ادلب.. المصير الصعب بين الحرب والسلام!

بالعربي: تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مسار الاوضاع في ادلب السورية ومطالبته الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ببذل المزيد لتثبيت وقف النار في تلك المنطقة، يكشف عن الاهمية التي تحظى بها ادلب على كافة الاصعدة السياسية والعسكرية في سوريا.

ففي اللقاء الاخير الذي جمع الرئيسين الروسي والتركي يوم الجمعة الماضية والذي عقد على هامش قمة "G20" في بوينس آيرس الأرجنتينية حث الرئيس بوتين نظيره التركي اردوغان على ضرورة ان يتخذ اجراءات اكثر نشاطا لضمان تطبيق الاتفاق المبرم بين روسيا وتركيا بشأن ادلب.

القلق الروسي من اوضاع ادلب

وفي مؤتمر صحفي عقده في ختام أعمال قمة "مجموعة العشرين" قال بوتين إن الوضع في إدلب يثير قلق موسكو مثلما يقلق الدول الغربية، قائلا: "نرى أن جهود شركائنا الأتراك هناك لا تزال تتعثر بعض الشيء، لكنهم يعملون بالفعل".

واضاف بوتين "نرى أنهم يعملون على إقامة المنطقة المنزوعة السلاح، ونأمل أن تنجح استخباراتنا ووزارتي دفاعنا في تنفيذ هذه المهمة في أقرب وقت".

وعن التعاون الروسي التركي حول سوريا، أكد بوتين "أن الجانبين ينتهزان كل فرصة متاحة لمناقشة تسوية الأزمة هناك، وخاصة مهمة تشكيل اللجنة الدستورية السورية" وأشار الرئيس الروسي إلى أنها مهمة شديدة الدقة والحساسية وتتطلب صبرا كبيرا.

وأكد أن موسكو وأنقرة تتقدمان في هذا المسار، بناء على نتائج القمة الروسية التركية في اسطنبول، مضيفا: "لكن علينا أن نأخذ موقف شركائنا الإيرانيين أيضا، وبالطبع لا نستطيع المضي قدما متجاهلين موقف دمشق، بالتالي فأمامنا عمل معقد ومتعدد الاتجاهات لكنه مستمر ويتطلب ذلك بالطبع إجراء مشاورات مستمرة".

وكان الرئيسان بوتين وأردوغان قد اعلنا في 17 سبتمبر الماضي عقب لقائهما في سوتشي، التوصل لاتفاق حول إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين أراضي سيطرة الحكومة السورية والمعارضة المسلحة في إدلب ويقضي بانفصال التشكيلات "المعتدلة" عن "الإرهابيين"، الأمر الذي لم يتم بعد، حسب ما أكدته مرارا السلطات الروسية.

اردوغان يقترح عقد قمة ثانية حول إدلب

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كان متجاوبا مع ما طرحه نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، ودعاه خلال لقائهما في بوينس آيرس، الى عقد قمة جديدة لمناقشة قضية محافظة إدلب السورية.

وقال أردوغان، في مستهل المباحثات مع بوتين "أود الإشارة إلى القمة حول إدلب المنعقدة مؤخرا في اسطنبول والتي شاركت فيها 4 دول معنية، أي روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا".

وتابع أردوغان: "ناقشنا خلالها الخطوات التي يجب اتخاذها في هذا الاتجاه. وأعتقد أنه من المجدي إجراء قمة جديدة حول هذا الموضوع".

وأضاف الرئيس التركي: "أعتقد أن هناك العديد من الخطوات المختلفة التي يجب أن نتخذها، وفي هذا الإطار أجد أنه من المناسب جدًا إجراء محادثة حتى وإن كانت قصيرة حول إدلب".

وانعقدت في اسطنبول يوم 27 أكتوبر قمة رباعية حول الأزمة السورية بين الرؤساء الروسي، فلاديمير بوتين، والتركي، رجب طيب أردوغان، والفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل.

وأكد الزعماء في بيان الاجتماع الختامي على دعمهم لسيادة سوريا ووحدتها واستعدادهم للإسهام في إرساء السلام والاستقرار في البلاد مع ضرورة الحل السلمي للأزمة المستمرة منذ العام 2011.

كما أيد المشاركون الاتفاق الروسي التركي حول محافظة إدلب ودعوا إلى تشكيل اللجنة الدستورية السورية، التي تم الاتفاق على إنشائها خلال مؤتمر الحوار الوطني السوري بسوتشي الروسية في 2017، قبل نهاية العام الجاري لتبدأ عملها اعتبارا من السنة المقبلة.

الجيش يحبط محاولات تسلل مجموعات إرهابية

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه منطقة ادلب الحساسة تصعيدا من جانب الجماعات المسلحة التي تخترق باستمرار اتفاق الهدنة وتقوم بشن هجماتها المسلحة على القوات السورية وصواريخها على المناطق الآهلة بالسكان.

فقد نفذت وحدات من الجيش العربي السوري عمليات دقيقة على محاور تحرك وتسلل التنظيمات الإرهابية التكفيرية في اللطامنة والزكاة في ريف حماة الشمالي.

وذكرت سانا أن وحدات الجيش المرابطة في الريف الشمالي نفذت رمايات مكثفة بالمدفعية مساء امس على المجموعات الإرهابية هناك وأوقعت بين صفوفها خسائر مؤكدة.

وكشفت الوكالة عن رصد وحدة من الجيش تحركات لمجموعات إرهابية على الأطراف الجنوبية لمدينة اللطامنة حاولت التسلل باتجاه النقاط العسكرية المتمركزة في محيط قرية الزلاقيات وتعاملت معها برمايات مركزة محققة إصابات مباشرة في صفوف الإرهابيين.

وإلى الشمال من مدينة محردة أشارت إلى أن إحدى وحدات الجيش المتمركزة في محيط قرية الحماميات تصدت لمجموعات إرهابية تسللت من محيط بلدتي الجيسات وتل الصخر باتجاه النقاط العسكرية وأمطرتها بالقذائف ما أسفر عن إيقاع قتلى ومصابين في صفوف الإرهابيين.

وبينت سانا أن وحدات من الجيش ردت على مصادر إطلاق مجموعات إرهابية لقذائف سقطت جميعها في محيط مدينة صوران وتل بزام بريف حماة الشمالي ودمرت معظمها وأوقعت خسائر بين الإرهابيين أغلبهم مرتزقة أجانب تسللوا عبر الأراضي التركية.

في هذا الوقت نشر موقع وكالة "سبوتنيك" الروسية ان صفحات سورية على مواقع التواصل نشرت فيديو يظهر تعزيزات للجيش السوري قالوا إنها تتجه نحو إدلب والشمال والسوري.

وبعد هذه التطورات تتجه انظار المراقبين الى اجراءات التنسيق الجديدة بين الموقفين الروسي والتركي لتثبيت الوضع في ادلب لانه في حالة فشل هذا الخيار فربما ستتجه المنطقة نحو مسار الحسم العسكري.