"آل سعود" شياطين هذا الزمان في مواجهة محور المقاومة

بالعربي-كتب- محمود حسنين:

"الحياة قصيرة وانا على عجلة من أمري"، هذا ما قاله "ولي العهد السعودي" محمد بن سلمان في مقابلة أجرتها معه صحيفة نيويورك تايمز قبل أيام، حول القرارات السريعة والعاجلة التي يتخذها في الشأن الداخلي والخارجي للملكة السعودية، تحضيراً لإستلامه العرش من والده سلمان، ويعتبر محمد بن سلمان أول ملك من غير أبناء الملك عبد العزيز.

وبالنظر الى ما يقوم به الملك سلمان من زيارات لدول لأول مرة مثل روسيا وغيرها، وتوقيعه صفقات اقتصادية وعسكرية هو بمثابة تعبيد الطرق الخارجية لولي عهده لاستلام الحكم بأفضل مراحله، رغم ان هذه الصفقات العسكرية ستبقى حبراً على ورق، فالسعودية تريد التسليح للحد من النفوذ الايراني في المنطقة، ولكن في ذات الوقت لم تقم روسيا بتقييد هذا النفوذ او الحد منه خاصة في سوريا، وهذا ما يجعل الأمر هبائاً منثوراً في وجه السعودية.

قبل نحو 3 أسابيع قام ولي العهد محمد بن سلمان بشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف الأثرياء والملوك في السعودية سواء كانوا من العائلة المالكة ام لا بحجة مكافحة الفساد في المملكة، وكان فندق "الريتز" في الرياض هو اولى المحطات التي بدأ بها ولي العهد تنفيذ خططه، حيث يحتجز عددا كبيرا من الامراء داخله، مبرراً ان الإصلاح دائما يبدأ من الأعلى فالأسفل.

وتتناقل بعض وسائل الاعلام الغربية ما يدور في كواليس التحقيق بين محمد بن سلمان والامراء المحتجزين، كان آخرها تهديد الأمير بن متعب لابن سلمان قائلا "ستتمنى لو انك ما وضعت رأسك برأسي" فرد عليه بن سلمان "هذا اذا خرجت من السجن"، وتدور حالياً مفاوضات شرسة مقابل حرية الأمراء، ويطالب بن سلمان المعتقلين بالتنازل عن ثرواتهم المالية –التي من المؤكد أنها جُمعت بالفساد- مقابل حريتهم، ولكن مَن يطالبهم بها ليس أفضل حالاً منهم فيما يتعلق بالفساد.

وان ما يحدث من اختفاء للدعاة الذين طالما دوت اصوات حناجرهم الكعبة وغيرها في الخطب الدينية والسياسية وصبِّ جام دعواتهم على اليهود المحتلين، يثبت بالدليل القاطع الدور الذي ينتهجه بن سلمان "الحاكم الفعلي" في هذه الأيام في التطبيع مع "اسرائيل"، فأين اليوم الداعي السديس والشريم؟.

ان التقارب "الاسرائيلي" السعودي في أوجه هذه الأيام، وان الزيارة التارخية السرية التي قام بها محمد بن سلمان الى "اسرائيل" تؤكد على قوة العلاقات، وما تخفيه السعودية في علاقتها مع "اسرائيل" اكثير بكثير مما تعلنه، ولم يعد الأمر بحاجة إلى شخصين للتأكد من ذلك.

فالسعودية ترى في "اسرائيل" حليفاً لها في مواجهة المد الإيراني، واتساع محور المقاومة المتمثل في ايران مروراً بسوريا ثم حزب الله الى حركات المقاومة الفلسطينية، واعتبار المقاومة بكافة أشكالها إرهاباً، وهذا ما تمثل في حركة المقاطعة التي ترأستها السعودية ضد قطر بحجة دعمها "للارهاب"، وهذا ما يهدد بحل مجلس التعاون الخليجي بسبب هذه السياسة المتهورة التي تنتهجها السعودية.

ان المؤشرات على أرض الواقع لا تبشر بالخير مستقبلا للمملكة السعودية وللعرب، فالسعودية تمارس الزنا السياسي بشكل سري وعلني مع "اسرائيل"، وستنجب هذه العملية "حروباً بلا عقل" ستحرق الأخضر واليابس، وستكون المنطقة العربية في حالة غليان قابلة للانفجار عدة مرات.

فالتحالف السعودي على اليمن هو بداية الانحطاط في المنطقة، والتوجهات السعودية لضرب حزب الله ونزع سلاح المقاومة ستكون الأوراق التالية التي ستلعبها، فهل تفشل السياسة "الاسرائيلية"-السعودية ام انها ستحقق ما عجزت عنه الحروب السابقة؟!