نتنياهو وطائرته التي لم تحلق فوق الشمال الافريقي

بالعربي: تبث وسائل اعلام عبرية باستمرار شائعات وتسريبات عن لقاءات سرية بين رئيس وزراء الاحتلال "بينيامين نتنياهو" وعدد من المسؤولين في محاولة لاظهار النجاحات التي حققها نتنياهو من خلال اختراق رئيس الصف العربي.

المراقبون لأحوال حكومة تل ابيب يقولون ان رئيس وزراء الكيان يحاول بشق الانفس الحصول على اوراق كاسبة في الانتخابات القادمة والتي سيجريها الكيان في 9 إبريل المقبل خاصة بعد التفكك الذي حصل على المستوى الحكومي وخروج وزير الحرب المتشدد افيغدور ليبرمان من الكابينة.

نتنياهو متشبث بورقة التطبيع كورقة رابحة في الانتخابات القادمة، وقد عمل بشكل واسع من اجل تحقيق هذا الهدف لكن جهوده لم تكلل بالنجاح في اغلب الاحيان، ومنها فشله الذريع في مؤتمر وارسو الذي لم يتمكن اعضاءه حتى اصدار بيان ختامي والفشل في تحقيق توافق نسبي بالنسبة الى العلاقة بين الكيان الصهيوني والدول العربية المستعدة للتطبيع مع العدو.

وبعد فشله في تحقيق التطبيع الكامل على مستوى بلدان مجلس التعاون هو يحاول مجددا عبر البوابة الشمالية للقارة الافريقية والبلدان العربية التي تقع في تلك المنطقة الحساسة من العالم.

وسائل الاعلام العبرية حاولت ان تحرج المغرب من خلال بث خبر لقاء رئيس وزراء كيان الاحتلال المحتل مع وزير الخارجية المغربي في الامم المتحدة.

تل ابيب تكشف الاسرار كمقدمة للتطبيع

وفي تفاصيل اللقاء قالت القناة العبرية الثانية عشرة أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التقى على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ومن دون تحقيق ادنى مستوى من التوافق نشرت القناة العبرية خبرا عن احتمال ان يقوم رئيس وزراء الاحتلال بزيارة الى المغرب في شهر مارس/ آذار المقبل.

ونشرت صحيفة "لو ديسك" الفرنسية تقريرا، تطرقت فيه إلى تلك الزيارة وقالت إن مستشار الأمن القومي "الإسرائيلي" مائير بن شبات، ينسق ترتيبات تلك الزيارة واللقاء التاريخي ما بين الملك محمد السادس ونتنياهو في المغرب، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.

ومع تأكيد المغرب نفيه لهذه الزيارة غير ان نتنياهو مصر على محاولاته لاحراج المغرب واظهار الى العلن بعض الاخبار السرية المتعلقة في العلاقة السرية التي تربط بعض الشخصيات الحكومية بحكومة الاحتلال.

وبشان موقف المغرب من هذه الزيارة قال مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، في مؤتمر صحفي،: "أنا لا أجيب على الشائعات"؛ بحسب ما جاء في الموقع الإلكتروني "هسبريس".

وتقول صحيفة "أخبار اليوم" المغربية إن الخبر انتشر "كالنار في الهشيم"، مضيفة أنه ليس هناك أي تأكيد رسمي من المغرب أو من "إسرائيل".

محاولات جس النبض ومعرفة الموقف الشعبي

ونقلت الصحيفة عن الناشط الحقوقي المناهض للتطبيع سيون أسيدون قوله إن "ما يجري الترويج له يدخل في إطار محاولة جس النبض بشكل غير مباشر، وفي إطار المحاولات الصهيونية للمزيد من التطبيع وانتظار ردود فعل الرأي العام والتيارات السياسية".

ويتفق معه في الرأي رئيس "المرصد المغربي" لمناهضة التطبيع أحمد ويحمان، الذي تنقل الجريدة عنه أن مثل هذه الأخبار "جس للنبض بشأن قبول الشعب المغربي وقواه الحية لهذه الزيارة".

وتقول افتتاحية "رأي اليوم" الإلكترونية اللندنية إن نِتنياهو "غير مُرحب بِه من الغالبيّة الساحقة لشعب المغرب وزيارته للرباط قد تَخلِق مشاكل كبيرة البلد في غنى عنها".

لكن الصحيفة تقول إن التزام الأوساط الحكومة المغربية الصمت ورفض تأكيد أنباء هذه الزيارة أو نفيها "يزيد الغموض تجاهها ويخلق نوعا من البلبلة التي لا يوجد أي داع لها".

وفي هذا الاطار نظم المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أمس الاثنين، بالرباط، وقفة احتجاجية صامتة ضد الزيارة المحتملة لرئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، للمغرب، معتبرا أي استقبال محتمل له بمثابة "طعن للنضال والصمود الفلسطينيين، وإهانة للشعب المغربي".

وكانت نتاع بار، مراسلة صحيفة "إسرائيل اليوم"، ذكرت أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو "قد يقوم قريبا بزيارة إلى إحدى دول شمال أفريقيا في شهر آذار/ مارس المقبل، فيما ذكر مصدر كبير أبلغ صحيفة ناطقة بالفرنسية أن نتنياهو سوف يزور المغرب".

موقف شعبي رافض للتطبيع مع الاحتلال

من جانبه قال رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أحمد ويحمان: إن الوقفة التي نظمت أمس بالبرلمان وحضرها العشرات من النشطاء كانت صامتة وبلغة الإشارة، وذلك "من تعبنا بالصراخ على المسؤولين المقصرين فيما يتعلق بالاختراق الصهيوني للمغرب، وتهديد استقراره ووحدته، والاعتداءات الوحشية وممارسات جيش وشرطة الكيان العنصري الجبانة على الأسرى الفلسطينيين".

وأوضح ويحمان أن الغرض من التظاهر هو بعث رسائل إلى كل من يهمهم الأمر "مفادها أن المغاربة لن يقبلوا، بأي شكل من الأشكال، تدنيس كبير الإرهابيين العنصريين المجرم نتنياهو للمغرب، ولنقول للجميع إن أي إقدام على استقبال هذا الإرهابي هو طعن للنضال والصمود الفلسطينيين، وإهانة للشعب المغربي ويترتب عنه مسؤولية كبيرة .. لن يغفرها التاريخ لأي أحد كائنا من يكون"، وفق تعبيره.

ووجه رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع نداء لكل من رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، والناطق الرسمي باسمها، مصطفى الخلفي، باعتبارهما صديقين ومؤسسين للمرصد، طلب من خلاله "الخروج من صمتهما إزاء ما يروج حول زيارة مشؤومة محتملة لمجرم الحرب نتنياهو لبلادنا".

وأكد ويحمان أن ربط زيارة "المجرم نتنياهو" بقضية الصحراء المغربية هو "مقامرة بملف يحظى بحساسية شديدة بالنسبة للمغاربة. ويتحمل مسؤولية كبيرة أي واحد تسول له نفسه التلاعب بالصحراء ووضعها بضاعة للمساومة بين سماسرة الحروب؛ بولتون ونتنياهو وأصحابهما في صناعة الفتن والحروب والاتجار بالسلاح..".

وأضح أن "من يضع نفسه رهن إشارة نتنياهو سيتحمل مسؤولية مراجعة الموقف من البوليساريو كحركة انفصالية، لأن الحديث بمجرد تأكد الزيارة، لا قدر الله، سيبدأ إمكانية أن يكون موقف البوليساريو هو الصحيح، وكذا السياسة الجزائرية بشأن الموقف من أعداء الأمة.."، وفق قوله.

وكانت منابر إعلامية عبرية ذكرت أن "نتنياهو سيحضر معه مبادرة أمريكية للملك المغربي محمد السادس هدفها حل الصراع المستمر في الصحراء المغربية التي ترى فيها المملكة المغربية جزءا لا يتجزأ من أراضيها".

طائرة نتنياهو التي فشلت في الوصول الى مطار التطبيع

وفي وسط ركام الاخبار التي تنشرها وسائل الاعلام العبرية كشف موقع "أنباء تونس" نقلا عن مصادر جزائرية وصفها بـ"الموثوقة" رفض السلطات التونسية والجزائرية "بشدة" السماح لطائرة نتينياهو، عبور الأجواء التونسية والجزائرية في اتجاه المغرب الذي كان من المبرمج أن يزورها.

وأفادت ذات المصادر، أن مسؤولين فرنسيين وأمريكيين وإسبانيين وسعوديين وإماراتيين مارسوا ضغوطات كبيرة على المسؤولين التونسيين والجزائريين من أجل إعطاء الضوء الأخضر لاختراق طائرة رئاسية "إسرائيلية" أجواء البلدين بهدف العبور إلى المغرب، مع الالتزام بإبقاء الأمر طي السرية والكتمان، وعدم تسريبه للصحافة حتى لا يتسبب في ردة فعل شعبية غاضبة على حكومتي البلدين، لكن دون جدوى.

وأكدت المصادر ذاتها أن السلطات التونسية والجزائرية رفضتا اقتراحا فرنسيا آخرا يقضي بإرسال طائرة مغربية لنقل رئيس وزراء الاحتلال وعبور الأجواء التونسية والجزائرية بشكل عادي وغير ملفت للانتباه، فيما يشبه التمويه، ولم تستبعد نفس المصادر أن يكون هناك تنسيق تونسي جزائري حول هذا الرفض.

وأفادت المصادر نفسها، أن مصالح الطيران المدني في إسبانيا كانت على علم بأن طائرة مسؤول "إسرائيلي" بارز ستتعامل مع مصالح المراقبة في مطار بجنوب إسبانيا، أثناء الرحلة من فلسطين المحتلة إلى بلد مغاربي يعتقد على الأرجح أنه المغرب، كما أن وفدا أمنيا "إسرائيليا" زار المطار ذاته يوم 15 كانون الثاني/ يناير الجاري في إجراء يهدف لتأمين الزيارة، قبل أسبوعين من تنفيذها، إلا أن الزيارة أجلت في نهاية المطاف لأسباب مجهولة، وفق صحيفة "أنباء تونس".