغم كل الإغراء الكامن فيه ورغم انها قادرة على تحمل نتائجه؟ يجيب عميدرور في رسالة، قد تكون موجهة تحديداً الى حزب الله، ليؤكد ان ثمن الهجوم الاستباقي باهظ جداً، وليس في المجال العسكري بالتحديد، بل في تقبل المجتمع الدولي لحرب كهذه ان لم تكن رداً على استفزاز، او دون سبب واضح، في اشارة الى ان "اسرائيل" قد تعمد الى الهجوم الاستباقي ضد حزب الله، فقط في حال ردّه على اعتداءاتها.