حزب الله جديد يولد بسوريا وبوتين بحاجة للإيرانيين.. ولكن هذا خطه الأحمر!

بالعربي: مع تعزيز الرئيس السوري بشار الأسد سيطرته على الأراضي التي استعادها من المعارضة بمساعدة إيران وروسيا، تساءلت إذاعة "صوت أميركا" الأميركية عما إذا كانت موسكو قادرة على تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا، مشيرةً إلى أنّ إمكانية اتجاه كل من الأسد وبوتين إلى التحرك من من أجل ضبط النفوذ الإيراني المتعاظم في سوريا واردة.

وفي التقرير، شدّد المحلل في معهد الشرق الأوسط، جيفري أرونسون على أنّ المساهمة الإيرانية في هزيمة الحملة ضد الأسد كانت أساسية، مستدركاً بأنّ وضع الإيرانيين، الذين حققوا هذا الهدف عامةً، اختلف، إذ بات وجودهم في بعض الجوانب يعقّد اعتبارات كل من الروس ودمشق، والإسرائيليين والأميركيين على حدّ تلميحه.

وفي هذا السياق، تطرّقت الإذاعة إلى المخاوف الإسرائيلية من الوجود الإيراني في سوريا، مذكرةً بلقاء رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ببوتين في موسكو، وباجتماع مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي ببوتين أيضاً، الذي يتردد أنّه كان يحمل رسالة من آية الله علي خامنئي نفسه.

وفي ما يتعلّق بقمة هلسنكي التي جمعت بوتين بترامب، لفتت الإذاعة إلى أنّ الزعيميْن ناقشا مسائل دولية بما فيها أنشطة إيران في المنطقة، مشيرةً إلى أنّ خبراء أعربوا عن تفاؤلهم بقدرة روسيا على مساعدة الولايات المتحدة على ضبط إيران في سوريا، إذ سبق لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن صرّح بنيته التصفيق للروس إذا ما استطاعوا إخراج الإيرانيين من سوريا.

أمّا على مستوى بقاء الأسد في الحكم، فنقلت الإذاعة عن الباحثة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، اللبنانية حنين غدار تأكيدها أنّ إدارة الولايات المتحدة حوّلت انتباهها في سوريا من ضرورة مغادرة الأسد إلى ضرورة مغادرة إيران.

إلى ذلك، رأت غدار أنّ الروس ما زالوا بحاجة إلى الإيرانيين في سوريا لأن الروس لا يسيطرون على الأرض في حين أنّ الإيرانيين يسيطرون عليها، معتبراً أنّ ذلك يمثّل عامل قوة يستخدمه الإيرانيون.

وعلى الرغم من احتمال تتضارب المصالح الروسية والإيرانية في سوريا في بعض النواحي، تظل مصالحهما مختلفة، وفقاً لغدار، التي شرحت بأنّ روسيا تستثمر في مؤسسات الدولة والرئاسة السورية في حين أنّ الإيرانيين ينفذون استراتيجيتهم القاضية بإنشاء مؤسسات موازية بما يشبه حزب الله في لبنان، محذرةً من أنّهم (الإيرانيون) لا يفهمون أنّ روسيا تعتبر تسلل مؤسساتهم الموازية إلى مؤسسات الدولة خطاً أحمر.

ختاماً، كشفت الصحيفة أنّ بعض البلدان في المنطقة توصلت إلى استنتاج بأنّ احتمال بقاء الأسد في الحكم مرجح جداً مع استعادته السيطرة على أغلبية أراضي المعارضة.