في انقلاب للمسار.. الفقر يزحف عالميًا نحو المناطق الحضرية

بالعربي: يوشك الفقر المدقع على الازدياد للمرّة الأولى منذ 20 عامًا.. ويتوقّع البنك الدولي أن يزداد عدد الذين يعيشون في فقر مدقع حول العالم إلى ما بين 88 مليون شخص و115 مليوناً في عام 2020 و150 مليوناً في عام 2021.

وتشير معدلات تراجع الفقر، بحسب تقرير صادر عن البنك الدولي، مؤخرًا، بعنوان "الفقر والرخاء المشترك" أن المؤشرات كانت تتباطأ منذ عام 2015، ثم جاءت جائحة كورونا لتطلق تحوّلاً في المسار "سيعيدنا 10 سنوات إلى الوراء".

وأشار التقرير إلى أنّ الفقر كان ينخفض سنوياً بمعدل 1% بين عامَي 1990 و2015، إلا أنه رغم خروج 52 مليون شخص من دائرة الفقر بين عامَي 2015 و2017، كان معدل الانخفاض أقلّ من 0.5% في هذه الفترة، ثم ظهر فيروس كورونا بتداعياته على اقتصادات العالم ليغيّر المسار نحو زيادة كبيرة في أعداد الفقراء من ضمنهم زيادة كبيرة في الشريحة التي تعتاش على أقل من 1.9دولار يومياً.

وللوهلة الأولى، يترك التقرير انطباعاً بأن البنك الدولي كان رائداً في مكافحة الفقر حول العالم في اتجاه القضاء النهائي عليه، لكن التدقيق في المعطيات يشير إلى أن تراجع معدلات الفقر حول العالم ينطوي على سبب رئيس يتعلق بتراجع عدد الفقراء في الصين التي تمثّل الوزن الأكبر لجهة عدد السكان. بمعنى آخر، أي تغيّر كبير في عدد الفقراء في الصين، سينعكس تغيّراً إيجابياً على الأعداد الإجمالية حول العالم وفق تحليل للأرقام أوردته صحيفة الأخبار اللبنانية.

فيما يشير التقرير إلى أنّ تركّز الفقراء ارتفع في عدد من الدول مثل جنوب الصحراء الأفريقية بسبب عوامل مناخية كالفيضانات، وفي الشرق الأوسط حيث ازدادت النزاعات المسلّحة، ويستنتج بأنه "في الدول الفقيرة لا تتحسّن الأحوال بالدرجة نفسها في دول الدخل المتوسط والمرتفع، وهو ما يزيد الفوارق بين هذه المجتمعات".

وتضيف الصحيفة:"بمعنى آخر، يقرّ البنك بأن مساهمته في مكافحة الفقر ليست فاعلة في الدولة الفقيرة خلافاً لما هي عليه في دول أخرى".

وتتابع:"وهذا ما يستدلّ عليه من "مؤشر الرخاء المشترك" الذي يعدّه البنك ويعبّر عن تحسّن مستوى العيش وزيادة المشاركة في الموارد بين طبقات المجتمع".

وتشير إله أنه "في الدول ذات الدخل المتوسط الأعلى كان "الرخاء" 2.9%، وفي الدول ذات الدخل المرتفع كان 2.7%، أما في الدول ذات الدخل المتوسط الأدنى فكان 1.8%، وفي الدول ذات الدخل المنخفض كان 0.2%".

رغم ذلك، يعتقد البنك الدولي أن جائحة كورونا ستحدث تغييرًا في ديموغرافية الفقر لتطاول المناطق الحضرية بدلاً من تركّزها في المناطق الريفية.

وأضاف البنك الدولي في تقريره قائلًا:"بين عامَي 2015 و2018 زادت نسبة الريفيين الفقراء. من بين كل 5 أفراد يعيشون تحت خطّ الفقر هناك 4 منهم يعيشون في المناطق الريفية"، لكن الفقر سيزداد في المناطق الحضرية ذات التركّز السكاني (المكتظة لأنها عرضة أكثر للإغلاق وانتشار الوباء).

ويقدّر البنك أن ينكمش الناتج المحلي العالمي بين 5% و8% وأن يكون أثره الأكبر في البلدان ذات معدلات الفقر المرتفعة "العالم مقبل على فترة ستزداد فيها اللامساواة في الدخل إذا لم يتم التدخل عبر سياسات دعم الفقراء التي تأخذ في الاعتبار التغيّر في تركيبة الفقراء".