نائب رئيس الوزراء التركي: لو تخلينا عن مسيرة السلام فلن يتخلى عنها الشعب

بالعربي: شدد نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش، على أهمية مسيرة السلام الداخلي في تركيا، واصفاً ما تم إنجازه في هذه المسيرة حتى الآن بقوله: "نحن نعبر نهر هائج من شاطئ لآخر، ولقد قطعنا حتى الآن 80 في المئة من المسافة، ولا يمكن لأحد أن يقول لنا لنرجع إلى الخلف، فلا جزيرة إيمرالي - في إشارة إلى الجزيرة التي يقضي فيها (عبد الله أوجلان) زعيم منظمة  (بي كا كا) عقوبة السجن مدى الحياة- ولا جبال قنديل".

جاء ذلك في التصريحات التي أدلى بها المسؤول التركي، خلال مشاركته أمس الأربعاء في مقابلة تلفزيونية على إحدى القنوات المحلية، والتي أكد خلالها على أن "الشعب التركي لن يرجع عن المضي قدما في مسيرة السلام، حتى ولو ترجعنا نحن - في إشارة للحكومة-".

وفي رد منه على سؤال حول ما إذا كانت هناك مشكلة كردية في تركيا أم لا، قال المسؤول التركي: "لا شك أن العقلية في تركيا بدأت تتغير في الـ12 عاما الماضية، ولا شك أن العقلية القديمة كانت عاجزة عن فعل ما فعلناه في الوقت الراهن. وبخصوص السؤال فإن الرئيس (رجب طيب أردوغان) كان قد قال في تصريحات سابقة أنه لا توجد مشكلة كردية، وإنما توجد بعض المشاكل لمواطنيينا ذوي الأصول الكردية، مشاكل متعلقة بمسألة توسيع الحقوق الدستورية والحريات".

وتابع "قورتولموش" قائلا: "هل تعلمون متى كانت هناك مشكلة كردية، كانت حينما قالت الدولة (لا يوجد أكراد)"، مشيراً إلى أن "مسيرة السلام شهدت تآلفا بين إرادة الحل التي تبنتها الحكومة، وإرادة المنظمة في التخلي عن سلاحها، فضلا عن الدعم الشعبي، فهى أشياء مجتمعة لا يمكن الاستغناء عن أي منها".

الجدير بالذكر أن مسيرة السلام الداخلي في تركيا؛ انطلقت قبل أكثر من عامين، من خلال مفاوضات غير مباشرة بين الحكومة التركية، وأوجلان المسجون في جزيرة "إمرالي"، ببحر مرمرة منذ عام 1999، وذلك بوساطة حزب الشعوب الديمقراطي (حزب السلام والديمقراطية سابقا، وغالبية أعضائه من الأكراد)، وبحضور ممثلين عن جهاز الاستخبارات التركي.

وشملت المرحلة الأولى من المسيرة: وقف عمليات المنظمة، وانسحاب عناصرها خارج الحدود التركية، وقد قطعت هذه المرحلة أشواطًا ملحوظةً. وتتضمن المرحلة الثانية عددًا من الخطوات الرامية لتعزيز الديمقراطية في البلاد، وصولًا إلى مرحلة مساعدة أعضاء المنظمة الراغبين بالعودة، الذين لم يتورطوا في جرائم ملموسة على العودة، والانخراط في المجتمع.

ودعا "أوجلان"، في 28 شباط/فبراير الماضي (من خلال النائب البرلماني التركي عن حزب الشعوب الديمقراطي "سري ثريا أوندر") قيادات المنظمة، إلى عقد مؤتمر طارئ خلال فصل الربيع، "لاتخاذ قرار تاريخي بالتخلي عن العمل المسلح".

نقلًا عن (الأناضول)