خطة "اسرائيل" لمواجهة سيناريوهات الحرب مع حزب الله

بالعربي: نشر الخبير الإسرائيلي في العلاقات الدولية، عوفر يسرائيلي، مقالا حول ما أسماها "حرب لبنان الثالثة"، اعتبر فيه أن "حرب لبنان الثالثة" ستشكل تحديا كبيرا جدا لـ"إسرائيل"، أكبر بكثير من الحروب السابقة، وذلك لأن حزب الله سيستخدم القوة النارية التي بناها في السنوات الأخيرة لإطلاق آلاف الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية.

وأضاف الخبير الإسرائيلي في مقاله: "سيتم إطلاق صواريخ دقيقة وطويلة المدى على أهداف حساسة وخطيرة، مثل مقر جيش الاحتلال الإسرائيلي في تل أبيب، وأيضًا على مواقع البنية التحتية الرئيسية، مثل مصافي حيفا ومحطة الخضيرة للطاقة".

وتوقع  أن يقوم حزب الله من خلال قدراته البحرية، على تدمير منصات الغاز والموانئ البحرية، كما سيعمل أيضًا على تنفيذ خطته الرئيسية لتقويض أمن المستوطنين الإسرائيليين من خلال دخول قوات برية للسيطرة على عدة مستوطنات في الشمال.

وشدد خبير العلاقات الدولية على أهمية تجنب الحرب مع حزب الله، ولكن في الوقت نفسه ما إذا وقعت الحرب فإنه يتعين على "إسرائيل" أن تقوم بعدد من التحركات - السياسية والعسكرية - التي يجب تشغيلها جميعًا بشكل متزامن قبل وأثناء الحرب.

واقترح الخبير في العلاقات الدولية إعداد خطة متكاملة تعمل من خلالها "إسرائيل" من منظور واسع يتضمن مجموعة متنوعة من الوسائل غير العسكرية مثل التحركات الدبلوماسية والاقتصادية والنفسية قبل اندلاع الحرب وخلالها وبعدها، مع تكثيف استخدام القوة العسكرية خلال الحرب.

ويرى الخبير يسرائيلي أنه في الجانب الدبلوماسي، يجب على "إسرائيل" إضفاء الشرعية على أي هجوم قاتل ومدمر في المستقبل على حزب الله إلى حد تدمير قدراته العسكرية في لبنان، على أن يتزامن ذلك مع هجوم إعلامي تحمل "إسرائيل" من خلاله حزب الله المسؤولية عن الدمار والقتل الذي يحلّ بلبنان.

في الوقت نفسه، يتعين على "إسرائيل"، وفقا للخبير الإسرائيلي، أن تعمل في قنوات سياسية مفتوحة وسرية مع الجهات الفاعلة الدولية المهمة الموجودة في الساحة السياسية اللبنانية بما في ذلك الولايات المتحدة وتحفيزهم على إقصاء حزب الله من مراكز القوة في البلاد.

ويتابع يسرائيلي في تفصيل خطته للحرب: "في الجانب اللبناني، يتعين على "إسرائيل" أن توجه المجتمع الدولي لإيجاد حاكم يتمتع بالإرادة والقدرة على مواجهة التحدي الذي يشكله حزب الله للنظام السياسي اللبناني. إن محاولة "إسرائيل" الفاشلة لإيجاد بشير جميل كرئيس لبناني وبديل قريب "لإسرائيل"، لا تعني التسليم بفشل خلق البديل. بل على العكس، يجب أن تكون مصدرًا لدراسة أسباب الفشل والطريقة الأفضل لتنفيذ إيجاد بديل بنجاح".

ويعتبر الخبير يسرائيلي أن الجانب العسكري هو الأكثر أهمية وينبغي أن يستند إلى المبادئ الأساسية للحرب ووجود نقاش استراتيجي للوصول إلى قرار عسكري صحيح ودقيق. ويقترح أولاً، أنه يجب على جيش الاحتلال الإسرائيلي أن يتجنب الحرب على جبهتين أو أكثر، وبالتالي، قبل الحرب ، سيكون عليه أن يعمل على تقليل الاحتكاكات مع حماس في غزة والقوات الإيرانية في سوريا. ثانياً، تحديد أهداف واضحة للحرب، بما في ذلك تدمير حزب الله وقدراته العسكرية. ثالثًا، يجب على جيش الاحتلال الإسرائيلي أن يعد نفسه لتدمير المراكز المهمة والحساسة التابعة لحزب الله، مثل تدمير ترسانته الصاروخية وقتل أمين عام الحزب حسن نصر الله. رابعًا، استخدام عنصر المفاجأة، والذي يعد عنصرًا أساسيًا في أي استراتيجية حرب ناجحة. خامساً، التخطيط الدقيق على جميع المستويات باستخدام الحسابات المنطقية.

ويختم الخبير في العلاقات الدولية بالتأكيد أنه مطلوب من جيش الاحتلال الإسرائيلي أن يعمل على تدمير القدرة الصاروخية من خلال القيام بعدد من العمليات العسكرية التي يتعين تنفيذها في وقت واحد، وهذا يتطلب الاستفادة من بنك أهداف الجيش الإسرائيلي بالكامل في المراحل الأولى من الحرب، وتفضيل الهجوم وتدمير قدرات العدو على الدفاع عن الجبهة الداخلية، وتنفيذ هجوم بري شامل والسيطرة على المناطق الحيوية.