لماذا إدلب؟

بالعربي- كتبت- ثريا عاصي:

قرأت المقال المنشور في صحيفة الأخبار في 19.09.2018 تحت عنوان، بين تركيا وإيران : إدلب عنوان التحول الروسي .

صراحة أنا لا أثق بتجرد وموضوعية الكتاب الذين يستخدمون مصطلح "النظام السوري" .. وبالتالي لست بصدد انتقاد ما جاء في المقال المذكور وهو لا يعدو كلاماً خارج الموضوع، يعتمد على "تقارير غربية تصل إلى سياسيين لبنانيين" ! اكتفي بهذا الإستطراد لأنتقل إلى القول انه من البديهي أن ما يجري في #سورية يتأثر وبدرجة عالية بتحركات ومناورات الثلاثي الغربي بدءاً من قيادة هذا الأخير الفعلية للحرب على سوريّة، وليبيا واليمن والعراق .. أي أن هذا الثلاثي الغربي هو في أصل المشكلة . ولا شك في أن هذا المعطى الرئيسي كان وراء التدخل الروسي في سورية مدعوماً من #الصين، وبعض الدول الأخرى التي ترفض التحكم الأميركي بشؤون العالم، وتحرص على استقلال قرارها (طبعاً ليس بينها دولة عربية واحدة).

ينبني عليه أن الحرب في سورية معقدة وصعبة نتيجة لإصرار #الثلاثي_الغربي على تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية على الساحة السورية . فلقد حشد من أجل ذلك جميع دول المشرق العربي، واموالها ونفطها ... ولكن السوريين الوطنيين وجيشهم ودولتهم استطاعوا الصمود والمقاومة واستعادة المبادرة عسكرياً وسياسياً، بفضل الروس والإيرانيين وفريق من اللبنانيين . ولكن من المعروف أن الثلاثي الغربي إنتظر #إدلب من أجل محاولة الإلتفاف على التقدم السوري في ساحات المواجهة، اما لماذا إدلب ؟! فلأن أعداداً من المسلحين تجمعوا فيها تحت رعاية تركيا، ولا ننسى أن تركيا لعبت دوراً كبيراً في الحرب على سوريّة . فلا نبالغ في القول أن تركيا تحتل في الواقع إدلب وأن إخراجها من إدلب، بواسطة الأساليب العسكرية التقليدية مسألة صعبة جداً!.

أعتقد أن حل مسألة إدلب، بطرق غير عسكرية هو الدافع الحقيقي للمفاوضات الثلاثية بين روسيا وإيران وتركيا ! ولكن الثلاثي الغربي كما هو منتظر لا يريد حلاً غير عسكري في إدلب، لذا نراه يرمي بكل ثقله في الساحة : السلاح الكيماوي، الكارثة الإنسانية .. العقوبات الإقتصادية ضد إيران وتركيا وروسيا .. تجميع البوارج الحربية قبالة الشواطئ السورية ... وكأن هذا كله لا يكفي . فقام كما يبدو بعملية غامضة جداً .. ظهر منها كما أعتقد الصواريخ التي استهدفت مواقع في اللاذقية وفي غيرها في الشمال السوري وأسقطت طائرة روسية غير مقاتلة .. لكن لدي انطباع بأن ما ظهر هو الجزء العائم من جبل الجليد ! لذا ليس المنطق أن نتناول مسألة إدلب، أو مسألة التحالفات الروسية والإيرانية والتركية دون فهم ما جرى في 17 أيلول الماضي . لا شك في أنه ستكون لهذا الحدث أصداء ومفاعيل ... فما يجعل المراقب في حيرة هو أن صواريخ الثلاثي الغربي ضربت ليس فقط طائرة روسية غير مقاتلة كانت في الجو وإنما أيضاً مواقع قريبة جداً من القواعد الروسية دون أن يصدر رد فعل دفاعي من هذه القواعد ... وكأن أجهزة الإستشعار تعطلت ... أو أن الجميع وقعوا في شرك إلكتروني .... الرأي عندي أن البيان الصحيح الوحيد هو بيان الدفاع الروسية الذي يحمل "إسرائيل" مسؤولية إسقاط الطائرة !.