"ناشونال إنترست": إلى أين تمضي العلاقات "الإسرائيلية" – السعودية؟

بالعربي: إلى أين ستمضي العلاقة "الإسرائيلية" السعودية وهل ستنجح؟ عنوان مقال في مجلة "ناشونال إنترست" ( المصلحة الوطنية) الأمريكية،  كتبه كل  من يوئيل غوزانسكي وخضر سويد وأري هيستين.

وأشاروا إلى تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي لم يبد أي حرج من الإشارة إلى ضرورة علاقات مع دول عربية. وقال في حفل تذكاري لرئيس حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" السابق ديفيد بن غوريون أقيم في تشرين الثاني (نوفمبر) 2017  :"علاقاتنا المثمرة  مع دول عربية ليست سرا.. وأعتقد أن هذه العلاقات ستثمر وستوسع دائرة السلام… وستحدث في النهاية لأنها تحدث طوال الوقت تحت السطح"، إلا أن هناك محدودية لإظهار العلاقات بشكل واضح مثل العلاقة بين "إسرائيل" والرياض.

وتؤثر هذه على العلاقة نفسها وعلى استراتيجية "إسرائيل" فيما يتعلق بإيران. ويرى الكتاب الثلاثة أن الموضوع مهم وذا علاقة لأن الولايات المتحدة تخطط للكشف عن استراتيجية إقليمية شاملة للتعامل مع مخاطر المحور الإيراني.

وبحسب تقارير صحافية فالعلاقة السعودية- "الإسرائيلية" وعلى الصعيد الأمني وصلت إلى مستويات غير مسبوقة. وهناك شيء أكثر إثارة للدهشة من العلاقات السرية وهي الموجة الواضحة من الدفء تجاه "إسرائيل" في الساحة العامة.

الصحافية السعودية  تتناول "إسرائيل" بطريقة إيجابية

ويبدو واضحا في السماح لمسؤولين غير رسميين بمن فيهم مسؤولين بارزين وأعضاء في العائلة المالكة للقاء إسرائيليين في مناسبات عامة. ويبدو الإتجاه واضحا من التقارير الصحافية السعودية الرسمية والتي تقدم "إسرائيل" بطريقة إيجابية. وقابل موقع “إيلاف” رئيس هيئة الأركان الجنرال غادي إيزنكوت وعبر فيها عن رغبته التشارك بالمعلومات الأمنية مع دول عربية تريد احتواء إيران. ويرى الكتاب أن التوجه ربما كان محاولة من السعودية تحضير الرأي العام لعلاقات أكثر قربا مع "إسرائيل" بعد لهجة معادية لإسرائيل واليهود في النظام التعليمي السعودي. وأي تطور يتعلق بإمكانية تنازل "إسرائيل" في مجال القضية الفلسطينية.

ويرتبط السؤال بمدخل "إسرائيل" داخل- خارج والذي يهدف إلى إشراك دول في المنطقة كالسعودية للمساعدة في التوصل لحل شامل.

ويشير الكتاب إلى تصريحات عادل الجبير، وزير الخارجية المزيجة والتي أكد فيها من جهة على أهمية المبادرة العربية (مبادرة الملك عبدالله 2002)  كأساس للحل العادل والشامل ومن جهة ثانية أكد فيها على مرونة مباديء المبادرة والقبول بما سيقبل به الفلسطينيون.

ويشير الكتاب إلى الإجراءات الإقتصادية التي تمر بها السعودية والسياسة الخارجية الحازمة التي يتبناها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان  خاصة فيما يتعلق بالموقف من إيران مع أن هذه الإستراتيجية لم تترجم على شكل جبهة موحدة لحل القضية الفلسطينية. وفي هذا السياق فبناء علاقات رسمية وواضحة مع "إسرائيل" قد تكون خطوة بعيدة وستؤدي لمعارضة الرأي العام والمؤسسة الدينية ومنافسي الرياض في المنطقة خاصة إيران.وهناك حساسية أخرى تتعلق بموقع الامير محمد بن سلمان الذي يحاول تعزيز موقعه وبالتالي ليس مستعدا لاتخاذ خطوات قد تؤثر على ما يقوم به والنقد العام الذي سيتعرض له.

القضية اللفلسطينية و إيران و الموسسة الدينية

ويرى الكتاب أن العلاقة السعودية – "الإسرائيلية" مرتبطة  في تطورها بخطوات نحو التسوية في القضية الفلسطينية وضغوط أمريكية على إيران. وأي محاولات لبناء الثقة تقوم بها "إسرائيل" مع الفلسطينيين ستخدم العلاقة مع السعودية وأمريكا. ومع ذلك فقد يقوم بن سلمان بخطوات أخرى بعيدا عن الفلسطينيين حالة قامت "إسرائيل" بتحفيزه من ناحية الضغط على إيران أو ساعدته امريكا في الملف الحوثي.ويظل هذا مجرد سيناريو. وفي النهاية يجب تقييم العلاقة بين البلدين من ناحية واقعية وليست خطابية متحمسة. فالمغامرات التي قامت بها  السعودية في السنوات الأخيرة ضد إيران والحوثيين وقطر كشفت عن محدودية ما يمكن ان تحققه السعودية. ويجب والحالة هذه أن لا تبالغ إسرائيل بالحديث عن قوة السياسة الخارجية ومساهمتها في التحديات الإقليمية خاصة إيران. و

يضيف الكاتب عوامل أخرى تضع محدودية على تطور العلاقات من مثل المؤسسة الدينية التي تعاني من أزمة شرعية حول العالم وحتى في السعودية.

بالإضافة لانتهاء زمن الثروة وكذا العلاقات السعودية- الامريكية التي تبدو  تعاني من أزمة رغم وضعها الحالي. وفي الوقت الحالي قد تكون السعودية راضية عن الثمار التي تجنيها من التعاون السري، خاصة في المجال الأمني ولا تريد المضي في مخاطر جديدة. ويختم الكتاب مقالتهم بالقول إن التعاون السعودي – "الإسرائيلي" يحتاج لوقت طويل كي تتطور. لكن يجب عدم التخلي عنها وعلى "إسرائيل" العمل على تعميقها حتى تصل إلى مداها الأعلى داخل الضوابط المفروضة عليها.