القنصل البريطاني السابق في القدس: نتنياهو يسعى عبر "الضم" لإفراغ مبدأ حل الدولتين من مضمونه

بالعربي: أكد القنصل البريطاني العام السابق في مدينة القدس المحتلة فينسنت فيين، أنه من الخطأ تسمية "صفقة القرن" بخطة ترمب، فهي ليست خطة، بل فرض للأمر الواقع، أعدت بالاتفاق بين جاريد كوشنير ونتنياهو.

وقال فيين في حديث عبر تلفزيون فلسطين: لست متفاجئا من موقف القيادة السياسية الفلسطينية الرافضة للتفاوض بناء على هذا الأساس، فهذه الخطة مخطط أحادي الجانب للضم، والاستيلاء على الأراضي".

وأضاف:" الأسوأ من ذلك أن هذا المخطط فيه محاولة للمساس بكرامة الفلسطينيين، بما يتضمن من إلغاء للحدود بين فلسطين والأردن".

وأكد فيين أنه خلال حديث ترمب عن بلدين لم يكن يستخدم لغة صادقة، فحل الدولتين يعني بالضرورة أن لكل من الطرفين حدودا، ومنافذ، وجوازات سفر، وقدرة على فرض السيطرة الأمنية، وكل هذا غير موجود في خطته.

ورأى أن ترمب تمكن من تحويل الموقف الحالي الذي هو سيئ بالفعل إلى موقف أسوأ، فعلى مر العقود تواصلت عمليات ضم أراضٍ عديدة من قبل السلطات الإسرائيلية تحت عباءة مشروع الاستيطان الذي تدعمه السياسة الإسرائيلية عبر الحكومات المتتالية".

وتابع:" ترمب زاد الأمر تعقيدا، عندما نفى أن المستوطنات غير شرعية، وهي في الأصل غير قانونية وفق معايير القانون الدولي، لكن الإدارة الأميركية تلاعبت بالقانون الدولي لما يتوافق مع رغباتها، أتمنى بحلول شهر نوفمبر المقبل أن يتمكن الشعب الأميركي من إيجاد رئيس آخر".

وأشار فيين إلى أنه لا يمكن الاستغناء عن أميركا لحل الصراع، فهي القوة الكبرى في العالم، ولديها علاقات خاصة مع إسرائيل، مؤكدا ضرورة أن لا تترك بريطانيا للولايات المتحدة الأميركية الحرية كاملة في التعامل مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وحول خطة الضم، التي أعلنت عنها الحكومة الاسرائيلية، قال: "من الواضح أن يسعى نتنياهو من خلال مخطط "الضم" إلى إفراغ حل الدولتين من أي معنى له، لذا من المهم للدول التي تدعي أنها مؤمنة بالحقوق المتساوية، وأنها مؤمنة بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم أن تترجم ذلك على الأرض".

وأضاف:" نحن على أعتاب وقت صعب، أعتقد أن القرار الصائب للحكومة البريطانية، وغيرها من الدول: كفرنسا، وايرلندا، وبلجيكا، والبرتغال، وإسبانيا، ولوكسمبورغ، الاجتماع سويا، والاعتراف بدولة فلسطين ، فهناك أكثر من 130 دولة اعترفت بدولة فلسطين وهو إنجاز حقيقي.

ولفت إلى أن نتنياهو كشف عما بداخله، وهو أنه لا يرغب في تحقيق سيادة لدولتين، بل يريد سيادة منقوصة للفلسطينيين قد يُطلق عليها حكم ذاتي، وقال:" أنا شخصياً لا أطلق عليها سيادة ولا أعتقد أن الفلسطينيين على استعداد لقبول الحكم الذاتي بديلاً عن السيادة الكاملة".

وتحدث عن مطالبة الكنائس في بريطانيا في الفترة الأخيرة ومن خلال كاردينال الكنيسة الكاثوليكية بإنجلترا وويلز وأسقف كانتربري الحكومتين الإسرائيلية والبريطانية بضرورة وقف فوري لعمليات ضم الأراضي.

وأشار الى أن 149 عضوا من البرلمان في المملكة المتحدة وجهوا خطابا لرئيس الوزراء بوريس جونسون طرحوا فيه للمرة الأولى فكرة العقوبات، وهذه سابقة لم تحدث قط أن يقوم عدد كبير من أعضاء البرلمان بطرح العقوبات وإسرائيل في سياق واحد.

وفيما يتعلق باعتراف حكومته بدولة فلسطين، بين أن أحزاب المعارضة الثلاثة ذكرت في وعودها الانتخابية عزمها الاعتراف بدولة فلسطين على أساس حدود عام 67، لكن لم يتم انتخاب أي منهم، لذلك يجب مخاطبة حزب المحافظين الفائز الذي لم يأت على ذكر ذلك في حملته الانتخابية.

وأضاف:" أعتقد أن الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 مع إسرائيل سيغير من التعقيد في النزاع ويرسي مبدأ القبول بمبدأ شرعية الدولتين"، مشددا على ضرورة الاعتراف الدولي بحق الفلسطينيين العيش في سلام تحت راية دولتهم بمؤسساتها السيادية من أمن وقضاء وحدود معترف بها.

وأضاف:" ان حكومتنا والساسة في بريطانيا لديهم علم كامل بأبعاد وتفاصيل القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، ليس هناك من يمكنه إنكار ذلك، والآن بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، على بريطانيا أن تقوم بدورها الدبلوماسي بصورة أكبر وأكثر حرية، فهي من مؤسسي القوانين الدولية سواء أكانت اتفاقات جنيف أم ما تلاها، وهي تنص تحديداً على عدم الاستيلاء على الأراضي بالقوة، بالإضافة إلى القوانين والقرارات كالقرار 242، وصولاً لقرار مجلس الأمن 2334 عام 2016".

  وقال فين" أرجو ألا يتم التعامل مع الشعب البريطاني اليوم على أنه داعم لوعد بلفور، هذه الفترة قد مضت منذ زمن بعيد، والعلاقات بين الفلسطينيين والبريطانيين لا بد أن تنمو، ومع هذا النمو سيأتي التضامن الذي هو موجود بالفعل، ولكن سيزدهر أكثر، ومن خلال هذا التضامن يأتي التأثير بشكل أكبر من المجتمع المدني الإنجليزي على حكومتنا لفعل ما هو مهم للوصول إلى الهدف وهو الحقوق المتساوية بين الجميع".