"إدمان" وسائل التواصل.. الظاهرة سرقت البهجة من لقاءاتنا!

بالعربي: ادمان وسائل التقنية الحديثة مشكلة أصبحت تزعج العديد من الناس في هذا العصر خصوصاً بعد انتشارها وسهولة الحصول عليها وتوفرها بصورة واسعة وعلى الاخص اجهزة الاتصالات وما توفره لنا من خدمات كالهواتف الذكية، هذه الظاهرة تضاعفت وتسببت في وقوع العديد من الحوادث المميتة وبالامس القريب تناقلت صحف عربية خبر مؤسف عن قيام زوج بطعن زوجته 17 طعنة مميتة والسبب انها كانت مشغولة عنه ببرنامج التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) لساعات تطويله هكذا برر الزوج القاتل جريمته ؟!

مساحات أكبر

وشهدت العديد من المحاكم في المملكه ودول عربية وإسلامية مختلفة تلقيها الكثير من قضايا الطلاق بسبب تبعات الانشغال بالهواتف المحمولة او الجلوس لساعات طويلة امام شاشات الكمبيوتر ولو اردنا رصد كل ماهو موجود في ارشيف وسائل الاعلام عن هذه الظاهرة لظهرت لنا العديد من القصص والمآسي بسبب هذه التقنيات وقضية ادمان استخدامها بدءا بالتلفزيون ومشاهدة برامجه ومروراً بالإنترنت وما يشتمل عليه من عالم واسع وصولا للهواتف الذكية وما تتيحه لنا من تواجد داخل عالمها الفسيح والسهل حيث بات كل شيء تقريباً بين اناملنا التي تحرك شاشات هذه الاجهزة وبصورة عجيبة يكاد الواحد منهم أن ينسى او يتناسى ماحوله لفترات طويلة دون ان يحس بالآخرين.

الهاتف والقيادة

وكشفت دراسة نشرتها "الرياض" قبل فترة بأن ردة فعل المنهمك في الحديث الهاتفي أثناء قيادة السيارة تساوي أيضًا ردة فعل الواقع تحت تأثير الكحول بنسبة 80%، كما أن ظاهرة استخدام الهاتف أثناء القيادة أصبحت السبب الرئيسي في وقوع كثير من الحوادث المرورية القاتلة بنسبة بلغت 78% من الحوادث المرورية بالمملكة، وأظهرت التقارير بأن استخدام الهاتف أثناء القيادة يقتل أكثر من الأسلحة البيضاء والنارية واشد خطورة على الإنسان من الحيوانات المفترسة.

ظاهرة عامة

ويتساوى في هذه الظاهرة الانشغال بالتقنية وما فيها من اجهزة الجميع الاغنياء ومحدودي الدخل وحتى الفقراء بل انك تجد احدهم وهو يتسول في احد الشوارع وجواله الذكي بين يديه، من هنا نجد ان ادماننا على هذه الاجهزة بات ظاهرة عامة وكثيرا ما نجد الازواج وغير الازواج يمكثون كثيرا أمام هواتفهم الذكية ويتواصلون مع الآخرين أو عند رؤيتنا للأبناء وهم يسهرون عبر الانترنت للتواصل من خلاله مع اصحابهم ومعارفهم.

كل جديد

وعلى الرغم من أهمية التواصل عبر هذه الاجهزة في حياتنا وفوائدها التي تمكننا من التواصل والاطلاع ومعرفة كل جديد لدي الآخرين ومعرفة أخبار العالم إلا أن الاستخدام السيىء له يجعلنا نصاب بالأمراض سواء العضوية أو النفسية ولمعرفة كيف نواجه إدمان التقنية وعلى الاخص وسائل الاتصالات لنقرأ ماذا تقول الاخصائية الاجتماعية "فتحية المحمد" إن وسائل الاتصالات أصبحت الوسيلة المثلى التي نقضى فيها العديد من الساعات بغرض العمل أو الترفيه أو التواصل الاجتماعى أو غيرها من الأغراض وحينما يكون هذا الاستخدام معتدلا بما لا يؤثر على الحياة الاجتماعية للشخص ويفقده التواصل مع محيطه الاجتماعى فلا توجد مشكلة ولكن على الجانب الآخر هناك قطاع عريض من البشر حول العالم أصبح الانترنت بالنسبة إليه حالة إدمان خارجة عن نطاق السيطرة بدلاً من أن تكون جزءاً ضرورياً فقط فى حياتهم فإدمان الانترنت سلوك يدخل فى الحياة اليومية للشخص ويسبب الكثير من التوتر بين أفراد الأسرة والأصدقاء والمحبين وفى العمل فهو مشكلة نفسية وسلوكية تنتشر فى جميع أنحاء العالم بشكل قد لا نتصوره.

الهوايات المفيدة

اما الاخصائية النفسية هاجر السعد فتقول: من أسباب اتجاه البعض من الناس الى ادمانهم على وسائل الاتصالات هو عدم وجود ما يشغلهم بصورة مفيدة او لعدم ممارستهم لبعض الهوايات المفيدة وما اكثرها ولا ننسى الملل والفراغ وحتى البطالة فهناك من يعيش لنفسه فقط فلا يحب ان يعمل او حتى يشغل وقت فراغه فيما يفيد مجتمعه كالأعمال التطوعية او في الخدمات الاجتماعية.

وتضيف وحسب اطلاعي فإن هناك امراضاً عديدة سببها الادمان على الانترنت ووسائل الاتصالات الحديثة من اجهزة مختلفة ومن غير المعقول أن يستمر الانسان طول يومه مداعبا شاشة هاتفه الذكي كما انه من العيب أن نجد ان الاسرة عندما تجتمع مع الآباء والأمهات نجد اولادهم وزوجاتهم وحتى احفادهم مشغولون بأجهزتهم لذا انصح الجميع بأن يحد من انشغاله بهاتفه او جهازه وان يبحث عن هواية مفيدة تشغله او عملاً اضافياً يبعده عن هذا الادمان السيء.