غضب "اسرائيلي" على كوربن.. والسبب؟

بالعربي: ناصر الشعب الفلسطيني ورفض الحضور في عشاء بمناسبة مرور مئة عام على وعد بلفور وخالف الحرب على سوريا واعتذر من الشعب العراقي بسبب تدخل بلاده بالحرب عليه بقيادة توني بلير، ذلك جيريمي كوربن...

جيريمي برنار كوربين من مواليد 1949، وهو سياسي بريطاني ورئيس حزب العمال البريطاني المعارض منذ عام 2015 وعضو بالبرلمان البريطاني عن دائرة إسلنغتون الشمالية منذ عام 1983.

تعهد جرمي كوربن بالاعتذار عن مشاركة بلاده في حرب العراق بقيادة رئيس الوزراء السابق توني بلير، وهو يؤيد مشاركة حماس وحزب الله في عملية السلام في الشرق الأوسط، ويُعرف عنه عداؤه المعلن لسياسة "إسرائيل" والغرب تجاه فلسطين والدول العربية.

في 12 سبتمبر 2015، أُعلن فوزه برئاسة حزب العمال البريطاني بنسبة 59.5% في انتخابات تفوق فيها بفارق كبير على  منافسيه. وبفوزه برئاسة الحزب، يصبح جرمي كوربن رئيسًا لحكومة الظل في مجلس العموم. وفي يوم إعلان فوزه برئاسة الحزب، شارك في مظاهرة حاشدة لدعم اللاجئين دعت لها منظمات منذ فترة.

وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية، أن زعيم حزب العمال المعارض في البلاد جيرمي كوربن رفض المشاركة في حفل مئوية "وعد بفلور" في لندن، الأمر الذي أثار غضب "الإسرائيليين".

وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قد دعت نظيرها "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو لزيارة لندن، لحضور حفل عشاء رسمي، للاحتفال بـ"فخر" بالوعد البريطاني، ودعت أيضا كوربن بوصفه زعيم أكبر أحزاب المعارضة في البلاد.

ويعرف عن كوربن أنه مناصر قوي للقضية الفلسطينية ودعا مرارا إلى إنهاء الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني كما أيد حل الدولتين، وتجنب حضور حفل استقبال أصدقاء "إسرائيل" أثناء المؤتمر السنوي لحزب العمال.

استغلت سلطات الاحتلال المواقف الصادرة عن حزب العمال البريطاني في دعمه لحقوق الفلسطينيين وانتقاد سياسات الاحتلال، لمهاجمته بتهمة معاداة السامية، بزعيم الحزب جيريمي كوربن إلى إصدار بيان يقر فيه بوجود "جيوب من معادة السامية" في صفوف الحزب، مبدياً أسفه وممتنعاً عن الاعتذار عن تفشي هذه الظاهرة بين مؤيديه.

ودفع ردّ فعل كوربن الخجول، قيادات المجتمع اليهودي البريطاني إلى الاحتجاج، أمام مقر البرلمان في ويستمنستر، في وقت كان فيه برلمانيون عن حزب العمال يطالبون كوربن، الموجود داخل البرلمان، بحضور اجتماع ليشرح موقفه.

توسعت الصحافة العبرية بصورة ملحوظة في الحديث عن زعيم المعارضة البريطانية جيرمي كوربين؛ بسبب مواقفه المعادية للاحتلال.

فقد نقل أتيلا شومفلبيه، مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت، عن وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون، أنه "طالب كوربن بوضع حد لتمدد ظاهرة معاداة السامية؛ لأن ذلك من شأنه زيادة الفجوات في أوساط حزب العمال الذي يقوده، ويجب عليه إبداء مزيد من النضوج، ووضع حد للخلافات الداخلية؛ لأن كوربين لا يفعل شيئا لإنهاء فايروس معاداة السامية" حسب تعبیره.

وأضاف في تقرير أن "الضجة بدأت حين رفض كوربين اعتماد التقييم العالمي لمعاداة السامية، ما استجلب عليه ردود فعل غاضبة من أعضاء البرلمان من حزبه، حتى أن عضو الحزب، القديمة اليهودية مارغريت هودج، وصفته بالمعادي للسامية، وهناك مخاوف من سيطرتها على الحزب المعارض".

تسفيكا كلاين، الكاتبة في صحيفة مكور ريشون، قالت إن "الجالية اليهودية في بريطانيا تتوحد في هذه الآونة ضد كوربن، ما يعني أنها تمر بمرحلة غير سهلة عليها، لأن السنوات الثلاث الأخيرة كشفت وجود جذور قديمة لمعاداة السامية لدى العديد من أعضاء الحزب، وعلى رأسهم كوربن نفسه".

وكشفت النقاب عن أن "حكومة الاحتلال تجري مباحثات سرية حول إعلان مقاطعة حزب العمال، كما حصل مع حزب الحرية النمساوي اليميني المتطرف، لكن وزارة الخارجية "الإسرائيلية" أبقت القرار بيد الجالية اليهودية في بريطانيا، دون التدخل في الموضوع، خشية الإضرار بهم، بناء على طلبهم".