اللقاء الرباعي في مكة.. ماذا وراء "الأريحية السعودية"!

بالعربي: “نجاحنا لا يعتمد على ذكائنا بقدر ما يعتمد على على جهل وغباء الطرف الآخر” ـ الصهيوني “دافيد بن غوريون”

كتب لؤي توفيق حسن لموقع العهد : “أمشي بموضوع القدس بنخفف عليك” !!! ، هذا ما أفصح عنه الملك عبدالله الثاني على الملأ، في إماءة إلى السعودية الضالعة فيما تُسمى بـ “صفقة العصر”، ومنها تنازل الأردن عن حق الوصاية على الأماكن المقدسة لصالح الكيان الصهيوني!!، مع أن أعباء الصفقة على الأردن اوسع وأثقل من هذا؛ وبذا بات اللعب على المكشوف.

هذا من غير أن نتنكر لوجود أزمة اقتصادية في الأردن وهي ليست طارئة على كل حال، وكلنا يعرف أن سوء الإدارة والفساد قد اجتمعا، ما فاقم من الأزمة في بلد محدود الموارد بأساسه، عاش على المساعدات منذ اليوم الأول لنشأته. ربما الجديد هذه المرة ان الأزمة انتقلت إلى الشارع، وأخذت منحى سياسي، وقد استمرت الاعتصامات بالرغم من إقالة الحكومة وفي ظاهرة غير مسبوقة وغير بريئة، إذ لا مكان للصدف في عالم السياسة، فكيف وقد تعلمنا من “الربيع العربي”! ان قوى الأمبريالية قادرة على السيطرة على الرأي العام بتقنيات الميديا وزرع العملاء وإلى كل ما يمكنها من ركوب موجة السخط الشعبي وتحويله إلى أداة مدمرة تتحكم به !!. والدليل أن تحرك الشارع لم يلبث أن توقف مع أعلان الملك سلمان عن اللقاء الرباعي. والحديث عن قارب نجاة للأقتصاد الأردني المترنح!. ولكن من اين جاءت هذه الأريحية السعودية ولماذا ؟!!. مع ان الأزمة بين عمان والرياض مزمنه وتعود لأكثر من سنة بالرغم من انها بقيت صامتة وهي على خلفية سير السعودية في “صفقة العصر” بما فيها ضم القدس إلى دولة الكيان؛ إنها من تجليات انقلاب السياسة السعودية نحو (الأسرلة) بالكامل !!!

الفراغ

لقد فسر البعض هذه الأريحية السعودية المستجدة بالخشية من دخول تركيا على الخط. لكن هذا بعض الحقيقة ولكن في الشكل،لا يتجاوز تاثيرها ابعد من السطح، وتقع في إطار تنافس اصحاب الخط الواحد! ؛ أما في العمق فإن تركيا ليست ضد “صفقة العصر” ، او بحد اد نى لا تعني لها وهي الدولة الأطلسية التي تربطها بالكيان الصهيوني مصالح مشتركة في العمق وحيث التنسيق في مجالات حيوية كالأمن والدفاع والتسليح!، هذا فضلاً عن التجارب التي دلتنا على أن اهتمامات تركيا الفلسطينية ـ إن جاز التعبيرـ ليست جذرية حيث تقع في خانة المواقف الأستعراضية لتجمل بها صورتها التي تسعى لتسويقها في العالم العربي على خلفية عثمانية لكنها اصبحت باهتة كحال المنقرضات التاريخية !. لكن خشية السعودية ومن خلفها امريكا نابع من حسابات اعقد، وهو ان تقوم ايران بالاشتراك مع سوريا من الأستفادة من فراغ امني في الأردن عبر منظمات فلسطينية صديقه لهما، الأمر الذي يتيح لهما توسيع مساحة التماس مع فلسطين المحتلة، وبالأخص الضفة الغربية، هنا لا بد من تسليط الضؤ على الميزة الجيو استراتيجية للأردن الذي يعتبر هو مقتل “اسرائيل” ، حيث يطل على فلسطين المحتلة بواجهة طولها 360 كم. ولكنها قليلة العمق، بالنظر لقلة عرض فلسطين باتجاه شرق ـ غرب مما لا يمنح جيش الاحتلال امكانية المناورة فضلاً عن انكشاف خطوط مواصلاته حيث المسافة بين الحدود الغربية لفلسطين وساحلها على المتوسط تبغ في المتوسط 60 كم. ولعل هذا يضع اليد على إحدى الحقائق وهي ان الاردن ضرورة استراتيجية لأمن الكيان الغاصب.

المسلسل الأردني

بدت مقررات لقاء مكة الرباعي حبل نجاة للملك ، لكنها ليست اكثر من ابرة مسكنه، محدودة التأثير.و عليه سيبقى الأردن على صدع الزلازل، حيث فكرة “البديل الأردني” هي المسيطرة في امريكا و”اسرائيل” ، بما يجعل هذا البلد (مقبرةً) للقضية الفلسطينية تستهلكها في حروب داخلية فلسطينية ـ اردنية، بحسب نظرية “الفوضى الخلاقة”، على غرار ما حدث في لبنان ولكن بنطاق أوسع وأعمق، وهو أمر متاح في ظل تردي عربي غير مسبوق تصاحبة وقاحة امريكية غير مسبوقة في حمل العصا وسوق المعنين من العرب إلى حضن الصهاينة كالغنم دون الأخذ بعين الأغتبار تداعيات ذلك على بلدانهم، فضلاً عن اهتزاز صورتهم، ومراعاة ماء وجوهههم المراقة!!!.. هنا يمكننا ان نفهم بيت القصيد من الحاح امريكا وربيبتها ”اسرائيل” على انسحاب ايران من جنوب سوريا!.

المسلسل الأردني غير المنتهي يعطي دروسا قاسية لمن يعتقد أن حبل النجاة يكمن في النوم على مخدة امريكية!. ولهذا حديث آخر قريب .