نتنياهو ملك "اسرائيل" المتوّج من العربان

بالعربي: لا أحد في كيان الإحتلال من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ليس متيقناً بأن نتنياهو فاسد من الرأس ألى القدم وبأنه يستغلّ منصبه لمصالحه الشخصية لكن الوقت والتغيرات الإقليمية والدولية تخدم الرجل لكي يظلّ في منصبه في رئاسة حكومة الاحتلال لسنوات مقبلة على الرغم من الفساد الذي يحيط به إحاطة السوار بالمعصم.

نتنياهو يفاجئ الجميع دوماً بأنه قادر على خلق مناخ سياسي جديد، مستفيداً من الرجل الذي يجلس في البيت الأبيض والذي يشكّل له ظلاً ظليلاً أمام معارضيه في الكيان "الإسرائيلي".

في إحدى جلسات حكومة الاحتلال وعندما أعلن ترامب عن نيته نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، حذّر مسؤولو الأمن "الإسرائيلي" من خطورة القرار على الوضع الأمني في الضفة الغربية وفي قطاع غزة وأيضاً من ردود الفعل من الدول العربية لكن نتنياهو لم يُخفِ أمام مسؤولي الأمن ووزراء حكومته بأنه تحدث إلى بعض المسؤولين العرب في دول الخليج وبأنهم أعطوه ضمانات بأنهم لن يحرّكوا ساكناً تجاه خطوة ترامب والذي يُعتبر بالنسبة لهم حليفاً قوياً لن يخسروه لأجل قرار مثل نقل السفارة للقدس، تبيّن فيما بعد أن حديث نتنياهو كان مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومع ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد.

نتنياهو أبلغ قادة الأمن يومها بأن عليهم أن يعملوا على عدم إنفجار الوضع في الضفة الغربية رغم أنه طمأنهم بأن الحلفاء الجدد في أبوظبي والرياض وعدوه بأن يضغطوا على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من أجل عدم الإنحدار نحو مواجهة شاملة في الضفة.

وهذا ما تبين فيما بعد عندما كُشف أن بن سلمان بالفعل ضغط على أبي مازن لكي يقبل بالإجراءات الأمريكية بوصفها أمراً واقعاً .اليوم بعد زيارة بنيامين نتنياهو إلى مسقط والوفود التطبيعية في الدوحة وأبوظبي، بات نتنياهو يجاهر أنه صنع لكيان الاحتلال ما لم يصنعه الملوك السابقون في تل أبيب فهو يتباهى بأنه فتح أبواب الدول العربية لـ"الإسرائيليين" دون أن يقدّم للفلسطينيين مقدار نقير وبدلاً من أن يكون الكيان في مربع المقاطعة بالنسبة لهؤلاء، أصبح الفلسطينييون هم المقاطَعون من قبل مشايخ الخليج  .

إضافة إلى أنه إستطاع أيضاً أن يصنع تحالفاً عربياً "إسرائيلياً" أمريكياً ضد العدو الأول له ولكيانه أي الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

نتنياهو صاحب السلام الإقتصادي يبشّر "الإسرائيليين" بأن أسواق الدول العربية في الخليج ستُفتح قريباً للبضائع "الإسرائيلية" وستكون هذه الإمارات والممالك مستهلكاً مهماً مما سيدفع بعجلة الإقتصاد "الإسرائيلي" على حساب العرب وكل ذلك لن يكلّف الكيان "الإسرائيلي" أي إستحقاق تجاه الفلسطينيين.

إذاً ليس مستغرباً أن يتصل بنيامين نتنياهو بصديقه وحليفه ترامب من أجل التوسط للحليف الجديد القديم بن سلمان بوصفه سيفتح الأبواب لنتنياهو وينجيه من مواجهة مبكرة مع معارضيه. إذاً أصحاب القرار السياسي في أبو ظبي والرياض ومسقط والمنامة وحتى في الدوحة منحوا بنيامين نتنياهو تاجاً لم يحلم يوماً أنه سيضعه فوق رأسه وتحولوا من أعداء إلى حلفاء يدافع عنهم ويدافعون عنه.