أزمة مالية عالمية تلوح بالأفق: تصريح "السيولة" صدم الجميع.. المصارف بخطر؟

بالعربي: نشرت قناة "CNN" الأميركية تقريراً عن حالة الإرباك التي عاشتها الأسواق الأميركية غداة تصريح وزير الخزانة الأميركية، ستيفن منوتشين، عن امتلاك المصارف "سيولة كافية للإقراض.. وجميع عمليات السوق الأخرى"، متسائلةً عما إذا ينبغي القلق على "سلامة" المصارف الأميركية.

وفيما ذكّرت القناة بأنّ تصريح منوتشين يوم الأحد جاء بعد اتصال بالرؤساء التنفيذيين لكل من "بنك أوف أميركا"، و"سيتي بنك"، و"غولدمان ساكس"، و"جي بي مورغان تشيس"، و"مورغان ستانلي" و"ويلز فارغو"، نقلت عن مدير "Better Market" التنفيذي، وهي مجموعة إصلاح مالي، دينيس كيلهر، قوله: "المشكلة في تصريحاته تنقسم إلى شقيْن: فإمّا أنّه بعيد جداً عن التطورات الراهنة، أو يعلم بأمر مشكلة لا يعرفها أحد سواه".

توازياً، تطرقت القناة إلى تراجع مؤشري "داو جونز" و"ستاندرد أند بورز" 3%، وهو التراجع الأكبر لهما في ليلة الميلاد في التاريخ، وإلى تراجع مؤشري "جي بي مورغان" 15% و"غولدمان ساكس" نحو 39% هذا العام، ناقلةً عن كيلهر تأكيده أنّ التراجع في الأداء هذا يعود إلى مخاوف واسعة بشأن وضع الاقتصاد الأميركي.

وفي هذا الإطار، أوضحت القناة أنّ حروب الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجارية أولاً والفارق المتقلّص بين عائدات السندات قصيرة الأمد والسندات طويلة الأمد ثانياً، يمثلان عامليْن أقلقا البعض من وتيرة النمو الاقتصادي في العام 2019 وما بعده. وعليه، حذّرت القناة من أنّ أرباح المصارف ستتأثر إذا تعثّر الاقتصاد وانخفض اقتراض الشركات، مضيفةً: "إذا شهدنا على ركود في نهاية المطاف، سيعجز بعض العملاء عن تسديد مستحقات القروض، ما من شأنه أن يزيد الوضع سوءاً".

وفي هذا السياق، شرحت القناة أنّ أسعار الأسهم والسيولة أمران مختلفان، مبينةً أنّ السيولة ورأس المال اللذين تحتاج إليهما المصارف لامتصاص الخسائر لم يشكلا مصدر قلق كبير، وذلك بسبب الإجراءات التي اتخذت منذ أزمة العام 2008 لضمان تمتع المصارف بأرضية صلبة في حال وقوع أزمة أخرى. ونقلاً عن تقرير مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) الذي صدر في تشرين الثاني الفائت، لفتت القناة إلى أنّ قيمة الأصول السائلة في المصارف زادت أكثر من3 تريليونات دولار.

في المقابل، حذّرت القناة من أنّ السيولة ومستويات رأس المال يمكن أن يمثّلا مشكلة لبعض المصارف في نهاية المطاف، نظراً إلى أنّ إدارة ترامب تدرس إعادة النظر في بعض الإجراءات المصرفية.

وبالعودة إلى كيلهر، نقلت القناة عنه قوله: "هناك مخاوف مشروعة بشأن ما يتم حديثه عن السيولة ورأس المال في القطاع المصرف، ولكن لا أعتقد أنّ هذا جزء مما نشهده في الأسواق اليوم"، وتأكيده في الوقت نفسه أنّ تعليقات منتوتشين "صدمت الجميع".

يُذكر أنّ ترامب جدد هجومه أمس الثلاثاء على "الاحتياطي الفيدرالي" فوصفه بأنه "المشكلة الوحيدة أمام اقتصاد الولايات المتحدة"، وذلك عقب أيام قليلة من تقارير ذكرت أنه ناقش سراً مؤخراً إمكانية إطاحة رئيس المجلس جيروم باول.