بطاقة الجسور الزرقاء ممنوعون من السفر إلا اذا..

بالعربي- كتب: شوكت بركات

أثارت أزمة المسافرين الفلسطينيين عبر معبر الكرامة تساؤلات كثيرة، منها ما هو قديم كضريبة المغادرة المرتفعة، ساعات الدوام المتقطعة خلال العام، عدد الشبابيك المخصصة لخدمة المسافرين وبطاقة الجسور الزرقاء. وتبذل الجهود الآن من أجل حل معظم هذه الأمور، وما زيارة وزير النقل والمواصلات الفلسطيني إلى الأردن إلا إشارة على الجدية بالتعامل مع كرامة المسافر الفلسطيني حيث تم تناول تخفيف الإجراءات الخاصة بالسفر ليحفظ للمسافر اسم " الكرامة" على المعبر ولكن! لماذا تبرز هنا معاناة قلما يتم تناولها وهي معاناة حاملي كرت الجسور الزرقاء.

من هم أصحاب بطاقة الجسور الزرقاء؟

يعطى الكرت الأزرق للمارين من معبر الكرامة ويحملون عنوان قطاع غزة أو والديهم من قطاع غزة وإن كان العنوان في الهوية ومكان السكن الضفة الغربية أو العائدين مع دخول السلطة الوطنية الفلسطينية إلى غزة وأريحا عام1994، بالرغم من أنهم لا يمتون لغزة بصلة من ناحية العنوان أو السكن وعددهم في الضفة الغربية يتجاوز 100 ألف فلسطيني ممنوعين من السفر عبر جسر الكرامة إلا بوجود ورقة ملزمة للعبور وهي عدم ممانعة من الأردن، يتم تقديمها من دائرة الشؤون الفلسطينية في الأردن من أقارب درجة أولى وبكفالة 5000 دينار أردني نقدا من خلال رهن عقار أو قطعة أرض حتى لو كان السفر مجرد مرور من الأردن إلى أي دولة أخرى. علما أنها تستغرق 14 يوماً لصدورها ولا يتم إصدارها من السفارة الأردنية في رام الله.

ماذا إن كان المواطن ليس لديه أقارب درجة أولى قاطنين بالأردن؟ ماذا لو لم يجد من يكفله؟ لماذا هي موجودة بالأساس حتى للمسافرين عبر المطار؟ لماذا يتم تضييق السفر عليهم حتى بوجود فيزا من دولة أخرى وتذكرة سفر؟

أسئلة كثيرة والإجابة واحدة وهي: ممنوع من السفر! ولا يوجد من يطرح هذه القضية على الطاولة وهذا يجعل حامل الكرت الأزرق يرى من مطار "رامون" حل لمشكلته رغم إيمانه بأن الحاضن الأكبر للفلسطينيين هم أشقاؤنا الأردنيين. وفي تصريح لوزير النقل والمواصلات الفلسطيني على أن مطار "رامون" لا يعني الفلسطينيين حكومة وشعباً، وشدد على أن ما يعني الفلسطينيين هو عمقهم الأردني العربي. فهل يعتبر الوزير سالم حاملي الكرت الأزرق من الفلسطينيين بما أنهم يعانون بشكل جدي من تضييق السفر من عمقنا الأردني العربي؟ علما أنه وفي حال وجود عدم الممانعة لا بد من المرور على شباك رقم 10 لدى أشقائنا الأردنيين والكل يعرف معاناة هذا الرقم للمسافر على الجانب الأردني.

إن حل هذه المشكلة لا يتطلب حلولا ابتكارية، بل جهودا مبذولة لإنهاء هذه المعاناة حتى لا يشعر الفلسطيني بأن هذا الكرت هو ضحية وجوده الصامد على هذه الأرض ولذلك لا بد من التعامل بجدية مع هذا الملف لان جواز السفر الفلسطيني في هذه الحالة مجرد ورقة لا يمكن السفر ننظر اليها في ملف الأوراق الثبوتية في انتظار انفراجة ما.