تاريخ من الغزو العنيف.. التسلسل الزمني للإبادات الجماعية الصهيونية ضد الفلسطينيين

بالعربي: “ارتكبت الصهيونية جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين منذ 100 عام وحتى يومنا هذا، ابتداء من ثيودور هرتزل حتى بنيامين نتنياهو”، هذا ما ذكره المؤلف البارز، أستاذ العلوم السياسية في جامعة لاتروب الأسترالية، غيديون بوليا.

وقد نشر “بوليا” مقالته في موقع معهد أبحاث “غلوبال سيرتش” الكندي، ركز فيها على التسلسل الزمني لحالات القتل الجماعي ضد الفلسطينيين، مثل المجازر والمذابح، دون ذكر عمليات القتل الفردية. وفيما يلي ترجمة لأهم ما ورد في مقالته:

عاش في فلسطين عام 1880 حوالي 500,000 فلسطيني عربي، و25,000 يهودي (غالبيتهم من المهاجرين). وبعيدًا عن الوجود الديني اليهودي في أرض فلسطين، كانت الحركة الصهيونية هي المتسبب الرئيس في الإبادات الجماعية ضد الفلسطينيين، التي حصلت خلال السنوات اللاحقة، على أيدي العصابات الصهيونية في بادئ الأمر، ثم على أيدي قوات الاحتلال فيما بعد.

أعلنت اليهودية الأرثوذوكسية الحقيقية عام 1881 موقفها المعارض لفكرة الصهيونية، التي استند إليها فيما بعد تأسيس الحركة الصهيونية العالمية عام 1897. وقد جاء الاعتراض استنادًا إلى الموقف اليهودي الأرثوذكسي التقليدي الذي دام لألفي عام، الذي يعارض “عودة اليهود إلى القدس قبل وصول المسيح”.

مع ذلك، نشطت الفِكرة الصهيونية العنصرية بشكل كبير مع ظهور الهنغاري اليهودي المتطرف، ثيودور هيرتزل، صاحب كتاب “دولة اليهود”. قال هيرتزل عام 1895: “علينا أن نشتت الشعب الفلسطيني عبر الحدود من خلال دفعهم نحو العمالة في الخارج، بينما نحرمه من العمل في بلدنا”. وفي عام 1896، تساءل هيرتزل في كتابه: “هل نختار فلسطين أم الأرجنتين؟”. وبالطبع، وقع الاختيار على فلسطين في وقت لاحق، بقرار من الحركة الصهيونية والحكومة البريطانية.

بدأت أولى الإبادات الجماعة ضد الفلسطينيين بشكل متزامن مع تغلغل الأجندة الصهيونية في عقول القادة البريطانيين، وبالتحديد عام 1916، عندما تورط الجنود البريطانيون والأستراليون والنيوزلنديون في غزو فلسطين وسوريا، وتسببوا بمجاعة راح ضحيتها 100,000 فلسطيني. وبعد يومين من انتصار فيلق الجيش الأسترالي والنيوزلندي في بئر السبع في 31 أكتوبر/تشرين الأول 1917، أصدرت بريطانيا وعد بلفور المشؤوم، بتاريخ 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917، لإنشاء وطن يهودي للصهاينة في أرض فلسطين. وقد كان جنود الجيش الأستراليين والنيوزلنديين مسؤولين عن مذبحة سورافيند في 10 ديسمبر/كانون الأول 1918، التي قتل فيها 100 فلاح فلسطيني انتقامًا لمقتل جندي نيوزلندي آنذاك.

وخلال الأعوام 1918-1939، بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، سمحت بريطانيا بهجرة يهودية كبيرة إلى فلسطين، مما تسبب بنزوح فلسطيني هائل ومميت جراء إجبارهم على التخلي عن أراضيهم الزراعية. وقد برزت آنذاك معارضة فلسطينية، جرى مهاجمتها بالسلاح من قبل الصهاينة وبشكل منتظم. وقد انخرطت منظمة “إرغون” الصهيونية العسكرية في التطهير العرقي ضد الفلسطينيين ما بين الأعوام 1939 و1945، إذ ارتكبت أبشع المجازر آنذاك.

ارتكبت الصهيونية مذبحة بلدة الشيخ بتاريخ 31 ديسمبر/كانون الأول عام 1947. وفي عام 1948، نفذ جيش الاحتلال مجازر مروعة عدة، مثل مجزرة دير ياسين في الرابع من نيسان/إبريل، ومذبحة قرية أبو شوشة، في الرابع عشر من أيار/مايو، ومذبحة الطنطورة في 22 آب/أغسطس. هكذا مجازر أجبرت 800,000 فلسطيني على الفرار من مدنهم وبلداتهم وقراهم، وهو ما يُعرف اليوم باسم نكبة 1948. وفي الأعوام اللاحقة، ارتكبت "إسرائيل" مجازر أخرى، مثل مذبحة قبية عام 1953، ومذابح قلقيلية وكفر قاسم وخان يونس عام 1956. وفي عام 1967، اجتاحت إسرائيل كل فلسطين، وارتكبت عمليات قتل جماعي، وأجبرت أكثر من 400,000 فلسطيني على مغادرة منازلهم ومدنهم وقراهم، وهو ما يعرف اليوم باسم نكسة 1967.

مارست "إسرائيل" كذلك جرائهما ضد الفلسطينيين ما بين الأعوام 1982 و2000. ومن أبرزها، مذبحة مخيمي صبرا وشاتيلا بتاريخ 13 أيلول/سبتمبر 1982، التي قتل فيها أكثر من 3000 فلسطيني غير مسلح، بعد أن اجتاحت "إسرائيل" الأراضي اللبنانية.

اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 1987 ردًا على إجراءات الاحتلال، فردت "إسرائيل" بأعمال قتل جماعية مروعة، تركزت على المدنيين بفئاتهم العمرية كافة. وبعد ذلك، نفذت "إسرائيل" مذابح أخرى، أشهرها مذبحة الأقصى عام 1990، ومذبحة الحرم الإبراهيمي عام 1994. وفي عام 2000، اندلعت الانتفاضة الثانية ردًا على التطهير العرقي والسياسات الاستيطانية، فردت إسرائيل بمذابح وقعت في أكثر من مدينة فلسطينية، مثل مجزرة جنين عام 2002.

وفي الأعوام التي تلت 2005، بدأت "إسرائيل" بعمليات قتل جماعي ضد المدنيين في غزة، من خلال حروب منتظمة، شنتها بين الفينة والأخرى، وصل ضحيتها إلى آلاف الفلسطينيين. خلال الأعوام 2008-2009، شنت إسرائيل ما أسمته “عملية الرصاص المصبوب”، قتلت فيها 1400 فلسطيني، فضلًا عن جرح 5300 مواطن. وفي عام 2012، شنت "إسرائيل" حربًا أخرى على غزة، راح ضحيتها 220 فلسطينيًا، نصفهم من المدنيين، وجُرح 1000 آخرون. وفي عام 2014، "أطلقت إسرائيل" عملية “الجرف الصامد”، قتل فيها 2300 فلسطيني، بينهم 1500 مدني، وجرح فيها 10600 مواطن. ومن الجدير ذكره أن "الإسرائيليين" قتلوا 9505 فلسطينيين في الفترة الواقعة ما بين 2000 و2017، مقابل 1347 قتيل"إسرائيلي".

المدر: كيو بوست