أهالي حي الوعر في حمص رهائن رصاص القنص والقذائف المستمرة


بالعربي: يرخي الوضع الميداني المتأزم في حي الوعر الحمصي بثقله على المدينة ولا سيما على حي المزرعة الذي دفع ضريبة مجاورته للوعر بتحمله رصاص القنص والقذائف المستمرة في كل مرة تتعطل فيها الهدنة المعلـنة في حي الوعر.

ينتظر الباقون في حي الوعر مصالحة شاملة تأخرت كثيراً

خلف الجدران... حي الوعر الحمصي، الجدران التي بناها أهل المزرعة بسواعدهم حين باتت ضرورة  لحماية أرواح أطفالهم من رصاص قنص يكاد لا يتوقف... رحلة  موت طويلة عاشها حي المزرعة يوم رفض مسلحو الوعر الخروج من المدينة.

وقال إمام الحي رسول شحود "منذ فترة طويلة نعيش أسرى ضربات القناصين والقذائف التي تأتينا من الوعر"، موضحاً "طبعاً لا نقصد سكان الوعر إنما المسلحين الذين جعلوا الوعر أسير لرغباتهم".

وأضاف "لدينا شهداء أطفال ونساء هكذا أصبحت الحياة اليومية للأسف الشديد"، موضحاً "كانت هناك وعود بمصالحات والمصالحة بين مين ومين ليس بيننا وبين الاخوان في الوعر، المشكلة مع المسلحين، ومن هنا لا يمكن أن تطلق أي رصاصة"، ويتأسف قائلاً "نحن رهائن إلى أن يأتي الفرج".

يتمسك مدنيو المزرعة بالبقاء في حيهم على خط تماس  مع الوعر ومسلحيها، وفاصلاً بينها وبين المصفاة وطريق حمص طرطوس الدولي، بعد أن قدم مئات الشهداء المدنيين... الحي الأصغر في المدينة تعرض لموجات هجوم متتالية خلال العامين الماضيين، فنجح حماتـه مع الجيش في صدها...

تقول إمرأة "نحن وأهل الوعر كنا عيلة واحدة دخل الارهابيون خربوا الدنيا هلأ ممنوع يطلعوا ولادنا يلعبوا بالشارع... كتير خايفين".
وتقول أخرى "لا طفل بيسترجي يطلع ولا امرأة هاد مو وضع نحن قبلانين بالحل السلمي بس أهل الوعر مو قبلانين"....
وتختصر أخرى معاناة الكثير من العائلات التي فقدت أحد افرادها فتقول "محرومين من شبابنا هني وطيبين وانحرمنا نقرالون الفاتحة وبالليل حتى بيقنصونا"...

ينتظر الباقون هناك مصالحة  شاملة تأخرت كثيراً... مصالحة  يرى فيها أهالي الحي حلا أخيراً للخلاص من الموت المقيم في زوايا حيهم، ويعولون بشدة على مساع للحل صار عمرها عاماً كاملاً ولم يتغير شيء، فيكتفون بالصبر على قدر أصبح الموت عنوانـه...

هدوء شبه تام في حي المزرعة، لا يقطعه إلا رصاص قنص يستهدف الساكنين في المكان أو قذائف تسقط حين يقرر مسلحو الوعر خرق الهدنة المستمرة... ومع ذلك يتمسك أهل الحي بمصالحة شاملة توقف نزف الدماء بعد عامين من المعارك.
المصدر: الميادين