في القدس أمانينا

بالعربي-كتب- بدر ابو نجم:

وقفنا عند مداخلها ، أحطنا بأسوارها العتيقة ، قبلنا أدراجها ، أخذنا أكثر الصور معها ، نظرنا لسمائها وعانقناها ، مسحنا ذنوبنا بحجارتها البيضاء ... في القدس رفعنا أمانينا إلى الله.

في القدس كانت إمرأة تقف على حاجز عسكري ، لم تمنعها مجندة إسرائيلية من الوصول لأول نقطة تفتيش ولم يمنعها جندي مراهق من الوصول إلى أول باص ينقلها إلى الأقصى العتيق ... هي الأم الفلسطينيه التي تصب عرقا من جبينها منذ صباح ذلك اليوم في رحلتها إلى بيتها الثاني .... إلى القدس.

كزهرة الربيع .. تلك المدينة التي تتسع للالاف من أبنائها التي إنتظرتهم منذ زمن ....كرهت ذلك اليهودي الذي يملأ أزقتها ، لقد خطت على جبين الليل أسماء أهلها .. إبتسمت بعد أن عقدة الحاجب عن كل الزوار الأجانب الأغراب عنها ؛ كيف للعربي أن ينسى موطنه في غربته .. بزخارف إسلامية كتبت على جدرانها .... أنا عربية .
القدس العتيقة أبصرت مرتين ورأتها العين
في القدس لم أرى بائع الخضرة الجورجي.
في القدس رأية مقدسية تبيع لي فطورا قبل الآذان.
في القدس جنديا من الأحباش لم يجرأ على صد إمرأة من دخوله .
في القدس حيينا حائط البراق بإصبعي الإنتصار .
في القدس غابت بائعة الفجل الأوروبية.
في القدس أمي .

زاح وجه المدينة حجاب واقعها السميك ورأية فيها هواي وركضت خلفها ولم تودعني وسنرجع يوماً.

إبتعدت عنها وغربت الشمس ولم يغير الغروب ألوانها ولم تعد القدس خلفي كما ظننتها ستفعل .

صلينا فيها وبقي يهودياً يرتجل و يرتل الإنجيل على الإسفلت .