الشهيد ابو صبيح جهزوا له السجن فأعد لهم قبوراً

بالعربي- كتب محمود حسنين:

لم يكن أحد يعرف ما فكر به مصباح ابو صبيح او كما يسمونه بأسد الاقصى، عندما عبء مخازن سلاحه في منتصف الليل، ثم قرر ان يكون الهدف هو نفس الوكر الذي اراد ان يجعل من كرامة المقدسي والفلسطينيين تحت اقدامه.

راقب الهدف اياماً طويلة، ونظراته ترتقب عين النفق الذي سيثلج صدور ابناء القدس والضفة وغزة حتى فلسطيني الشتات، ودع ابناءه وأوصى أصدقائه والمرابطين بالحفاظ على الأقصى والدفاع عنه، استقل سيارته وتوجه الى  تلك المنطقة المستهدفة، ومرةً اخرى أكد هذا الاسد للاحتلال ان اقوى مناطقه الأمنية المحصنة تطالها يد المقاومين، وان بنادق القدس لم تصدأ وأن أُسودها ينطلقون من خلاياهم النائمة نحو أهدافهم متى وقعت ساعة الصفر.

مصباح لم يمهل الاحتلال ان يتدارك ما يحدث حوله، سحب الاقسام في سلاحه، وأطلق اول رصاصة موجهة بعناية فأصابت رأس احد عناصر شرطة الاحتلال فأرداه قتيلا، ثم شاهد شرطياً اخر فطارده بسرعة واطلق عليه نيرانه فسقط الشرطي على الارض وصفت جراحه بالحرجة.

15 دقيقة كانت كافية ان تزيل اللثام عن بطل فلسطيني جديد، استمر خلالها باطلاق النار بشكلٍ مستمر والمستوطنون يهربون من أمامه، تقدم الشهيد والقتلى والجرحى يسقطون امامه كيف لا وهو من طين هذه الارض ومن اسود الاقصى وأصحاب الديار.

دقائق قليلة كانت كفيلة ان تحصد قتيلين و6 إصابات بينها 2 بحالة خطر شديد، وهذا ما جعل الاحتلال باستخباراته واجهزته الأمنية في حالة تخبط حتى الان، وهذا ما يبقى عليه الاحتلال اياما طويلة، بعد فشل مخابراته.

39 عاماً قضاها الشهيد في رحاب الاقصى، تخللها 5 اعتقالات لدى الاحتلال، وإبعاد عن الاقصى والمنع من السفر، والاهم من كل ذلك هو انه تلقى تدريباً عسكرياً على السلاح، فهذا ما أكده جنود الاحتلال بعد العمليه، حيث انه اطلق رصاصه بطريقة قاتلة ونحو الهدف بشكل مباشر، ثم إن اطلاق الرصاص كان بشكل مستمر وهذا ما يؤكد على ان الشهيد تلقى التدريب على السلاح بطريقة تشبه طريقة الجيوش النظامية.

إن من اطلق على الشهيد لقب أسد الاقصى كان يعرف ان مصباح سيزأر، وزئيره سيكون من نوعٍ خاص، ولحسن حظ الاقصى ان الاحتلال لم يدرك ان مصباح يعد العدة ليوم يكون به حالكاً على قواته ومستوطنيه، فرغم ان الاحتلال يراقب هذا الاسد عن كثب إلا ان عقله كان يسرح في مشهدٍ لم يتوقعه الاحتلال قط.

4 اشهر حبس كانت هي أخر قرارات الاحتلال بحق الشهيد ابو صبيح، لكن مصباح إختصر هذه المدة الى 15 دقيقة ستدخل في تاريخ الاحتلال لتثبت على هشاشة كيانه وضعف استخباراته التي تتغنى بأنها ضمن الاقوى عالمياً، اختار الشهيد ان يملي قراراته على الاحتلال هذه المرة وليس العكس، فما كان من المفترض ان يحدث حدث عكسه.

منذ أيام أعد الاحتلال نفسه لان يسلم الشهيد نفسه، والشهيد سلم نفسه، ولكن على طريقة لم تخطر على بال الصديق قبل العدو، وهذا ما اكدته عائلته وأصدقائه، جهز الاحتلال السجن له وهو جهز قبورهم بيديه، هكذا أراد الشهيد مصباح ان يرد الصفعة على وجوه من سلبوه أعز ما يملكه وهو الأقصى.