لا تقلقوا: التنسيق الأمنيّ مستمرّ

بالعربي: العنوان أعلاه، هو ملخّصُ موقف المؤسسة الأمنية في "إسرائيل" من خطاب الرئيس أبو مازن أمام المجلس المركزي، وذلك كما جاء في مقالة الكاتب الإسرائيلي "بن كاسبيت" في صحيفة معاريف. طالما أنّ خطاب "يخرب بيتك" كما أطلق عليه الكثير من الساسة والإعلاميين في "إسرائيل" قد أكدّ على استمرار محاربة الإرهاب.

المعيار الحقيقي في تقييم مخرجات المجلس المركزي، أو خطاب أبو مازن هو ماذا مع التنسيق الأمني؟. أمّا الكلمات الغاضبة أو القرارات الفضفاضة فلا ترتقي إلى مستوى التأثير الفعليّ على السياسة والأمن في إسرائيل 

ويبدو أنّ "محاربة الإربهاب" هي كلمة السرّ لاستمرار التعاون بين أجهزة الأمن الفلسطينية برئاسة السيّد محمود عباس، وجهاز الشاباك الإسرائيلي، وتحديدًا في مواضيع تتعلّق بجمع المعلومات وتبادلها واعتقال (الإرهابيين الفلسطينيين) الذين يحاولون المسّ والإضرار بأمن الدولة (الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط).

إنّ المعيار الحقيقي في تقييم مدى جدية أو خطورة وتأثير مخرجات المجلس المركزي، أو خطاب الرئيس أبو مازن هو مسألة (ماذا مع التنسيق الأمني؟) أمّا الكلمات الغاضبة أو القرارات الفضفاضة أو حتى الانضمام إلى مؤسسة أو معاهدة دولية أخرى وعلى أهمية ذلك، فإنّها لا ترتقي إلى مستوى التأثير الفعليّ على السياسة والأمن في إسرائيل، بمعنى أنّها لن تجبي أي ثمن مؤثر من إسرائيل على استمرار سياساتها الاستيطانية والمدمرة للمشروع الوطني الفلسطيني بحدّه الأدنى، ووفق قرارات الشرعية الدوليّة.

من الممكن أن يكون لخطاب أبو مازن وقرارات المجلس المركزي التي تلته تأثيرًا وصدى واسعًا في وسائل الإعلام الإسرائيلي، والتي انشغلت في تحليل عبارة "يخرب بيتك" التي وجهها أبو مازن لترامب: هل هي شتيمة؟ أم لهجة عامية مستخدمة للإعراب عن الاستنكار والرفض، هل هي تهديد؟ أم إشارة على يأس أبو مازن من عملية التسوية بشكل عام، وهكذا.

كما أنّ أحزاب اليمين المتطرّف والمتنامي في "إسرائيل" والتي تتغذى من كراهية أبو مازن وكل ماهو فلسطينيّ، فقد استغلّت عبارات اللغة العربية وسرد الرواية التاريخية الفلسطينية لطبيعة الصراع ما بين الفلسطينيين وإسرائيل من أجل التأكيد على صدق منهجها ومواقفها المتطرّفة بصيغة "ألم نقل لكم؟" و"هذا هو المعتدل الفلسطيني"، ومن أجل كسب المزيد من الأصوات والوزارات الجديدة، إضافة إلى ما لديها من وزارة الجيش، والتربية والتعليم.

في خضمّ هذه الجلبة ضد أبو مازن، قامت أجهزة الأمن "الإسرائيلية" لتهدّئ المخاوف ولتقول: لا تقلقوا؛ التنسيق الأمنيّ مستمرّ.

أمّا الفلسطينيون فعليهم أن يستمرّوا في القلق من مواقف قيادتهم السياسيّة العليا تجاه استمرار التراجع والتآكل في المشروع الوطني الفلسطيني المتوافق عليه في وثيقة الوفاق الوطني "وثيقة الأسرى"

(الترا فلسطين)