ماذا يعني وصول صواريخ "إس 300" إلى إيران؟

بالعربي: بعد أيام من توصل القوى الكبرى لاتفاق إطار مع إيران بشأن برنامجها النووي، قررت روسيا رفع الحظر عن تزويد طهران بصواريخ "إس 300"، الأمر الذي أثار جدلا واسعا داخل الدوائر السياسية والأمنية بالدول الغربية حول انعكسات هذا القرار.

"بوتين" يرفع الحظر عن "إس 300"

وقع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" خلال اليومين الماضيين مرسومًا يرفع الحظر عن توريد أنظمة صواريخ "إس-300" إلى إيران، وذكر المكتب الصحفي للكرملين، أن المرسوم ينص على إلغاء حظر التوريد، سواء عبر الأراضي الروسية، أو وسائل النقل الجوية.

بوتين يحذر "اسرائيل" من رد روسي اذا هاجمت سوريا

قال وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" إنه لم يعد هناك حاجة لفرض حظر على توريد أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات "إس-300" إلى إيران، وهذه المنظومات هي ذات طابع دفاعي بحت، وأضاف "لافروف" أن السداسية سجلت مع إيران تقدما كبيرا في حل البرنامج النووي الإيراني، وتم الاتفاق على الأطر السياسة العامة للاتفاق النهائي، والتي كانت محل تقدير كبير في الساحة الدولية، ونحن مقتنعون بأن في هذه المرحلة لم يعد نهائيا ضرورة لهذا النوع من الحظر".

وكان "سيرجي ريابكوف" نائب وزير الخارجية الروسي قد أعلن أن موسكو تطالب برفع الحظر على تزويد إيران بالسلاح مع توقيع اتفاق نهائي حول برنامج طهران النووي، وقال "ريابكوف" في اجتماع للجنة الدولية بمجلس الفيدرالية الروسي الاثنين، إن آفاق وشروط رفع هذا الحظر مسألة عالقة، مؤكدًا أن روسيا تطالب قبل كل شيء بإلغائه كخطوة أولى بعد توقيع اتفاق نهائي.

ترحيب إيراني

من جانبه أعلن وزير الدفاع الإيراني العميد “حسين دهقان” أن قرار موسكو رفع حظر توريد "إس-300" لطهران يعد تعبيرًا عن إرادة موسكو السياسية ودليلا على نية الدولتين تطوير وتوسيع التعاون الثنائي على جميع المستويات، وأضاف "دهقان" أن توسيع التعاون الثنائي مع دول مجاورة على مستويات مختلفة قد يخدم مصلحة إعادة الاستقرار وتعزيز الأمن الثابت في المنطقة.

قلق أمريكي" إسرائيلي"

أثار القرار الروسي سخط الدول الغربية و"إسرائيل"، حيث صرح المتحدث باسم البيت الأبيض "جوش أيرنست" أن القرار الروسي برفع الحظر على شحنات الصواريخ إلى إيران يمكن أن يثير القلق، وأفاد البيت الأبيض أن وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" عبر لنظيره الروسي "سيرجي لافروف" عن قلقه إزاء القرار الروسي برفع الحظر عن شحنات الصواريخ إلى إيران.

انتقدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، القرار الذي اتخذته روسيا، وأفاد متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "ستيفن وارن" أن اعتراض الولايات المتحدة على بيع هذه الأسلحة قديم وعلني، مؤكدا أن هذه المبيعات "لن تفيد في شيء"، وفي ذات السياق ندد وزير الاستخبارات "الإسرائيلي"، "يوفال شتاينتس" بقرار روسيا رفع الحظر على تسليم إيران الصواريخ، وقال إن "النتيجة المباشرة للشرعية الممنوحة لإيران من خلال اتفاق شامل يجري إعداده لرفع العقوبات الاقتصادية، دليل على أن النمو الاقتصادي الإيراني ستستغله طهران للتسلح وليس من أجل رفاه الشعب الإيراني" حسب قوله.

ما هي منظومة "إس300"؟

تعتبر منظومة "إس-300" مخصصة للدفاع المضاد للطائرات والدفاع المضاد للصواريخ على حد سواء، وبوسعها اعتراض كافة أنواع الصواريخ متوسطة المدى الموجودة في العالم اليوم، ويبلغ المدى الأقصى لإطلاق الصواريخ 200 كيلومتر، والارتفاع الأقصى لتدمير الطائرات 25 كيلومترا، والارتفاع الأقصى لتدمير الصواريخ الباليستية 30 كيلومترًا، وعدد الأهداف المضروبة في آن واحد 24 هدفًا، والفاصل الزمني بين إطلاق صاروخي وآخر 1.5 ثانية، والوقت اللازم لنشر المنظومة 6 دقائق، وكانت شركة "ألماس – أنتاي" ووزارة الدفاع الروسية قد وقعتا عام 2012 اتفاقية لتوريد تلك المنظومات الحديثة إلى القوات المسلحة الروسية.

توقيع الاتفاقية بين موسكو وطهران

وقعتا موسكو وطهران عام 2007، اتفاقاً تتعهد روسيا بموجبه ببيع منظومة "إس 300 " إلى إيران، فيما اعترضت كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية على الاتفاق، بينما أعلنت موسكو، عقب قرار مجلس الأمن الدولي حظر بيع السلاح إلى إيران عام 2010، بتعليق الصفقة من جانب واحد، إلا أن طهران رفعت دعوى قضائية بتعويض قيمته 4 مليارات دولار إلى المحكمة الدولية رداً على القرار الروسي، وعادت مسألة منظومة الصواريخ الدفاعية إلى أجندة البلدين مجدداً، لدى زيارة وزير الدفاع الروسي "سيرجي شويجو" لإيران في يناير الماضي، كما اقترح رئيس شركة روستيف الروسية "سيرجي تشميزوف" في تصريحات أدلى بها في الثالت من فبراير الماضي، تسليم إيران منظومة "Antey-2500"  الأكثر تطوراً، بدلاً من منظومة "إس300" إلا أن طهران قالت حينها إنها ستقوم بتقييم الأمر.

توقيت الخطوة الروسية

يربط مراقبون الخطوة الروسية بتقارير تحدثت عن نية عدد من الدول الأوربية غير الأعضاء في حلف الناتو، رفع مستوى تعاونها مع الحلف أو الانضمام إليه، على خلفية التهديدات الروسية التي تمثلت في ضم روسيا لإقليم القرم الأوكراني، وتدخلها العسكري شرق البلاد، ويسود موسكو القلق من محاولات حلف شمال الأطلسي "الناتو" التمدد شرقاً باتجاه حدودها، ونددت مراراً بإرسال تعزيزات للحلف إلى عدد من دول البلطيق على خلفية الأزمة الأوكرانية.

من جانب آخر يقول بعض المحللين إن موسكو تقصدت الإسراع بهذه الخطوة لهدفين رئيسيين، الهدف الأول مرتبط بروسيا ومصالحها مع إيران، أما الهدف الثاني فيكمن في تفادي خطوة أمريكية أوروبية في مجلس الأمن تهدف لمحاصرة إيران عسكرياً عبر قرار دولي ملزم.