الإنزال الأمريكي في الطبقة موجه ضد الجيش السوري.. وبمعرفة روسيا!

بالعربي- حسين طليس : أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تنفيذ عملية إنزال جوي في ريف الرقة، بعد سلسلة تقارير إعلامية وتسريبات تناقلت هذا الخبر عن مصادر سورية محلية.

وبحسب المتحدث باسم البنتاغون أدريان رانكين غالاواي فقد استعمل في الإنزال  طائرات أمريكية حملت عناصر من التحالف قوات سوريا الديمقراطية  في إطار هجوم واسع النطاق للسيطرة على سد الطبقة. دون الإشارة إلى عدد المقاتلين الذين تم انزالهم.

غالاواي أضاف أن مستشارين أمريكيين موجودون بالقرب من قوات سوريا الديمقراطية، على الرغم من أنهم لا يعملون على جبهات القتال، مشيراً إلى أن قوات المارينز، التي نشرتها واشنطن في سوريا في وقت سابق، بدأت بتقديم الدعم المدفعي للعملية ضد "داعش"، موضحاً أن الهدف من الإنزال هو قطع طريق امداد داعش بين الرقة وريف حلب، وبسط السيطرة على سد الطبقة في إطار استكمال عزل الرقة استعداداً لتحريرها نهائياً من قبضة التنظيم.

وفي حين لم تكشف الولايات المتحدة مزيداً من التفاصيل عبر متحدثيها، فإن مصادراً محلية كشفت عن معلومات تفيد أن الإنزال حصل ليلة الثلاثاء 21 آذار، نفذته 5 مروحيات أمريكية بتغطية جوية، وقد تم إنزال العشرات من عناصر "المارينز" وعناصر قوات سوريا الديمقراطية، في قريتي أبو هريرة والبوعاصي غرب مدينة الطبقة بالقرب من الكرين على نهر الفرات.

هذا التطور العسكري، والذي يعتبر الثاني من نوعه من ناحية الولايات المتحدة، بعد انزال جوي سابق في دير الزور، أثار العديد من التساؤلات تمحورت حول مكان العملية وتوقيتها، بالإضافة إلى الإلتباس المحيط بأهدافٍ لا يبدو أن الولايات المتحدة قد أعلنت عنها كاملة، نسبة للواقع الميداني الذي يخفي تفاصيل قد تناقض الرواية الأمريكية.

ففي حديث مع موقع "الجديد"، شرح الخبير العسكري المختص بالميدان السوري، عمر معربوني، الحيثية الميدانية والجغرافية  لموقع الإنزال، قرية أبو هريرة، والتي تقع في شبه جزيرة على ضفاف بحيرة الأسد إلى الجهة الشمالية من سد الطبقة، مؤكداً بُعدها عن الطريق نفسه الواصل بين ريف حلب والرقة، مقابل قربها من منطقة "مسكنة" (35 كلم) التي تعتبر الهدف التالي لتقدم الجيش السوري المستمر من ناحية ريف حلب، بعد سيطرته على مساحات واسعة من ريف حلب ووصوله إلى دير حافر.

يشكك معربوني في صحة ما اعلنته الولايات المتحدة من نوايا، مؤكدا أن إمدادات داعش في الرقة مصدرها الحدود الشرقية مع العراق وليس ريف حلب، وبالتالي فإن خطوة الإنزال لن تخدم معركة الولايات المتحدة وحلفها مع داعش، بل إن الإنتشار العسكري الاميركي يأتي ضمن خطة تهدف لإعاقة تقدم الجيش السوري وقطع طريقه نحو الطبقة وتالياً الرقة، لمنع من تحقيق هكذا إنجاز.

كلام معربوني، توافق مع بيان صادر عن حملة "غضب الفرات" أكدت فيه تنفيذ "إنزال جوي خاطف من قبل قوات غضب الفرات والتحالف الدولي، لانتزاع مدينة الطبقة الاستراتيجية من قبضة تنظيم داعش الإرهابي" ليحمل البيان إعترافاً بأن الهدف الآخر للإنزال هو "قطع الطريق على قوات النظام السوري التي تتقدم باتجاهها (الطبقة)."

لكن الإنزال وبحسب معظم التقارير الإعلامية والمصادر المحلية، قد حمل عشرات العناصر المقاتلة، التي قد لا تتجاوز ال150 عنصراً، فهل من الممكن لهذا العدد أن يقف عائقاً بوجه تقدم الجيش السوري؟ يرى معربوني أن هذا التواجد ليس حربياً بقدر ما هو رمزي، وبالتالي بإن العقبة هي عقبة رمزية لرسم خطوط إشتباك محددة غير معلومة الوجهة النهائية، تخضع للحسابات الدولية الجارية، وهذا ما يفسر إعلان الولايات المتحدة عن قطع طريق حلب – الرقة رغم أن الإنزال فعلياً لم يقطع الطريق نفسه، لكن الإعلان عنه حمل رسالة موجهة.

يتابع  معربوني، أن هذا الإنزال لا يفي بالغرض كاملاً، حيث ان امام الجيش السوري أكثر من طريق إلى هدفه وتالياً نحو الرقة حيث بإمكانه مثلاً أن يفعّل نشاطه على جبهة خناصر بإتجاه مسكنة، إضافة إلى جبهة تدمر التي تصل إلى منطقة السخنة وتالياً إلى دير الزور ثم الطبقة والرقة.

وحول ردة الفعل السورية على التطورات هذه، يفضل معربوني انتظار الرد السوري الرسمي قبل التكهن او التحليل. ويرى "أن الجبهة الشمالية والشمالية الشرقية خاضعة لسلطة المصالح الدولية والإقليمية على تلك الجبهة المقعدة في تقسيمها الجغرافي ونفوذ الأطراف فيها وولائها الدولي والإقليمي، لكن المعلوم أن هكذا إنزال لا يمكن أن يتم دون تفاهمات أمريكية روسية وهذا أمر مؤكد وشبه محسوم."

المصدر:(الجديد)