عدو عدوهم

بالعربي: تناولت صحيفة "نوفيه ازفيستيا" في مقال لها التقرير الذي قدمه منسق عمل أجهزة الاستخبارات الأمريكية الى مجلس الشيوخ بشأن المنظمات الارهابية في العالم.

جاء في مقال الصحيفة:

من أجل الانتصار على "الدولة الاسلامية" قد تعيد الولايات المتحدة النظر بموقفها من ايران.

فقد قدم منسق عمل كافة اجهزة الاستخبارات الأمريكية، جيمس كلابر الى مجلس الشيوخ تقريرا يتضمن قائمة بأسماء الدول والمنظمات الارهابية تحت عنوان "تقييم التهديدات العالمية، كما تراها اجهزة الاستخبارات".

يستلم مجلس الشيوخ سنويا مثل هذا التقرير. ولكن تقرير هذه السنة يحتوي على مفاجآت. فحسب رأي أجهزة الاستخبارات الأمريكية، اصبحت ايران و"حزب الله" الذي ينشط في لبنان وسوريا، لا تشكل خطرا يهدد المصالح الأمريكية، لذلك يجب شطبهما من القائمة السوداء.

كان تقرير السنة المنصرمة الذي قدم الى مجلس الشيوخ في يناير/كانون الثاني 2014  قد ادرج ايران وحزب الله ضمن المنظمات الارهابية، مشيرا الى تكثيف نشاطهما بحيث وصل الى المستوى الذي كان عليه في تسعينات القرن الماضي.

الآن يقترح جيمس كلابر، شطب ايران و"حزب الله" من القائمة السوداء لأنهما يحاربان "الدولة الإسلامية". إضافة لهذا يعتبر التقرير "حزب الله" ضحية الارهاب، دون توضيح كيف تحولت منظمة تعتبرها الولايات المتحدة وأوروبا ارهابية وتمولها ايران، خلال سنة، الى ضحية للإرهاب، خاصة وان واشنطن تعتبرها منفذا لعدد من الاعمال الارهابية ضدها وضد حلفائها، مثل تفجير ثكنة للقوات الأمريكية في بيروت عام 1983 ، وتفجير المركز الثقافي اليهودي في بوينس آيرس عام 1994 ، وآخرها تفجير حافلة تقل سياحا من اسرائيل في بلغاريا.

طبعا لم تُشطب ايران في هذا التقرير نهائيا من قائمة الدول التي تشكل خطرا على الولايات المتحدة، ولكن التقرير يشير الى ان مستوى خطورتها انخفض جدا. كما ان ذكرها جاء فقط في فصل التهديدات في مجال الفضاء الالكتروني ودعم الرئيس السوري بشار الأسد، ومع ذلك يمتدح التقرير ايران أكثر من اتهامها. لأنها، حسب كلابر، تحارب "الدولة الإسلامية" وتمنع توسعها.

ليس مستبعدا، أخذا بالاعتبار الأوضاع الحالية ومحاولة الكونغرس تشديد العقوبات المفروضة على ايران، أن يدفعها الى تقديم تنازلات والتوصل الى اتفاق بشأن برنامجها النووي. إضافة لهذا لقد غير ظهور "الدولة الإسلامية" وسيطرتها على اراض شاسعة في العراق وسوريا، توازن القوى في الشرق الأوسط.

يعتقد الباحث العلمي الأقدم في معهد الدراسات الشرقية، فلاديمير ساجين، أن شطب "حزب الله" من القائمة السوداء من قبل الكونغرس أمر ممكن، وكذلك "تحالف" ايران والولايات المتحدة، ضد "الدولة الإسلامية"، حيث المشاورات بشأن هذه المسألة تجري بين البلدين. طبعا لن تكون هناك أية وثيقة مكتوبة بهذا الشأن. ولكن من الممكن جدا توحيد الجهود ضد "الدولة الإسلامية".