بالفيديو.. ربع الأسرى المحررين الفلسطينين ممن تعرضوا للتعذيب يعانون مشاكل جنسية

بالعربي- وطن للأنباء: كشف تحقيق أنجزته وحدة التحقيقات الاستقصائية في تلفزيون "وطن"، أن نحو 25% من الأسرى الذين تعرضوا للتعرية بشكل متكرر في سجون الاحتلال، يعانون من مشاكل في العلاقة الجنسية بعد التحرر، قد يقود بعضها إلى الطلاق.

وسلط التحقيق الضوء على أثر تجربة الأسر على القدرات الإنجابية لدى الأسير، وعلاقة ذلك بسير العلاقة الزوجية فيما بعد، حيث تبين أن إدارة سجون الاحتلال تمارس سياسة تعذيب وعقوبات ممنهجة، تفضي إلى آثار سلبية كبيرة على صحة الأسير، النفسية والجسدية بعد التحرر بسنوات.

وقال مدير مركز أحرار الأسير المحرر فؤاد خفش، إنه وبحسب العلاقات الشخصية مع المحررين، "فإن من قضى نحو 10 سنوات فأكثر داخل سجون الاحتلال ظل يعاني من مشاكل في العلاقة الزوجية، وأن البعض من هؤلاء أصبح يعاني من العقم".

وأوضح مسؤول التعليم والبحث العلمي بمركز رزان لعلاج العقم بالمستشفى العربي التخصصي بنابلس د. أحمد أبو خزيران، ، أن "معظم الذين يعانون من عقم بسبب تشوهات أو ضعف إنتاج الحيوانات المنوية هم من الأسرى المحررين الذين قضوا فترة طويلة داخل سجون الاحتلال، ولعب الاعتقال دورًا كبيرًا بالتسبب بالعقم، إضافة إلى عوامل أخرى قد تسبب العقم وتقلل من نسبة الخصوبة مثل تعرضهم للضرب على الخصيتين، وتعرضهم للسموم أو الإشعاعات التي تؤثر هرمونيًّا عليهم، لاسيما على هرمون الإستروجين".

ولعب الاعتقال دورًا كبيرًا بالتسبب بضعف في قدرات الأسرى الجنسية، حيث أشارت دراسة أجريت على عينة من المحررين في غزة في العام 2005، أن 40% منهم لديهم مشاكل في استمرار العلاقة الزوجية.

ويقول الأسير المحرر ومدير نادي الأسير برام الله عبد العال العناني "إن الكثير من الأسرى المحررين اقترنوا بفتيات، ومضى على زواجهم سنين عديدة، ولم يحصل لهم الإنجاب، وأنهم عندما يراجعون الأطباء، لا يكون هناك أي سبب طبي في عدم حصول الإنجاب".

وأكد مدير الدائرة القانونية في وزارة شؤون الأسرى والمحررين جواد العماوي ، إن "هناك حالات عدة لم يكن لديها أي مشاكل قبل الأسر، لكنها غادرت السجن بمشاكل كبيرة، وأن الاعتقاد السائد أن السبب الأساسي في ذلك هو التعذيب والتعرية والعزل، إلى جانب احتواء الطعام والشراب داخل السجن على مثبطات جنسية".

بدوره، قال المختص النفسي وسام سحويل بأن "دراسة أجراها مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب، أشارت إلى أن العلاقة طردية بين التعرية المتكررة التي يخضع لها الأسير، والإهانة التي يتعرض لها، وما بين حدوث اضطرابات ومشاكل في القدرات الجنسية لديه".

ويبين سحويل أن "آثار ما بعد الاعتقال تلعب دورًا كبيرًا لدى المحررين، حيث تشكل ذكريات التعذيب لديهم شبحًا لا يفارقهم، محدثةً أمراضًا نفسية، من ضمنها الاضطراب النفسي، والاكتئاب، وآثار ما بعد الصدمة، التى يتطلب علاجها فترة طويلة، يضطر المريض خلالها لتناول أدوية قد تؤثر على نسبة الخصوبة لديه".

حساسية الأمر بالنسبة للمحررين الذين قد يعانون من ضعف جنسي، وقفت عائقا أمام تشخيص عشرات بل مئات الحالات، وربما كان ذلك سببا في انتفاء وجود دراسات أو إحصائيات موثقة عن الموضوع.

الأمر ذاته أعاق الحديث مع حالات تعاني من المشكلة، لذا، كان التوجه للحديث مع أطباء ومختصين في الموضوع، تابعوا عدة حالات، حيث ثبت أن الأسر كان السبب الرئيسي، وأحيانا الوحيد، في الضعف الجنسي.

وقال المختص في مركز الأماني الإخصاب د.شكري عودة ، إنه لوحظ أن الأسرى الذي تعرضوا للأسر، حصل لديهم ضعف في الحيوانات المنوية، وفي قدرة الخصيتين على إنتاجها.

وبين عودة أن هناك العديد من الأسرى المحررين لم يتمكنوا من الانجاب بعد المكوث في السجن عدة سنوات، على الرغم أنهم رزقوا بأبناء قبيل الأسر، ولم يتعرضوا لمشاكل جنسية.

العديد من المتابعين لشؤون الحركة الأسيرة، إلى جانب مختصين نفسيين وأطباء متخصصين في الأمراض التناسلية يقرعون جرس الانذار مطالبين بمنح هذا الملف اهتماما أكبر، وإثارته على مستويات رسمية وضمن محافل دولية.