منها الهرم المصري.. تعرفوا إلى "الرموز السرية" على الدولار!

بالعربي: تحمل كل عملة نقدية للدولة تصميمًا مميزًا يعكس تراثها وهويتها، تتنوع التصاميم في كل فئة من فئات العملة لتشمل أكبر قدر ممكن من تاريخ دولتها، ومنذ أن عرف العالم صك العملات المعدنية وضع أغلب ملوك الحضارات القديمة أسماءهم على العملات ليخلدوا أنفسهم مع مرور الزمن.

العالم - منوعات

أما في الوقت الحالي فوضعت صور زعماء الدول -أغلبهم من الراحلين- على العملات النقدية ترسيخًا لجهودهم في بناء دولتهم وتأسيسها.

لكن الدولار الأمريكي -وإن كان يضم صورًا لأبرز مؤسسي الولايات المتحدة الأمريكية- انحرف قليلًا عن المعتاد؛ إذ وضع تصميمًا في فئة الواحد دولار يضم العديد من الصور والرموز غير الاعتيادية فيما رآه البعض تعاويذ وطلاسم تحتاج إلى فكها، وحاول منهم تفسير تلك الرموز بطريقته فيما كان التعليق الرسمي محافظًا، وظل الأمر معلقًا ليفسره كل شخص وفق أهوائه.

ماذا يفعل الهرم «المصري» على خلفية دولار؟

تجارب أمريكا مع العملات الورقية لم تكن ناجحة حتى منتصف القرن التاسع عشر؛ كان الناس يثقون في العملات المعدنية الفضية والذهبية بشكل كبير، لكن مع الحاجة لتمويل الحرب الأهلية الأمريكية أذن الكونجرس بإصدار العملات الورقية في فئات 25 و20 دولار عام 1861، وتأخر ظهور عملة الواحد دولار إلى عام 1862.

معظم العملات الورقية الأمريكية التي تم تداولها بين الحرب الأهلية الأمريكية والحرب العالمية الأولى كانت صادرة من البنك الوطني، وتحديدًا في الفترة من عام 1863 حتى عام 1932.

وكانت شركات الأوراق المالية الخاصة تتولى عملية طباعة الأوراق المالية من عام 1863 وحتى عام 1877 بموجب عقد مع الحكومة الأمريكية، ثم تولت الحكومة طباعتها في عام 1877 وحتى الآن.

في عام 1963 أُصدر الواحد دولار بالتصميم الحالي الذي ضم صورة الرئيس جورج واشنطن في منتصف العملة الورقية، ووفقًا لوزارة الخزانة الأمريكية على موقعها الإلكتروني فقد «اختيرت تصاميم الوجه وخلفية العملات النقدية لجميع الفئات المتداولة في عام 1928.

وعدلتها لجنة مختصة لأسباب أمنية ضد التزوير ابتداء من عام 1996، والاستثناء الوحيد هو التصميم الخلفي لعملة الدولار الواحد الورقية». وبناءً على ما سبق فإن عملة الواحد دولار لم يُمس تصميمها الحالي منذ إصدارها في 1963 على عكس بقية فئات العملات الأخرى.

ربما يعني الهرم أشياء كثيرة لكن المرجح أنه رمز للحضارة المصرية القديمة، وجود الهرم على خلفية الواحد دولار جهة اليسار فتح أبواب الاجتهاد فيما يفسره رمز الهرم، ووفقًا لوزارة الخزانة الأمريكية على موقعها الإلكتروني قالت: «التفسير الأكثر دقة للهرم هو أنه يرمز إلى القوة والمتانة. الهرم غير المكتمل يعني أن الولايات المتحدة سوف تنمو وتنمو وتُبنى على الدوام».

وفقًا لبيل إيليس، أستاذ الدراسات الأمريكية في جامعة ولاية بنسلفانيا، فإن «الأهرامات تعني بناء بشريًا مستمرًا على مر العصور».

بينما هناك من يرى أن الهرم يشير إلى أن الحكومة الأمريكية ربما استولت عليها الأرواح الشريرة، لذا وضعت تعاويذ لفك الترميز السري لقوة الهرم الخفية، لكن نظرية المؤامرة السائدة في هذا الصدد أن الهرم يرمز للماسونية وبالأخص إن أضفنا عليه الجزء العلوي والذي يتضمن العين.

عين بروفيدانس أو عين حورس.. الماسونية تنتصر؟

الهرم الذي ظهر على خلفية الواحد دولار من اليسار ما هو إلا أحد وجهي الختم العظيم الأمريكي، وهو الختم الرسمي للدولة، وهذا الختم بدأ تصميمه مبكرًا في القرن الثامن عشر على يد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية؛ وتحديدًا جون آدامز، توماس جيفرسون، وبنجامين فرانكلين، وهم من واضعي إعلان الاستقلال، وعينوا في لجنة لإنشاء ختم يرمز للمثل الأمريكية.

وفي بادئ الأمر وافق جيفرسون وفرانكلين على تصميم يرمز إلى فرعون مصري يجلس في عربة مفتوحة مع تاج على رأسه وسيف في يده، مرورًا بمياه البحر الأحمر المقسومة بحثًا عن بني إسرائيل، وكان من المفترض أن يكون هذا الرمز على ظهر الختم، لكن المهمة كانت صعبة ورفض الاقتراح، لذا استمر العمل على تصميم الختم لمدة ست سنوات عبر ثلاث لجان، وقدم الاقتراح النهائي وقبله الكونجرس عام 1782.

«تشير العين شديدة الرؤية الموجودة فوق الهرم إلى أهمية التوجيه الإلهي لصالح القضية الأمريكية»!!!...

«الماسونية تحكم أمريكا» هذا باختصار ما رآه الكثير من الذين رغبوا في تفسير رموز الواحد دولار، واستندوا ببساطة إلى أن العين التي تعلو قمة الهرم ما هي إلا عين بروفيدانس وهي أيقونة مسيحية تمثل عين الله التي تراقب البشرية.

لكن الماسونية اعتمدتها رمزًا لها في نهاية القرن الثامن عشر، ويحبط هذه النظرية أن أول استخدام رسمي لعين بروفيدانس رمزًا ماسونيًا كان في عام 1797 وكان هذا بعد 15 عامًا من اعتماد الكونجرس لتصميم الختم، لكن الرد يجيء فورًا من أصحاب نظرية المؤامرة أن أول استخدام رسمي للعين لا يعني أنها لم تكن موجودة قبل ذلك، كما أن بنجامين فرانكلين أحد الثلاثة الذين اختاروا التصميم الأول في الختم كان ماسونيًا خالصًا.

يدعم فيلم «National Treasure» والذي صدر في عام 2004 من بطولة نيكولاس كيدج ومن إنتاج شركة والت ديزني، نظرية أن العين رمز ماسوني وأنهم جندوا ثلاثة من الآباء المؤسسين وهم جورج واشنطن، وبنجامين فرانكلين، وبول ريفير لصالحهم، وأن الماسونية تلاعبت بتاريخ أمريكا.

بالتأكيد الفيلم الذي ينتمي لأفلام الحركة والمغامرة ليس دليلًا كافيًا للتسليم بنظرية المؤامرة التي تقول أن العين رمز للماسونية، لكن هناك دليل آخر ساقه أصحاب النظرية وهو أن الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، وهنري والاس وزير الزراعة واللذين قررا البدء بطباعة الختم العظيم على النقود في عام 1934، من الصدفة كانا كلاهما الماسونيين وفضلوا التصميم بسبب الإشارة إلى الرمز الماسوني.

«عين حورس» هذا ما فسره به القليل مما حاولوا فك رموز الواحد دولار ودعموا نظريتهم بأن حورس إله السماء وغالبًا ما يصور على هيئة صقر، أي إنها عين الصقر وكأن الرمز يقول: «بسرعة إلى الأمام إلى تأسيس الولايات المتحدة»، وانتهى بها الأمر على قمة الهرم باعتبارها علامة على القوة والبقاء وطول الأمد، وكأن الآباء المؤسسين يقولون إن الأمة الجديدة سوف تنمو بسرعة وتستمر للأبد.

13 الرقم الشرير دائمًا

ظهر رقم 13 في عملة الواحد دولار في سبعة أماكن متفرقة، فالهرم مكون من 13 خطوة، وهناك 13 نجمة فوق النسر، و13 شريطًا أفقيًا، و13 مخططًا رأسيًا على الدرع الموجود أمام النسر، و13 ورقة، و13 ورقة في غصن الزيتون الذي يحمله النسر في قدميه، بينما يمسك النسر بـ13 سهمًا، الرواية الرسمية تقول أن رقم 13 يدل على الثلاث عشرة مستعمرة أصلية والتي استقلت عن بريطانيا وأسست دولة الولايات المتحدة الأمريكية، ولذا جرى التأكيد على الرمز أكثر من مرة.

يشكل رقم 13 ذعرًا لأناس مختلفين في ثقافات متعددة، فهناك من يرى أن يهوذا الذي خان السيد المسيح كان رقم 13 في العشاء الأخير، وهناك أسطورة تقول أن اليهود تذمروا ضد الله للخروج من مصر 13 مرة، كما أن المزمور الثالث عشر في الإنجيل متعلق بالفساد.

أما في أمريكا فإذا وافق يوم الجمعة يوم 13 في الشهر فهذا نذير شؤم، وهو من أكثر الخرافات انتشارًا في أمريكا، والأمر تطور إلى مرض رهاب يعاني منه بعض الأمريكيين.

وجرى تصنيفه مرض الخوف من الجمعة 13، واسمه العلمي Paraskevidekatriaphobia، بجانب الرهاب من رقم 13 واسمه العلمي؛ Triskaidekaphobia لذا فإن تكرار رقم 13 على عملة الدولار سبع مرات، جعلت أصحاب نظرية المؤامرة يؤيدون وبشدة موقفهم في أن وضعه على الختم الأمريكي وعملة الواحد دولار ليس مصادفة بل تعويذة شيطانية، وبالأخص أن رقم سبعة أيضًا يحمل معاني غامضة.

قاعدة الهرم.. تاريخ الاستقلال يتحدى رسالة المتنورين

«MDCCLXXVI» هذا ما كتب على قاعدة الهرم الموجود على يسار عملة الواحد دولار، والذي يعد الوجه الآخر لختم الولايات المتحدة الأمريكية.

هذه الحروف ما هي إلا تاريخ الاستقلال بالأرقام الرومانية القديمة، قال تشارلز تومسون صاحب التصميم الأخير للختم: «التاريخ الذي تحته (أي الهرم) هو تاريخ إعلان الاستقلال».

«ليس تاريخ الاستقلال إنه يحمل رسالة خطيرة»، هذه أبرز نظريات المؤامرة والتي فسرت هذه الحروف بطريقة أخرى وفقا للجيماتريا؛ وهي طريقة قديمة تضع القيمة العددية لكلمة أو جملة لتفسير رسائله الخفية.

فقسم أصحاب هذه النظرية الرمز إلى ثلاثة أقسام مع حذف الأصفار ليكتشفوا أن جميعها يساوي سبعة، ومحصلة مجموعهم 21=7+7+7، وبناء على هذه القسمة وفقًا لأصحاب هذه النظرية فإن الرسالة الخفية التي تحملها وفكت شفرتها عبر الجيماتريا هي على حد زعمهم «بما أن لدينا ثلاث نسخ للبدايات: الإنسان، والله، والشهادات، يتبعها عدد سحري من 21 (3 × 7) فإن الرسالة تقول: عام 1776، هي السنة الأولى التي يوضع فيها الإنسان، فوق الله من خلال تجاوز خطيئة الخطيئة، وهذه شهادة أسياد المتنورين».

الكلمات اللاتينية تكشف النظام العالمي الجديد

ستحتاج أن تدقق النظر في خلفية عملة الواحد دولار عند الهرم، فأعلى الهرم نقش باللاتينية «ANNUIT COEPTIS»، تقول الرواية الرسمية أن هذا النقش ترجمته «الله فضل تعهداتنا»، ويرمز أن الله يتدخل لصالح القضية الأمريكية.

أما النقش المدون أسفل الهرم؛ ومكتوب باللاتينية أيضًا وهو «Novus Ordo Seclorum» تقول الرواية الرسمية أن هذا النقش ترجمته «نظام جديد لكل العصور» ويرمز إلى الحقبة الجديدة للعصر الأمريكي بداية من إعلان الاستقلال 1776 كما دٌون بالأرقام الرومانية المذكورة في قاعدة الهرم.

لجأ البعض من أصحاب نظرية المؤامرة إلى اللاتينية وتصريف أفعالها للوصول إلى مغزى جملة «ANNUIT COEPTIS» وكانت النتيجة أن «ANNUIT» تصرف إلى «annuo, ad-nuo»، وتعني الموافقة بينما تصريف «COEPTIS» في الماضي «coepi»، وتعني أنا بدأت أو ربما صرفت من «Coeptum»، والتي تعني المخطط أو بدأ العمل، ووفقًا لأصحاب هذه النظرية فالجملة تعني أوافق على المخطط أو لنبدأ العمل.

وبالنسبة لـ«Novus Ordo Seclorum» عند أصحاب نظريات المؤامرة، فهناك اتفاق تقريبًا على أن هذه الجملة لا تعني «نظام جديد لكل العصور»، بل «النظام العالمي الجديد» وحين نقرن الجملتان ببعضهما فهذا يعني: «لنبدأ في النظام العالمي الجديد».

أصحاب هذه النظرية ساقوا أدلة على صحة مزاعمهم بأن صاحب قرار طباعة الختم الأمريكي على عملة الواحد دولار كان هنري والاس، الذي أصبح فيما بعد نائب رئيس الولايات المتحدة، والرجل الثاني في حكم الرئيس روزفلت، وهنري والاس يعتقد حرفيًا أن أمريكا قد اختارها الله لتقود العالم في تأسيس النظام العالمي الجديد.

وبرهنوا على ذلك بكلمات من كتابه «فن إدارة شؤون الدولة والدين» إذ قال عن العبارة اللاتينية في الختم: «سوف يتطلب الأمر اعترافًا أكثر تحديدًا بمهندس الكون الأعظم -أي الله- قبل تثبيت حجر الزاوية للهرم في النهاية، وهذه الأمة في كامل قوتها الآن في وضع يمكنها من تولي القيادة بين الدول».

توقف الكثير من أصحاب نظرية المؤامرة عند وصف والاس لله بـ«مهندس الكون الأعظم» فهذا اللفظ وإن كان قد استُخدم في العصور المسيحية القديمة والهندوسية إلا أنه صار عبارة ماسونية بامتياز مما جعل أصحاب النظرية يتمسكون بفكرة أن والاس وهو ماسوني اتخذ قرارًا بوضع الختم الأمريكي على الدولار، ترسيخًا ودعمًا لأفكار الماسونية.

وتمهيدًا لسيادة النظام العالمي الجديد!!!... ويدلل أصحاب هذه النظرية أن والاس حين اتخذ القرار وكان وقتها وزير الزراعة سرعان ما ترقى بعدها وصار نائب رئيس الدولة، لذا استنتجوا على الفور أن الماسونية تتحكم في أمريكا.