ابن سلمان يحوّل المجتمع السعودي لأداة قمع وتجسس على نفسه

بالعربي: لم تهدأ حملة الاعتقالات التي تشنها السلطات السعودية منذ أيام وسط الدعاة والمثقفين، فيما وصفته وكالات الأنباء العالمية بأنها حملة على المعارضين السياسيين بالمملكة. وتأتي الاعتقالات على خلفية أزمة دول مجلس التعاون وإجراءات السعودية وحلفائها.

ودعا نشطاء سعوديون معارضون في المنفى إلى احتجاجات يوم الجمعة لتحفيز المعارضة للأسرة الحاكمة. وأظهرت قوائم يتداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ارتفاع عدد المعتقلين إلى نحو 30 شخصا من بينهم أشخاص لا تربطهم صلات واضحة بالإسلاميين وليس لديهم تاريخ واضح في المعارضة.

وحثت السعودية مواطنيها والمقيمين فيها على الإبلاغ عن أي أنشطة تحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي باستخدام تطبيق على الهواتف المحمولة في خطوة وصفتها منظمة هيومن رايتس ووتش بأنها "استبدادية".

وبعد ساعات نشر حساب النيابة العامة على تويتر المادة الأولى من نظام جرائم الإرهاب وتمويله والتي تنص على أن "تعريض الوحدة الوطنية للخطر، أو تعطيل النظام الأساسي للحكم أو بعض مواده، أو الإساءة إلى سمعة الدولة أو مكانتها من الجرائم الإرهابية".

وتتزامن الدعوة التي أطلقتها وزارة الداخلية على حساب تديره على تويتر مع حملة واضحة على معارضي الحكومة المحتملين قبل مظاهرات دعت لها رموز معارضة تعيش في المنفى.

و نددت منظمة هيومن رايتس ووتش بحملة الحكومة وقالت إنها تثير الشكوك حول تعهدات الحكومة باحترام الحق في التعبير وسيادة القانون.

وقالت سارة ليا ويتسن مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش "بلغت السعودية مستوى جديدا من الواقع الاستبدادي عندما تتخطى حدود قمع الأجهزة الأمنية وتستعين بمراقبة مواطنين لتعليقات مواطنين آخرين على الإنترنت".

وأضافت "القيادة الجديدة في السعودية تظهر سريعا أنها لا تتسامح مع الأفكار أو الآراء الناقدة وتحشد المجتمع السعودي لفرض خطوط حمراء بالتجسس على نفسه".

وأشارت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى عدم وجود معلومات مباشرة لديها بشأن الاعتقالات، إلا أنها رجحت بأن تكون على ارتباط بمساعي محمد بن سلمان لتعزيز سلطته. وقال الباحث في شؤون الشرق الأوسط لدى المنظمة الحقوقية آدم كوغل لوكالة فرانس برس "ما يمكنني قوله هو أن التوقيفات تعكس بشكل كبير طريقة تعامل السعودية مع المعارضة السياسية أو الدينية". وأضاف: "لدى السعودية سجل مروع في ما يتعلق بحرية التعبير، ويمكن القول إن الأمور تسوء أكثر".

المصدر: الشرق