ثلث جيش الاحتلال لاحق الشهيد "نعالوة"!

بالعربي: قال خبير عسكري "إسرائيلي" إن "الإجراءات الأمنية "الإسرائيلية" لمنع تنفيذ المزيد من الهجمات الفلسطينية لن تمنع المهاجم الفلسطيني القادم من اختراق التجمعات الاستيطانية، لأن "إسرائيل" تتغطى بـ"سترة خاطئة".

وقال أمير أورن في مقاله بموقع "ويلا"، أن استمرار القناعات السياسية بالاحتفاظ بالمناطق الفلسطينية لن تصمد حتى إشعار آخر، لأن الحرب التي تخوضها "إسرائيل" في الضفة ليس من انتصار دائم، وهي جولات وفترات هدوء فقط تفصل بين الهجوم والذي يليه".

وأضاف أورن "أن "إسرائيل" لا تملك حلا سحريا لوقف الهجمات الفلسطينية، في حين يواصل الجيش دفع الثمن من جنوده بسب استمرار السياسة الخاطئة للسيطرة على المناطق الفلسطينية، مما يطرح السؤال: كيف يمكن للعمليات الفلسطينية أن تعود للضفة الغربية في ظل الأحاديث عن سلسلة الإحباطات المركزة لأجهزة الأمن فيها؟".

 

وأشار أورن 70 عاما، وهو من أهم الخبراء العسكريين المخضرمين، وعمل محللا في "إسرائيل" والولايات المتحدة، أن "الجواب يكمن في أن الأمر لا يتعلق بإعطاء بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة ووزير الحرب للتعليمات فقط، فالجيش لا يملك أداة سحرية للقضاء على موجة العمليات الفلسطينية، فالمعادلة واضحة بسيطة: مستوطنات تعني مقاومة، احتلال يعني عمليات".

وأوضح أن "إسرائيل" خرجت من حرب العام 1967 كي تبعد عن نفسها خطر التصفية، والقضاء عليها من خلال اجتياح جيوش عربية لداخل حدودها، وبعد أن أنجزت المهمة في تلك الحرب بدا "للإسرائيليين" أنهم أبعدوا عن أنفسهم خطرا ما، لكنهم اقتربوا من خطر آخر، من خلال احتلالها للضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء والجولان، وبات لدى أعدائنا الجدد آلاف الأهداف الجديدة".

أكد أورن، الذي قام بتغطية العديد من الحروب "الإسرائيلية" منذ السبعينات، أننا "لا نحتاج لكثير من الخيال كي نتصور ما الذي كان سيفعله مقاتلو تنظيم الدولة مع مستوطني مستوطنة ياميت في سيناء لو لم ننسحب منها عبر اتفاق السلام مع مصر".

وأضاف أنه "من كان سيدافع عن مستوطني نافيه ديكاليم ونتساريم من مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي لو لم نخلي قطاع غزة، أكثر من ذلك، من سيدافع عن دماء الجنود "الإسرائيليين" وهي تسفك في شوارع غزة مجانا هكذا بدون ثمن".

وأكد أن "التفوق "الإسرائيلي" في مجال السايبر والعلوم التكنولوجية يفقد قيمته رويدا رويدا من خلال الاحتكاك الدائم مع الفلسطينيين في الضفة الغربية، إنسان مقابل إنسان، بنك أهداف من ملايين المواقع والأشخاص، جنود يرتدون الزي العسكري أمام فلسطينيين مدنيين يمكنهم التستر كمسلحين وحاملي سكاكين ومنفذي عمليات دعس، مما يتطلب من "إسرائيل" توفير منظومة متكاملة من حماية المستوطنات وتأمين الطرق".

وأشار أورن، الذي نال عدة جوائز حول مقالاته وتحليلاته العسكرية، أن "إسرائيل" اليوم لا تملك حلا سحريا لمنع المهاجمين الفلسطينيين من التسلل إليها، أو لمستوطناتها بالضفة، سواء حاملا لسكين أو قنبلة أو مسدس، الجيش اليوم لديه قدرات فائقة للتخطيط لحروب ضد جيوش نظامية، لكن قدراته أكثر صعوبة أمام منظمات لديها سلسلة قواعد للسيطرة والتحكم ومباني مؤسساتية، لكن الأكثر صعوبة التي يواجهها الجيش تتمثل بإحباط المسلح الفلسطيني الذي يحمل سلاحا، ويسعى الجيش لإحباطه".

وأوضح أنه "في ظل وصول الوضع الفلسطيني إلى لعبة صفرية بين الفلسطينيتين و"الإسرائيليين"، فإن مقتل أي "إسرائيلي" يعني إنجازا فلسطينيا، تخيلوا معي كيف أن ملاحقة منفذ عملية سلفيت قبل شهرين أشرف نعالوة استغرقت من الجيش جميع وحدات دوفدفان وبعض من وحدات إيغوز وماغيلان المنشغلة في الحدود الشمالية".

وختم بالقول أن ذلك "يعني ان الجيش أفرد ثلث قواته من كتائب الكوماندو لملاحقة إنسان واحد،  هذا ثمن ثقيل العيار يذكرنا بما كان عليه الحال في الضفة الغربية وقطاع غزة بين عامي 2000-2005، وفي لبنان خلال حرب 2006".